يتعرض الشعب العراقي الشقيق لعدوان غاشم يقوده بوش الابن الصغير . ولا أريد أن أعدد محطات التاريخ الأسود للتدخل الأمريكي في معظم بقاع العالم ، بقدر ما أريد أن ألفت نظر القارئ الكريم لأمر أعتبره في تقديري ذا أهمية خاصة . إن ما يقوم به ساسة الولاياتالمتحدةالأمريكية من تقتيل للشعوب وتمزيق لأوصال أوطانها وتخريب لهويتها ليس بدعا من فعلها ووظيفتها ، ولهذا فإن عدوانها على العراق جزء لا يتجزأ من نظام سياستها العامة ؛ ويخطئ من يظن أنها تسعى للسيطرة على مصادر الشرق الأوسط النفطية ، لأنه كما يقول المغاربة لم يولد بعد من حكام الخليج من يمنع أمريكا من الاستلاء على الذهب الأسود، لكن غاية ما في الأمر أنها حرب تحرير العراق من نظام صدام حسين كما صرح بذلك الساسة الأمريكيون!! نعم ، إنهم صادقون فيما يدعون ، فهي حرب تحريرية ولا شك، فهدفها يتجاوز العراق ويتجاوز نظام صدام حسين للبحث عن موقع قدم يكون بمثابة أرضية لانطلاق عملية تحرير الأرض العربية والإسلامية من كل أنماط المقاومة للغطرسة الأمريكية والصهيونية، وبهذا تكون الولاياتالمتحدةالأمريكية قد حررت الصراع ضد العرب والمسلمين من كل أشكال التخطيط السري ، فأصبحت الحرب عليهم مكشوفة وواضحة ، والصراع معهم علني وبارز. وغني عن الذكر أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تقم بهذه النقلة النوعية في الصراع إلا بعدما مهدت لذلك تمهيدا وأعدت له إعدادا ، ترغيبا وترهيبا ، الأمر الذي جعل الأمة العربية والإسلامية تجني ثمار تخاذلها المتعدد الأشكال والألوان ، فأمست تعيش واقعا مريرا يشعرها بالذل والهزيمة والهوان ، ولسان حالها يقول لأعدائها: إذا مرضنا أتيناكم نعودكم وتخطئون فنأتيكم ونعتذر وقد كان ساستها وحكامها يظنون أن الطعنات المسمومة التي توجهها الولاياتالمتحدةالأمريكية للشعوب العربية والإسلامية ستبقى رهينة السر والكتمان، أو خلف سراديب هيئة الأممالمتحدة ومجلس الأمن ، لكن خاب ظنهم وسقط في أيديهم حينما كشف دركي العالم النقاب في عدوانه الحالي على العراق عن أساليبه الجهنمية، وأعلن في تحد سافر للشرعية الدولية أنه سيتفنن في حرب مبثوثة على الهواء مباشرة مع كل من لا "يتمركن" من العرب والمسلمين ، ولتذهب المنظمات الدولية والعربية إلى الجحيم!! إنها حرب قذرة مكشوفة بعيدة عن الكواليس والمؤتمرات والقرارات واللقاءات السرية ، أسقطت ورقة التوت عن الجميع ، فظهر ضعف الأمة وعجزها واضحا جليا ، وكأن في الأمر إشارة إلهية واضحة للأمة لمراجعة نفسها ومحاسبتها قبل فوات الأوان ، وصدق الله العظيم في قوله في سورة الشورى : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) ، وفي سورة الرعد : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). د. مولاي المصطفى الهند