نظم العشرات من الأشخاص، زوال السبت الماضي بالعاصمة الفرنسية باريس مسيرة صامتة تضامنًا مع الإمام المغربي محمد الأطرش، الذي نجا من محاولة اغتيال منذ خمسة عشر يوما بجزيرة كورسيكا، بعد استهداف المسجد الذي كان يقيم فيه بمنطقة ساراتين على أيدي عصابة عنصرية مجهولة. وشارك في هذه المسيرة، التي نظمتها جمعية نيو ماروك، التي يترؤسها بشكل مشترك يهودي ومسلم تحت شعار احترام، تسامح، تضامن وحوار بين الشعوب، عدة أشخاص يمثلون مختلف الديانات، عبروا عن تضامنهم مع الجالية الإسلامية وعائلات ضحايا الأعمال العنصرية والمعادية للأجانب بكورسيكا. وصرح خليل مرون، مسؤول في إحدى المنظمات المشاركة في التنظيم ومدير لمسجد إيفري بإحدى ضواحي باريس لوكالة أنباء المغرب العربي، أنه يشارك في «هذه المسيرة الصامتة لمساندة أغلبية الشعب الكورسيكي، وللإشارة إلى أن أكثر من مائة أسرة تركت الجزيرة وأقامت في مدن مختلفة بفرنسا خشية من العنصرية». وقد شارك في هذه المسيرة، التي تمت دون ترديد أي شعارات أو التلويح بلافتات، عدة جمعيات، ضمنها على الخصوص جمعية مناهضة العنصرية والمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا، وجمعية الملاك الأزرق المهتمة بقضايا الطفل ومكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال، وجمعية النساء المغربيات بالخارج وجمعية المغاربة بأوروبا. وتمر جزيرة كورسيكا منذ أزيد من سنة بموجة من أعمال العنف العنصرية تستهدف الجالية العربية عامة، والمغربية على الخصوص، والتي تشكل 10 % من مجمل سكان الجزيرة الفرنسية البالغ عدد سكانها 260000 نسمة. وسجلت آخر حلقات هذه الموجة العنصرية في استهداف مقر الاتحاد المغربي بكورسيكا أخيرا عن طريق إطلاق رصاصتين عليه. يونس البضيوي