في غضون الأيام القليلة المقبلة سيحل بالمغرب فريق من الخبراء في التحف والشرطة العلمية والمحققين الإيطاليين، قررت إيطاليا إيفادهم هناك للتنسيق مع السلطات المغربية في ملف السرقة التي تعرضت لها لوحة فنية إيطالية عريقة والتي ضبطتها الشرطة المغربية بمدينة الدارالبيضاء. وتتكون البعثة الإيطالية التي ستسافر إلى المغرب من خبراء في الآثار والتحف الفنية سيقومون بفحص اللوحة وكشف الأضرار التي قد تكون لحقتها عند نقلها إلى المغرب. كما سيقومون ببحث أنجع طريقة لنقلها وإعادتها إلى إيطاليا بشكل يحفظ بقاءها صائنة. وسيكون ضمن الفريق أيضا عناصر من أمن "الكربينييري" المتخصص في حراسة اللوحات الفنية ومحققين من الشرطة للتنسيق مع نظرائهم المغاربة للكشف عن كل حيثيات السرقة وكيفية تنفيذها. كذلك كشف إن كانت هذه السرقة من تنفيذ عصابة متخصصة في سرقة الأثار أم أن الأمر يتعلق بسرقة "عادية" اكتشف أصحابها بعدها القيمة الباهضة لما سرقوه. رجال الأمن الإيطاليون سيجمعون أيضاً معلومات عن المغاربة المعتَقلين في القضية (ثلاثة أشخاص) وحول الملف، ليبعثوها لقاضي محكمة مدينة مودينا الذي يحقق في اختفاء اللوحة التي تمت سرقتها ما بين 10 و13 غشت من سنة 2014 من أحد الكنائس بمدينة مودينا شمال البلد. و تمكن الأمن المغربي بعد مجموعة من التحريات من ضبط اللوحة في حوزة مهاجر مغربي مقيم بالديار الإيطالية، هذا الأخير كان يستعد رفقة شركائه، لبيعها لأحد رجال الأعمال المهتمين بالتحف في مدينة الدارالبيضاء مقابل مبلغ مليار سنتيم. وخلف خبر ضبط اللوحة من طرف الأمن المغربي ارتياحاً كبيراً في إيطاليا وتناقلت جميع وسائل الإعلام النبأ ، وبحسب خبراء التحف في إيطاليا فإن قيمة اللوحة تفوق 6 مليون أورو (أكثر من 6 مليار سنتيم). وكان المسؤول عن كنيسة "سان فيتشينسو" بمودينا قد أعلن عن اختفاء اللوحة الفنية وهي عبارة عن لوحة زيتية للرسام الإيطالي "جوفاني فرانشيسكو باربييري" الملقب باسم "كورتشينو" أنجزها سنة 1639، طولها 293 سنتميتراً وعرضها 185 سنتميتراً. وهي أحد أغلى التحف في إيطاليا.