اعتبر رئيس هيئة علماء المسلمين السنة الشيخ حارث الضاري أن معركة الفلوجة هي "معركة التاريخ والعراق والأمة" ودعا العراقيين إلى الإضراب العام عن العمل أيام السبت والأحد والإثنين 10و11و12-4-2004 احتجاجا على الحصار الأمريكي للمدينة وقصفها، وطالب جموع العراقيين بمقاطعة البضائع الأمريكية والبريطانية. وقال الضاري في خطبة الجمعة "الموحدة" بمسجد "أم القرى" في بغداد 9-4-2004 أمام الآلاف من المصلين الشيعة والسنة: "نهيب بكل إخواننا أن يعتصموا يومي السبت والأحد، وإذا أمكن يوم الإثنين أيضا، حتى نظهر لقوات الاحتلال رفضنا" لما يجري في الفلوجة، موضحاً أن "البطش والإرهاب لا يزيد النار إلا اشتعالاً". وأوضح الضاري في الخطبة التي بثتها قناة "الجزيرة" على الهواء مباشرة أنه "يستثني من ذلك الدوائر والمؤسسات الخدمية لما تقدمه من خدمات ضرورية للسكان"، مشيرا إلى أن "هيئة علماء السنة أصدرت قرارا حرمت فيه العراقيين من التعامل والترويج للبضائع الأمريكية والبريطانية"، مؤكداً أنه "لا يجوز شراء كل البضائع الأمريكية والبريطانية لأن هذا المال يذهب كله لمعاداتكم وللجهد العسكري الذي يوجه ضدكم وضد كل البلاد العربية والإسلامية". وطالب الأمين العام لهيئة علماء المسلمين العراقيين بتقديم الدعم الطبي لأهالي الفلوجة المحاصرة، وقال إن "أهالي الفلوجة لا يحتاجون إلى مواد غذائية كالأرز وما شابه ذلك، إنما يحتاجون لما له علاقة بالعمليات الجراحية لذلك نهيب بكم أن تساعدوهم في ذلك"، مضيفاً أنهم "يحتاجون إلى الغاز والبنزين للمولدات الكهربائية التي لديهم في المستشفيات فأسعفوهم". ودعا العراقيين إلى المسارعة بنجدة عوائل الفلوجة التي فرت هائمة على وجوهها في الصحراء، وقال: "هبوا لنجدتهم، اذهبوا إليهم بالسيارات، وهناك من سيرشدكم، خذوهم، ضيفوهم هذه الأيام، وثقوا أن هذه الأيام ستنجلي عن نصر مبين تتوج به هامة العراق كله". ووجه الضاري اللوم الشديد لأعضاء مجلس الحكم العراقي الذي كان أول قراراته اعتبار يوم التاسع من إبريل من كل عام يوم عيد للعراقيين، قائلاً: "تباً لمن اقترح هذا الرأي ولمن تفوه به ولمن وافق عليه، تباً لهم جميعاً لسكوتهم على ما يحدث لأبناء جلدتهم، فتباً لكل خائن". وقاطع المصلون الشيخ الضاري الذي بدا غاضبا جدا خلال الخطبة أكثر من مرة أثناء الخطبة، مرددين الشعارات "إلى الجهاد.. إلى الجهاد"، "إسلامية إسلامية"، "الله أكبر الله أكبر". وأشار الضاري إلى أن هيئة العلماء المسلمين استنكرت "التمثيل بالجثث الذي حدث ليس خوفاً من الاحتلال، ولكن انطلاقا من أن ديننا لا يقر المثلة بالجثث" في إشارة إلى تمثيل عراقيين بجثث 4 أمريكيين قتلوهم يوم الأربعاء 31-4-2004. واعتبر الضاري أن ما يحدث في الفلوجة هو معاقبة مدينة بأكملها عقابا جماعياً فضلاً عن أنه "يفضح أمريكا التي تدعي أنها زعيمة العالم الحر". وطالب الضاري العراقيين سنة وشيعة بالتوحد والاعتصام، مشيرا إلى أن أهم مزايا ما يحدث في الفلوجة اليوم أنه "أظهر مدى الوحدة والتراحم والتآخي من بقية مدن العراق". وقال الضاري إن "معركة الفلوجة هي معركة التاريخ ومعركة العراق ومعركة الأمة، وإن أحبابكم في الفلوجة يقاتلون وهم يرحبون بالموت والشهادة"، مختتماً خطبته بالدعاء على قوات الاحتلال: "اللهم عليك بأمريكا وبريطانيا ومن والاهم، واللهم عليك بالكفر والكافرين، والشرك والمشركين، اللهم أعن المقاومين المجاهدين عن دينهم وبلادهم، اللهم ارحم شهداءنا، واستر بلادنا، وفرج كربنا يا رب العالمين" والمصلون يؤمنون خلفه. وقبل أن ينزل الضاري من فوق المنبر دعا المصلين للانتظار بعد الصلاة والخروج إلى ساحة المسجد لحضور المؤتمر الذي يلقي فيه العلماء بياناتهم وكلماتهم بخصوص الأحداث المشتعلة في مدن العراق المختلفة إسلام أون لاين