يستعد فريق أمني إيطالي رفيع المستوى لمباشرة تحقيقاته بالمغرب في قضية العثور على اللوحة الفنية النادرة ذات القيمة التاريخية التي تمت سرقتها في غشت 2014 بإحدى كنائس مدينة مودينا، وذلك في بعد استيفاء الإجراءات القانونية الضروية بين إيطاليا والمغرب عبر شرطة "الأنتربول"، بحسب ما ذكر تقرير لموقع "مغريبيني"، يعنى بمتابعة شؤون الجالية المغربية بإيطاليا. ويتكون الوفد الأمني الإيطالي، إضافة إلى المحققين التابعين لمحكمة بولونيا الذين كانوا يباشرون التحريات في معرفة مصير اللوحة الفنية، من خبراء أمنيين تابعين للفرقة الوطنية بروما التابعة لمصالح "الكربنييري" المختصة في حماية التحف الفنية. وكانت فرقة الشرطة القضائية بمنطقة أمن الحي الحسني بمدينة الدارالبيضاء، قد أوقفت يوم الأربعاء 15 فبراير الجاري ثلاثة أشخاص، يشتبه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في مجال سرقة وبيع التحف والأعمال الفنية ذات القيمة التاريخية، وحجزت لديهم لوحة فنية مشكوك في مصدرها. وفي تصريحات صحفية ل"مارتينا بانيولي"، المسؤولة عن التحف الثقافية بمدينة "مودينا" (modena)، موطن اللوحة الزيتية التي عثر عليها بالمغرب، قالت إنها لا تتوقع أن تعود اللوحة المسروقة في وقت قريب إلى موطنها، وذلك لتعقد الإجراءات القانونية في مثل هذه الحالات. وأضافت "بانيولي" أنهم في وزارة الثقافة الإيطالية اعتادوا على مثل هذه الحالات، مبرزة أنه عادة ما تتطلب عملية استرجاع التحف الفنية الإيطالية المهربة أو المسروقة شهورا عديدة، قبل أن تضيف أن أهم شيء أن تحفة "غويرتشينو" تم العثور عليها، وأول عمل ينتظر خبراء وزارة الثقافة الذين سيرافقون الوفد الأمني إلى المغرب، هو معرفة الحالة التي توجد عليها اللوحة الزيتية التي يعود عمرها إلى حوالي 400 سنة، مشيرة إلى أن المهتمين الإيطاليين يخشون أن تكون التحفة الفنية قد تعرضت لبعض الإتلاف نتيجة نقلها في ظروف غير مواتية. وتولي إيطاليا التي تتوفر على أكبر تراث فني في العالم عناية كبيرة لتحفها التاريخية، وتعقبها في حالة تعرضها للسرقة أو التهريب. في نهاية السنة الماضية (2016)، قام وزير الثقافة الإيطالي "داريو فرانشيسكيني" شخصيا عبر طائرة رسمية باسترجاع بعض اللوحات الزيتية التي تمت سرقتها بمدينة فيرونا (verona)، وتم العثور عليها بدولة أوكرانيا، حيث رافق وزير الثقافة وفد مهم يتكون من عمدة فيرونا والنائب العام بالمدينة ليتسلموا اللوحات المسروقة ويتم إعادتها إلى المدينة. وكان راعي كنيسة "سان فيتشينسو" بمودينا قد أعلن عن اختفاء اللوحة الزيتية التي أنجزها الرسام الإيطالي "جوفاني فرانشيسكو باربييري" الشهير بلقب "غويرتشينو" (del Guercino) سنة 1639، طولها 293 سنتميتراً وعرضها 185 سنتميتراً، وهي إحدى أغلى التحف في إيطاليا بحيث قدرت بعض الأوساط الفنية قيمتها ب6 ملايين يورو.