سيجد القارئ في كتاب الصحفي أحمد منصور « معركة الفلوجة .. هزيمة أمريكا في العراق »، القصة التي لم ترو من قبل عن معركة الفلوجة أو التي رويت متناثرة في مئات المصادر ، وسيدرك كيف كانت معركة الفلوجة هي معركة العراق ومعركة التاريخ الذي تغير بالكامل بعدها . فالتاريخ الذي كان يخطط بوش لصناعته في العراق والمنطقة مستخدما أقوى جيوش العالم ، أحبط ودمر وتغير على مداخل الفلوجة، وعاشت الولا يات المتحدة الهزيمة في العراق منذ تلك المعركة ولا تزال تعيشها ، وربما ستظل تعيشها لعقود ويمكن أن تؤدي كما قال مستشارالأمن القومي الأمريكي الأسبق زبيغنيو بريجنسكي في كتابه «الفرصة الثانية» إلى نهاية المشروع الإمبراطوري الأمريكي في المنطقة المعركة التي أدخلت الفلوجة التاريخ القوات الأمريكية تخضع لشروط المقاومة لماذا أحرق بوش الفلوجة بالفسفورالأبيض والأسلحة الكيماوية ؟ الصديق بوعلا م المعركة التي أدخلت الفلوجة التاريخ أعطي المؤلف في الفصل الأول من هذا الكتاب صورة عن واقع العراق بعد عام من الا حتلا ل الأمريكي ، ، فتحدث من خلا ل مشاهداته عن النهب المنظم الذي تعرض له العراق على يد قوات الا حتلا ل في العام الأول بالأرقام والإحصاءات ، ثم عن الوضع الا قتصادي المتردي الذي بدأ يعيش فيه الشعب العراقي عبر انتشار البطالة والفقر ، ثم الفوضى الهائلة في إصدارات الصحف التي زادت عن مئتي صحيفة ، وفضيحة سلطات الا حتلا ل في تمويل كثير منها ونشر عشرات المقالا ت مقابل عمولا ت مالية بأسماء صحفيين عراقيين ، ثم الفوضى الشاملة في الأحزاب السياسية وكذلك انتشار الفوضى الأمنية والتصفيا ت والا غتيالا ت السياسية . ثم تحدث عن شواهد عديدة عن تعامل سلطات الا حتلا ل مع العراقيين وكيف أنهم من أول يوم صنعوا كما هائلا من الكراهية في نفوس العراقيين تجاههم ، ثم مجلس الحكم الذي كان بداية التقسيم الطائفي والتلاعب السياسي والمطية الأولى للمشروع السياسي الأمريكي في العراق، وكيف كان الأمريكيون يستخدمون مجلس الحكم وأعضاءه كألعوبة ، وحينما استنفد وا أغراضهم منه ألقوه بمن فيه في مزبلة التاريخ. وتحدث في الفصل الثاني عن المرتزقة في العراق الذين كان مقتل أربعة منهم وسحل جثثهم في شوارع الفلوجة أحد أسباب المعركة . وتحدث عن الفلوجة وتاريخها المقاوم لسلطات الا حتلا ل طوال العام الأول ، وأهم الا شتباكات والمعارك التي وقعت فيها وخسائر قوات الا حتلا ل في الفلوجة خلا ل عام الا حتلا ل الأول . ثم استعرض جانبا من تاريخها المقاوم أثناء الا حتلا ل البريطاني ، وأسباب الكراهية الشديدة بين أهلها وقوات الا حتلا ل الأمريكية ، وكيف صنع الأ مريكيون هذه الكراهية بينهم وبين أهل الفلوجة . ثم روى بالتفصيل قصة مقتل المرتزقة الأربعة .ثم تحدث عن جيش الموتزقة الكبير الذي يعمل إلى جوار القوات الأمريكية والذي يصل إلى عدد متقارب من عدد القوات الأمريكية وطبيعة الأعمال والمهام التي يقومون بها ، وكيف أعاد مقتل أربعة منهم وسحلهم في شوارع الفلوجة شبح الصومال إلى الولا يات المتحدة التي قامت بسحب قواتها من هناك بعد حادث مشابه ، وكيف أصبحت مدينة الفلوجة تمثل عقدة للرئيس الأمريكي جورج بوش وإدارته حيث بدأت القوات الأمريكية توجه التهديدات للمدينة ثم أعدت خطة للهجوم عليها سمتها « الرد الساحق » . وكيف أدت هذه التطورات السريعة إلى أن تهيمن أخبار الفلوجة على الا هتمام الأمريكي وتتصدر الأخبار الرئيسية في وسائل الإعلا م الأمريكية حيث بدأ الإعداد والتنفيذ لخطة الهجوم على المدينة. وقد تابع المؤلف هذه التطورات من خلا ل زيارة قام بها إلى مدينة الفلوجة في اليوم التالي لحادث المرتزقة ، ثم توجه من الفلوجة ، إلى سامراء التي تعتبر أيضا من المدن العصية على القوات الأمريكية ، وتحدث بشكل مستفيض عنها ، ثم ختم الفصل ببداية الهجوم على الفلوجة ، وكيف تم ترتيب قيام فريق من مكتب قناة الجزيرة في بغداد للذهاب إلى الفلوجة لتغطية الأحداث هناك وكان أحمد منصور على رأس هذا الفريق. أما في الفصل الثالث فقد تحدث عن الرحلة من بغداد إلى الفلوجة ، والفريق الذي كان معه والذي كان يتكون من ستة زملا ء ، وكيف أنهم وجدوا كل الطرق التي تؤدي إلى الفلوجة مغلقة والمدينة كلها مطوقة من القوات الأمريكية ، ، وكشف للمرة الأولى بالتفصيل كيف خاطروا بأنفسهم كفريق لقناة الجزيرة ونجحوا في اختراق هذا الحصار ، وتحدث عن كل المخاطر والتهديدات التي واجهتهم ، وكانوا الفريق التلفزيوني الوحيد الذي تمكن من دخول المدينة وتغطية المعركة الكاملة . أما الفصل الرابع فهو أكبر فصول الكتاب وأكثرها إثارة حيث تحدث فيه بالتفصيل عن الفلوجة ومعركتها التي أدخلتها التاريخ من أوسع أبوابه ، وذلك بعدما نجح الفريق في دخولها وكيف قام كفريق تلفزيوني وحيد يغطي الأحداث داخل المدينة بواحدة من أهم المهمات المهنية والإنسانية التي قام بها المؤلف في حياته . و وصف المدينة حين دخلوا إليها ، وحجم الدمار الذي ألم بها ، وكيف كان حال ثلا ثما ئة ألف مدني هم سكانها الذين حاصرتهم القوات الأمريكية داخله ،. وفي هذا الفصل سيجد القارئ خليطا من المهنية والمشاعر الإنسانية والأحاسيس والمخاطر ومواجهة الموت بشكل شبه دائم ، لذلك سمى هذا الفصل « تحت وابل النيران في الفلوجة » . تكسير الحصار والضغوط الأمريكية قا ل المؤلف = « كان أهم شئ عندي كيف أدير فريق العمل الصغير الذي معي والذي يتكون من سبعة أشخاص بعدما انضم إلينا الزميل حسين دلي المراسل المقيم داخل المدينة ، لأغطي الأحداث في مدينة مساحتها أربعون كيلومترا مربعا وتتعرض لحصار ومعركة من كل أطرافها ، ويستطيع القارئ أن يعيش معي ومع زملا ئي كل تفصيلا ت هذه الأحداث التي أعتبر أيامها عمرا خاصا في حياتي ، ولهذا فإن كل الذين تابعوا تغطيتنا التلفزيونية لمعركة الفلوجة عليهم أن يعودوا مرة أخرى ليعيشوا معنا هنا عبر صفحات الكتاب حتى يعرفوا كيف كنا نعمل ؟ كيف كنا نحصل على الأخبار وكيف كنا نصنعها ؟ وكيف كنا نتواجد عند كل قذيفة أو صاروخ يسقط؟ وكيف كنا نتعامل مع زملا ئنا في غرفة الأخبار في مقر الجزيرة في الدوحة ؟ وكيف كنا نتعامل مع زملائنا في نشرات الأخبار على الهواء ؟ وماذا فعلنا حينما تعطل جهاز البث الذي يربطنا بالأقمار الصناعية ؟ وكيف خاطرنا ونجحنا في اختراق الحصار الأمريكي للمدينة ذهابا وإيابا واستبدلناه بجهاز آخر ؟ ومن هم الزملاء الأبطال الذين قاموا بهذه المخاطرة المميتة ، وكيف استشهد أحدهم في مهمة مشابهة بعد ذلك ؟ وكيف كان تصرفنا حينما وجدنا أنفسنا فجأة في مواجهة دبابتين أمريكيتين ومدافعهما موجهة إلينا بينما كان يرصدنا جنود قناصة من على مسافات قريبة ؟ وكيف تكرر وقوعنا في هذا المأزق أكثر من مرة ؟ وكيف وجدنا الدبابا ت تسد طريقنا ذات مرة ولم نجد مهربا منها إلا إليها ؟ وكيف كنا نتعرض للتهديدات والمخاطر والمعارك التي نشبت وكنا في منتصفها ؟ وكيف عشنا محاصرين يومين تحت نيران القناصة الأمريكيين وكاد أحدنا أن يقتل ؟ وكيف دبرنا بعد ذلك خطة الهروب من حصار القناصة الأمريكيين والوصول إلى قلب المدينة ؟ وكيف ألهبت المقاومة في الفلوجة أهل العراق جميعا ووحدتهم فقاموا بانتفاضة شاملة في كل أنحاء العراق ضد الا حتلا ل كادت تفشل المشروع الأمريكي في العراق ؟ وقد أفردت جانبا هاما للمعارك العسكرية والخطط الا ستراجية الأمريكية في الهجوم على الفلوجة وكيف أفشلتها المقاومة وحققت أكبر انتصار على الا حتلا ل الأمريكي في العراق ؟ وكيف أن الرئيس الأمريكي جورج بوش كان يتابع بنفسه أحداث معركة الفلوجة ويعتبرها معركته في العراق ؟ » وتحدث المؤلف عن المدينة وأهلها تحت الحصار وكيف كان يعمل الأطباء ؟ وكيف كان يعيش الناس ؟ وكيف كان يعيش الفريق التلفزيوني أيضا ؟ ثم تحدث عن يوم الجمعة الدامي والمذابح التي ارتكبتها القوات الأمريكية في المدينة ، ولم يكن الأحياء وحدهم يعانون ، وإنما كتب عن مأساة الأموات في الفلوجة ، وروى كثيرا من القصص والمآسي التي عايشها مع أهل الفلوجة ، تحدث عن أطفال الفلوجة و نسائها وشيوخها وكيف كان يرى وجوه أولا ده في وجوه أطفال الفلوجة الذين كانوا يعيشون الأهوال ، وانعكاسات ذلك في نفسه. بعد ذلك تحدث عن الشروط التي فرضتها القوات الأمريكية لوقف إطلا ق النار ورفع الحصار عن المدينة وكيف كان أول شرط فيها هو خروجه مع فريق قناة الجزيرة من الفلوجة . ثم توجيه الجنرال مارك كيميت نائب قائد القوات الأمريكية في العراق والناطق الرسمي باسمها اتهامات مباشرة له وعلى الهواء بأنه يروج الأكاذيب من المدينة ، ثم تأكيد الوفد المفاوض الموفد من قبل بريمر على شرط خروجهم من المدينة ، والضغوط التي مورست عليهم حتى خرج من المدينة بعدما كسر أهلها ورجال المقاومة الحصار عنها . أما في الفصل الخامس فقد كشف بالتفصيل عن خفايا المعركة التي كانت تدور وراءالكواليس والتي شنتها الإدارة الأمريكية ضد قناة الجزيرة ولا سيما الفريق التلفزيوني الذي قام بتغطية معركة الفلوجة ، حيث اتهمهم الأمريكيون بشكل مباشر وغير مباشر أحيانا أخرى بأنهم الذين أ فشلوا مشروعهم في العراق ومعركتهم في الفلوجة ، وكيف أن أركان الإدارة الأمريكية أخذوا يشنون هجمات على قناة الجزيرة في تصريحاتهم أمام وسائل الإعلا م العالمية بشكل دائم ، حتى إن الرئيس بوش نفسه وصل به الجنون إلى أن يقرر قصف مقر قناة الجزيرة في الدوحة وبعض مكاتبها الخارجية ردا على ما قاموا به من تغطية ونشر للحقائق والجرائم التي ارتكبتها قواته في الفلوجة ، ثم قيام الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية بتوجيه اتهامات شخصية للمؤلف بأنه كان يروج الأكاذيب وقيام الصحفيين والكتاب الأمريكيين اليمينيين الموالين للإدارة الأمريكية بشن هجمات شخصية عليه في وسا ئل الإعلا م الأمريكية المختلفة ، ثم ممارسة ضغوط هائلة على زميله سامي الحاج المعتقل في غوانتامو حتى يقدم شهادة ضده أنه يعمل لصالح تنظيم القاعدة ويروج له من خلا ل عمله في قناة الجزيرة ، وكيف حاولوا تدميره نفسيا واغتياله مهنيا بشتى الوسائل لأنه لم يفعل شيئا سوى أنه كان شاهدا على ما ازتكبوه من جرائم في الفلوجة وقدم شهادة موثقة بالصور إلى العالم بشكل مهني و إنساني عبر قناة الجزيرة . ثم تحدث عن أكذوبة الحياد الإعلا مي التي يروجون لها ، وكيف تعرض فريق القناة للقصف من القوات الأمريكية ، وكيف أنهم قاموا بعد ذلك بإغلا ق مكتب الجزيرة في بغداد حتى لا يكون هناك شهود على ما يقومون به في العراق وحتى يمنعوا الجزيرة من تقديم الحقيقة التي يكرهونها ، ثم قاموا بعد ذلك بارتكاب جريمة حرق الفلوجة وتدميرها في المعركة الثانية في نوفمبر دون شهود وبعيدا عن أعين العالم كما قال قائد المارينز . بعد ذلك تحدث عن اللقاء الذي جمعه مع الجنرال مارك كميت بعد عامين في ا لإستديو في قناة الجزيرة في الدوحة عبر برنامجه بلا حدود، وكيف تم ترتيب هذا اللقاء الذي كان إتماما للمعركة الإعلا مية التي قامت بين المؤلف وبينه حينما كان في الفلوجة ينقل كل ما يحدث فيها ويعبر عن واقع أهلها المحاصرين الذين كانوا يتعرضون للقتل والدمار ، بينما كان ذلك الجنرال يمثل القوات الأمريكية على الطرف الآخر، وكيف سجل هذا شهادة بحق المؤلف في حضور زملا ئه هزيمة أمريكا وتحدث في الفصل السادس عن هزيمة أمريكا في معركة الفلوجة ، ودلل بالمعلومات الموثقة التي اعتمدها نهجا للكتاب كله على معالم هذه الهزيمة وتفصيلا تها ، من خلا ل شهادة الأمريكيين أنفسهم ومن معطيات الواقع، فالقوات الأمريكية التي كانت تحاصر المدينة وقعت تحت الحصار من قبل المقاومة وأصبحت بين فكي كماشة، والجيش العراقي الذي كانوا يأملون في أن يقاتل إلى جوارهم هرب جنوده، والجنرال جون استنجد بالرئيس بوش يطلب إمدادات ، وبوش وقف عدة مرات بنبرات مهزومة يتحدث عن الأيام العصيبة التي تعيشها قواته ، ورامسفيلد لم يجد مشجبا يعلق عليه هزيمة قواته سوى تحميل قناة الجزيرة المسؤولية ، ورجال الكونجرس حاصروا بوش ورجاله بالأسئلة وارتفعت أصواتهم للمطالبة بالانسحاب من العراق ، والإعلا م الأمريكي تغير تناوله لأحداث العراق بعد المعركة وأصبح يتحدث عن الهزيمة ، وخيم شبح فييتنام على الولا يات المتحدة بعد تصاعد المقاومة أثناء معركة الفلوجة . ثم تحدث لمؤلف عن مظاهر الهزيمة وكيف أصبحت الفلوجة لعنة على جورج بوش ، وكيف اضطر أن يقر بالهزيمة وإن كان بعبارات مبطنة ، وهذا ما دفعه إلى أن يأخذ قراره بتدمير الفلوجة وحرقها والا نتقام من أهلها . تحدث المؤلف في الفصل السابع عن معركة الفلوجة الثانية وحرق وتدمير المدينة .بدأ سرد التفاصيل من نهاية المعركة الأولى وكيف توالت الأحداث من أبريل وحتى نوفمبر ، حيث تم توقيع وقف إطلا ق النار ورضخت القوات الأمريكية لشروط المقاومة في نهاية أبريل حتى أنهم قاموا بدورية واحدة مشتركة مع لواء الفلوجة في المدينة بموافقة المقاومة ، ثم انسحبوا وظلوا خارج المدينة حتى دخلوها في المعركة الثانية . لكن بين أبريل ونوفمبر حدثت تطورات كثيرة من أهمها المخطط الذي بدأ بوش يعده لتدمير أو إخضاع المدينة ، ،وكيف أن بريمر اقترح أن تقوم به حكومة علا وي بعد خروجه هو من العراق في نهاية يونيو وكيف توج بوش علا وي في الكونجرس في سبتمبر ، ثم بدأت بعد ذلك مقدمات الا نتقام من الفلوجة ، ثم تهديد علا وي لأهلها ، وكيف بدأت العمليات تتصاعد شيئا فشيئا ضد المدينة ، حتى أشرف بوش مع كبار مساعديه العسكريين على وضع الخطط الأخيرة لتدمير المدينة ثم أعطى الضوء الأخضر للقوات حتى تشن الحرب على المدينة وتبيدها على رؤوس من فيها ، وقد قدم المؤلف تصورا لتوازن القوى بين الطرفين ، وكيف تم تنظيف المدينة من وسائل الإعلا م قبل المعركة لا سيما الكاميرات حتى تتم المعركة بكل ما فيها من جرائم حرب بعيدا عن الأعين والكاميرات، ولم يبق في الفلوجة طوعا إلا الصحفيين من أبنائها وكلهم كانوا مراسلين لوكا لا ت أنبا إخبارية وكانوا يشاركون بالهاتف مع المحطات التلفزيونية دون كاميرات ء لماذا أحرق بوش الفلوجة بالفوسفور الأبيض والأ سلحة الكيماوية ؟ إذن حقق بوش هدفه بغياب الكاميرات عن تصوير ما سوف يرتكب من جرائم ، وتم ارتكاب الجريمة بعيدا عن الأعين والكاميرات . بدأ اجتياح المدينة مساء السابع من نوفمبر بعد إعلا ن علا وي حالة الطوارئ في العراق وأغلق حدوده البرية والجوية ، إنها معركة الا نتقام من المدينة التي هزمت الإمبراطورية الأمريكية ، كان بوش ورامسفيلد وباول يديرون المعركة ، التي شارك فيها عشرون ألف جندي أمريكي، خلا ف المرتزقة العراقيين والأجانب ، وقد وصف المؤلف بالتفصيل « أهوال الجحيم » التي عاشها أهل الفلوجة من خلا ل شهادات من نجا من تلك الجريمة البشعة حيث تشير التقديرات إلى أن مائة ألف من أهل المد ينة كانوا بداخلها . تحدث كذلك عن جرائم القوات الأمريكية من خلا ل شهادات الشهود وكذلك بطولا ت المقاومة من خلا ل شهادة الجنود الأمريكيين ، وكيف كبد رجال المقاومة الذين كانوا لا يزيدون عن ألفين حسب أعلى التقديرات القوات الأمريكية عددا كبيرا من القتلى والجرحى مما جعل بوش ورجاله يحرقون المدينة بالفسفور الأبيض والأسلحة الكيماوية بعد المقاومة الشرسة التي واجهوها في الأيام الأولى ، ثم قدم إحصاء في النهاية لقتلى الفلوجة الذين كانوا ضحية هذه الجريمة . وتحدث المؤلف في الفصل الثامن من هذا الكتاب عن جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الأمريكية في الفلوجة مثل قتل المدنيين بدم بارد ، وكذلك تدمير المراكز الطبية ، والجرائم ضد الأطباء ، ومنع الجرحى من التداوي وقتلهم ، واستخدام الأسلحة الكيماوية والمحرمة ،دوليا ضد المدنيين ، والجرائم ضد الأطفال وتهجير أهل المدينة وحرقها وتدمير المسا جد بها .، ومنع الغذاء عن المدنيين وتجويعهم، ثم حصار المدينة وعدم السماح لغير أهلها بالدخول إليها والخروج منها ، ودفن معالم الجرائم من خلا ل دفن القتلى في مقابر جماعية بعد المعركة بعيدا عن وسائل الإعلا م ، وكيف أن كل هذا وغيره يندرج تحت بنو د جرائم الحرب . وتحدث في الفصل التاسع عن الهزيمة السياسية والا ستراتيجية التي ألحقتها الفلوجة بالولا يات المتحدة والرئيس الأمريكي جورج بوش في العراق وذلك من خلا ل الفشل في كل الخطط الا ستراتيجية التي أعلنها بوش ، وجهل الأمريكيين وعلى رأسهم بول بريمر بالعراق وأهله ، وكيف أ ظهرت الوثائق الأمريكية أن كل الخطط التي أعلنها بوش عن العراق كانت « افتراضات وهمية » وكيف اضطر بوش أن يعترف أكثر من مرة في خطاباته بالهزيمة والفوضى القائمة في العراق. ثم كشف المؤلف عن حجم التدليس السياسي في تقرير لجنة « بيكر هاملتون » حول الوضع في العراق ، وكيف اعترف كثير من قادة المحافظين الجدد الذين أشعلوا الحرب في العراق بالهزيمة ، وأصبح بعضهم يطالبون بالا نسحاب لكن بوش مع كل ذلك يصر على أخطائه ومواصلة الطريق لتحقيق النصر على حد زعمه. ثم تحدث عن موقف البريطانيين من ا ستراتيجية بوش ونهاية حليفه توني بلير ، الذي أجمع كثير من البريطانيين على أن العراق هي التي هزمت بلير ومن ثم فهي التي ستهزم بوش. ثم تحدث عن أمل بوش الأخير في العراق من خلا ل تعيينه للجنرال بتريوس ليخرجه من حالة الهزيمة التي يعيشها ، فقدم تعريفا بالجنرال بتريوس وخطته وكيف تنبأ كثير من العسكريين الأمريكيين أنها خطة فاشلة . وتكلم في الفصل العاشر على الهزيمة العسكرية لأمريكا في العراق، وأول أشكال الهزيمة الا رتفاع الكبير في عدد القتلى ، ثم أورد الأدلة التي تتعلق بالتشكيك في أعدادهم وروى قصص بعضهم 3000، ثم أكثر الشهور . ثم روى قصص أكثر الحوادث دموية للقوات الأمريكية خلا ل سنوات الا حتلا ل ، وكيف ينعي بوش جنوده بينما يرى وزير دفاعه أن أسوأ اللحظات لديه حينما يجلس مساء كل يوم ليوقع رسائل العزاء لعائلا ت الجنود القتلى . انتحار ألف جندي أمريكي من الذين شاركوا في حرب العراق كل عام ورغم التكتم الشديد والسرية التي تحيط بها القوات الأمريكية مراسم الجنازات للجنود فقد تتبع المؤلف رحلة جثث الجنود منذ مقتلهم في بغداد وحتى وصولهم إلى المقابر هناك عبر أكبر مستودع للجثث في العالم في قاعدة دوفر الجوية ، والغضب العارم من أهالي القتلى من الإدارة بسبب معاملتها للجثث ، وكيف تغلب البعض على قرار السرية ونشر صور النعوش العائدة التي تحمل عار الهزيمة ، وكيف أن أم أحد الجنود وهي الناشطة سيدني شيهان حولت حياة الرئيس بوش إلى جحيم وأقضت مضجعه مع الآ لا ف من أسر الضحايا والمعارضين للحرب، ثم تحدث عن الهزيمة النفسية التي يعيشها الجنود الأمريكيون والتكلفة الهائلة للجنود العائدين من المعركة ونسبة المرضى النفسيين منهم ، وبين من خلا ل تقارير رسمية أمريكية كيف أن عدد الذين انتحروا من الجنود بعد عودتهم من حرب العراق أكبر من عدد الذين أعلن رسميا عن مقتلهم حيث ينتحر كل عام ألف جندي من الذين شاركوا في حرب العراق بعد عودتهم للولا يات المتحدة. وفي نهاية الفصل تحدث عن التركة التي تركها الرئيس بوش للأمريكيين والتي ليست سوى نصب تذكارية للقتلى وشواهد للقبور ومقابر ،جديدة، وجنود سابقين مرضى من ذوي العاهات الدائمة أومعتوهين أو مشوهين وأمة مكروهة في أرجاء الدنيا وعار الهزيمة في العراق . أما في الفصل الحادي عشر والأخير فقد تحدث عن مستقبل العراق والمنطقة بعد هزيمة أمريكا ، وكيف أن الولا يات المتحدة عاجلا أو آجلا ستسحب قواتها من العراق مجللة بالهزيمة والخيبة والعار . ونقل عن خبراء أمريكيين آراء هم عن الفشل الكارثي للولا يات المتحدة ، وكيف أن هذه الهزيمة التي لحقت بها في العراق لن تقف بها عند حدود العراق وإنما يمكن أن تحطم مشروعها وسيادتها على العالم ونفوذها في منطقة الشرق الأوسط ، بل ستتعدى ذلك إلى حليفتها إسرائيل ، وأشار إلى أن القضية الآن ليست هي هزيمة أمريكا في العراق فقد هزمت بالفعل ، ولمكن القضية هي ما بعد هزيمة أمريكا في العراق. وفي الختام ألحق المؤلف بعض الوثاذق التي ورد الحديث عنها في الكتاب في ملحق ، كما اختار بعض الصور من معركة الفلوجة رتبت في ملزمة خاصة أيضا.