تعرضت ست سيارات يملكها مغاربة وتونسيون بكروسيكا للتخريب ليلة الجمعة السبت الماضية، وفق ما ورد من معلومات عن رجال الدرك بالجزيرة الفرنسية. وأفادت المصادر عينها أن الهجوم، الذي يُجهل المسؤولون عنه، لم يخلف ضحايا، وقد نفذ على السيارات الست حين كانت رابضة بالقرب من محل سكنى أصحابها. ونقلت المصادر، في سياق قريب، خبر تعرض مدخل أحد القاعات، التي يجتمع فيها عادة ممثلون عن الجاليات المغاربية لمناقشة أوضاعهم، لحادث إطلاق نار عليه. وتأتي هذه الحوادث، ذات الطابع العنصري، في ظل موجة من أعمال العنف التي تشهدها في الأشهر الأخيرة كورسيكا ضد الجالية العربية عامة، والمغربية على الخصوص، والتي تشكل 10% من مجمل سكان الجزيرة البالغ عدد سكانها 260000 نسمة. وكان تقرير للجنة الوطنية الاستشارية الفرنسية لحقوق الإنسان قد أقر في وقت سابق بجسامة هذه الاعتداءات، مبرزا أن نسبة أعمال العنف العنصرية أكثر ارتفاعا في كورسيكا، منها في فرنسا. وأثارت موجة الاعتداءات العنصرية هاته ضد الجالية المغربية قلق منظمة العفو الدولية (أمنيستي)، حيث دعت، انطلاقا من فرعها بالمغرب، السلطات الفرنسية إلى إعطاء الأولوية لهذه القضية والإسراع في تقديم مرتكبي الاعتداءات العنصرية إلى العدالة. وبنية الوقوف ضد هذه الموجة العدائية في كورسيكا، من المنتظر أن ينظم ما بين 13 و18 من الشهر الجاري بهذه الجزيرة الفرنسية أسبوع الأخوة من أجل مكافحة تصاعد الأعمال العنصرية والكراهية. وستساهم ميزانية وزارة التربية الوطنية الكورسيكية، حسب وكالة المغرب العربي للأنباء، في تمويل نسبة 80 بالمائة من الغلاف المالي المخصص لهذه التظاهرة، التي برمجت خلالها الجامعات والإعداديات والثانويات والمدارس الابتدائية ندوات ونقاشات في وسائل الإعلام المحلية، بالإضافة إلى حفلات موسيقية وأنشطة ثقافية ورياضية للحث على نبذ العنصرية والكراهية وإشعاع التسامح. يذكر أن نحو 300 عائلة من أصل مغربي هجرت أخيرا جزيرة كورسيكا فرارا من تنامي موجة العنف العنصري، الذي تعرفه الجزيرة منذ شهور ضد المغاربة ومصالح لهم بالمنطقة. وكانت قد أفادت، في هذا الصدد، صحيفة لوباريزيان الفرنسية في عدد أخير، أن 100 عائلة مهاجرة فضلت التوجه نحو منطقة لوغار بجنوب فرنسا. وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن المغاربة الذين فروا من الجزيرة لا يستطيعون حتى الحديث عما يجري من أحداث عنف استهدفتهم أو تستهدف الباقين من المغاربة في هذه الجزيرة الفرنسية، وذلك مخافة إلحاق الضرر بالمغاربة ممن فضلوا المكوث بالجزيرة. يونس البضيوي