انطلقت فعاليات أشغال المؤتمر الثاني عشر لحزب الحركة الشعبية، يوم السيت 21 يونيو الماضي بالمركب مولاي عبد الله بمدينة الرباط،تحت شعار شعار "ثوابت لا تتغير في مغرب يتطور"، بحضور أزيد من 2500 مؤتمر ومؤتمرة من الحركيين و الحركيات يمثلون مختلف أقاليم وجهات المملكة وقد تخلل هدا اللقاء بممثلون عن الجهة الشرقية كل من الناضور والدريوش ( سعيد الرحموني – ليلى احكيم – محمد الفضيلي ) ، فضلا عن ضيوف يمثلون الحكومة ورؤساء وممثلي الأحزاب السياسية الوطنية والدولية، وسفراء وممثلي الهيئات الديبلوماسية والنقابية وفعاليات من المجتمع المدني وضيوف من الدول الشقيقة راهن المؤتمرون على أن يكون مؤتمرهم الوطني ال 12، مناسبة لتطوير الآليات الحزبية من خلال تجديد وتقوية الهيكلة عبر الانطلاق من الأساس المحلي إلى الأساس الوطني، جددوا استعدادهم للإستجابة لرهانات المرحلة التي تستدعي منهم الانخراط الفعلي والجاد في تنزيل وتفعيل المقتضيات الدستورية اعتبر السيد محمد أوزين عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية في كلمة ترحيبية، ان المؤتمر الوطني الثاني عشر، تجسيدا للالتزام بخيار الديمقراطية الذي دأبت الحركة الشعبية على المضي فيه منذ أزيد من نصف قرن من عمرها، قائلا إنه خيار كان ولايزال ينبع من قناعة الحركيات والحركيين بالالتزام بدورية انعقاد مؤتمراتهم و استحضر المسار التاريخي لحزب الحركة الشعبية ودوره في بناء المؤسسات منذ الاستقلال إلى الآن،عبر ان حزب الحركة الشعبية فخور اليوم، وهو حزب آمن منذ ميلاده ببناء مغرب المؤسسات، شرفت بتحمل أول حقيبة للداخلية في مغرب ما بعد الاستقلال في شخص المرحوم الأخ لحسن اليوسي، ليعيد التاريخ نفسه مرة أخرى وتحمل نفس الحقيبة في العهد الدستوري الجديد في شخص الأخ المناضل محند العنصر، الذي أدارها بكل مسؤولية وحيادية، كما كان للحركة الشعبية سبق آخر في بناء تاريخ المغرب المؤسساتي بتولي حقيبة الدفاع الوطني لأول مرة في شخص زعيمها التاريخي المحجوبي أحرضان وعلى مدى ولايتين في سنوات الستينات، علاوة على ترأسه أول برلمان في تاريخ المغرب في شخص المرحوم الدكتور الخطيب، الذي كان آنذاك رئيسا للمجلس الوطني للحركة الشعبية". الأخ العنصر أكد أن الحركة الشعبية مجندة في خدمة قضية الوحدة الترابية، جاعلة من ملف الصحراء المغربية قضية مقدسة وحيوية، من منطلق إيمانها بأن وحدة الشعب المغربي وتجنده الدائم وراء جلالة الملك، يمثل مصدر القوة الحقيقية التي تحبط مناورات الخصوم، وتربك حساباتهم في النيل من صلابة الجبهة الداخلية، والإجماع الوطني للمغاربة. وبعد أن أبرز الأخ العنصر أن تمادي خصوم الوحدة الترابية في تصرفاتهم العدائية تجاه المغرب، وحقه المشروع في وحدته الترابية، لن يساهم إلا في تعطيل المشروع الوحدوي للمغرب الكبير، الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة، أكد أن مناضلي الحركة الشعبية الذين قدموا ثمنا باهضا، وتضحيات كبيرة باستشهاد ابن أو أخ أو أب دفاعا عن مغربية الصحراء، لن يسمحوا أبدا بتقديم أية تنازلات، ولن يفرطوا في شبر أو حبة رمل من صحرائنا، أو في السيادة المغربية على كامل التراب الوطني، مثمنا عاليا المواقف الشجاعة لجلالة الملك محمد السادس في مناسبات عدة، والتي أحبطت مناورات الخصوم الهادفة إلى عرقلة المسار التفاوضي، في خرق سافر للقرارات الدولية الداعية إلى إيجاد حل سياسي متفاوض بشأن ملف الصحراء استحضر أيضا السيد امحند العنصر بعض الإصلاحات التي عرفتها المملكة في ظل الدستور الجديد، قائلا " إن كنا مشاركين في الحكومة، فإن الواجب يفرض علينا، تنبيه حلفائنا في إطار التشاور والاحترام المتبادل، إلى ضرورة فتح مشاورات موسعة مع كل الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين، بهدف تسريع وتيرة الإصلاحات، مبديا عدم الرضا عن التأخير في الإدماج الكلي للأمازيغية كلغة رسمية، في ظل الإكراه الزمني الذي حدده الدستور والذي لم يتبقى منه سوى سنتين، وكذا عن تعثر بعض الإصلاحات الجوهرية بسبب التجاذبات والصراعات السياسوية إننا نعتبر أن العالم القروي يستحق وضع استراتيجية تنموية حقيقية، وليس فقط مجرد عمليات متناثرة وظرفية، الغرض منها تهدئة الخواطر وامتصاص الغضب وبالنسبة للجهوبة، عبر العنصر إن داخل الحركة الشعبية، تريد جهوية حقيقية تشكل مجالا للتنمية، يكون فيها المواطن قريبا من مراكز القرار، منفتحا وفاعلا، جهويةً لا تعني مجرد رسم الحدود الترابية للجهات، أو إدخال بعض التعديلات الشكلية، لأن الجهة من منظورها يجب أن تتوفر على اختصاصات وموارد تؤهلها لردم الفوارق المجالية، والتي لم نَتَمَكَّنْ مركزيا من مَحْوِهَا رغم الإقرار منذ 60 سنة تقريبا بالأولوية للعالم القروي. وفي ما يتعلق باستحقاقات 2015 -2016، اعتبرها الأخ فرصة من أجل استثمار تجربة 2011، والتي لا ينبغي على المغرب أن يضيعها، قائلا إن الحركة الشعبية عازمة على الانخراط والمشاركة بقوة في هذه الإستحقاقات، مبرزا أن هذا ليس خطابا ظرفيا، بل هو إيمان الحركة الشعبية بقوة وَرَجَاحَةِ هذه الأفكار إلى ذلك، ذكر عبد الإله ابن كيران أمين عام حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الحالي، بروابط الأخوة التي تجمع حزبه بحزب الحركة الشعبية، قائلا" ناديتكم بالأخوة، وليست مجاملة لان المصدر وحيد بين الحركة الشعبية والعدالة والتنمية، مادام أن الزعيم الأول هو المحجوبي احرضان والثاني هو الدكتور الخطيب كما أعلن رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر السيد محمد جوهري عن حصول السيد العنصر، الذي كان مرشحا وحيدا لمنصب الامانة العامة على 1961 صوتا من أصل 2123 صوتا معبرا عنه، فيما ألغي 29 صوتا وبذلك يتولى السيد العنصر منصب الامين العام لولاية جديدة تمتد لأربع سنوات تجدر الإشارة إلى أن المؤتمرالحركي الذي تميز بتنظيم محكم وتخللته عروض للكشاف الشعبي، وعرض شريط وثائقي عن مسار الحركة الشعبية ودورها في تطور المغرب، عرف تكريم نخبة من قيدومات وقيدومي الحركة الشعبية الذين بصموا تاريخ المغرب بعطاءاتهم وتضحياتهم. تعليق