يعد أحمد محمدينا واحدا من أبرز الحراس في البطولة الوطنية..هذا الحارس البالغ من العمر 26 سنة استقدمه فريق أولمبيك خريبكة خلال الموسم الكروي الماضي من الاتحاد الزموري للخميسات، ورغم أن الآلة المنجمية كانت تتوفر على حراس من الوزن الثقيل في مقدمتهم المشاكس حمزة بودلال فإنه استطاع بفضل كفاحه ومثابرته وانضباطه وأخلاقه العالية المشهود له بها من طرف كل مكونات الفريق والجماهير الخضراء وكذلك بفضل عمل وتوجيهات مدرب الحراس السابق عمر ديالو أن يقبض على الرسمية ويتحول إلى الحارس رقم واحد داخل الأولمبيك بجدارة واستحقاق، هذا العطاء لفت إليه أنضار الإدارة التقنية الوطنية التي ضمته إلى عرين الأسود..النخبة التقت بالحارس محمدينا والذي خص النخبة بالحوار التالي : التحقت بالأولمبيك بحر الموسم الماضي قادما من الاتحاد الزموري للخميسات..كيف وجدت الأجواء هنا داخل الآلة المنجمية ؟ انتقلت إلى أولمبيك خريبكة بموجب عقد مدته خمس سنوات يمتد إلى نهاية الموسم الكروي 2012/2013. وانتقالي إلى الفريق الخريبكي جاء بقناعة، نظرا للمكانة التي يحتلها داخل المشهد الكروي الوطني، حيث وجدت فيه كل الأجواء الملائمة والمثالية للعمل والبذل والعطاء..فريق أولمبيك يعد من الأندية الكبرى والمتميزة على جميع المستويات التي تتوفر على كل الإمكانيات الضرورية ويوفر الظروف الجيدة للاعب .. غبت مع بداية البطولة عن الرسمية، وقيل أن ذلك بسبب مشاكل مع الفريق..ما قولك ؟ * لم تكن هناك مشاكل كبيرة مطروحة بل فقط سوء تفاهم بيني وبين المكتب المسير للفريق بعد العرض الذي تلقيته من نادي الرجاء البيضاوي قبل انطلاق الدوري والذي لم يجد القبول من قبل المسؤولين بالفريق الفوسفاطي، فتقبلت الأمر واقترحت على المكتب عدم إشراكي في أولى المباريات المبرمجة حتى أستعيد المعنويات والنفسية الجيدة التي كنت عليها الموسم الماضي..وتم تفهم موقفي من طرف الجميع مدرب ومسؤولين، وسرعان ما عادت الأمور إلى شكلها الطبيعي.. كيف تقيم عطاءك مع الأولمبيك إلى حدود إنجاز هذا اللقاء ؟ *إجمالا أعتبر مردوديتي في المسار الصحيح والمقبول وأنا راض عن أدائي بوجه عام..ورغم ذلك فإني أبذل قصارى جهدي من أجل المزيد من التطور والتقدم والوصول إلى الصورة التي تمكنني من عطاء مميز. لمن يرجع الفضل في التحسن الذي عرفه مستواك بعد التحاقك بصفوف فريق أولمبيك خريبكة؟ يعود الفضل في ذلك إلى لوصيكا التي احتضنتني كأحد أبنائها ووفرت لي جميع الظروف من أجل عطاء أحسن..كما أستغل هذه الفرصة لأنوه بمدرب الحراس السابق عمر ديالو الذي سأضل ممتنا له مدى الحياة حيث يرجع له الفضل كذلك في بروزي وتوهجي على الساحة الكروية الوطنية نظرا لما كان يقدمه لي من تداريب في المستوى وكذا لما كان يسديه لي من نصائح حتى خلال المباريات وهذا ليس بغريب باعتباره أنه ممارس سابق لحراسة المرمى داخل الأولمبيك، وضمن المنتخب الوطني السينغالي، ومطلع جيد على نفسية حراس المرمى، وما يجب تلقينه لهم..وأتمنى بالمناسبة مع مجيء المدرب البديل حميد الصبار أن أتطور أكثر فأكثر. كيف تقيم مستوى أولمبيك خريبكة إلى حدود الأسبوع الأخير؟ ما حصلنا عليه من نقاط ورتبة إلى حدود الجولة قبل الأخيرة يعد شيئا إيجابيا مقارنة مع نتائج الموسم المنصرم، حيث تمكنا من التربع في المقدمة..صحيح أن البداية لم تكن إيجابية مائة في المائة بسبب بعض التذبذب الذي اعتراها مع الانطلاقة..لكن بعد ذلك تداركنا الأمور ونتوق الآن إلى أن نسير على نفس النهج إلى آخر الأنفاس. هل من نقائص يشكو منها الأولمبيك الموسم الحالي؟ * ليست هناك نقائص بل كل ما في الأمر أن الفريق الخريبكي يوجد في حالة تشبيب، وهذا يدخل في نطاق سياسة النادي التي ستعطي أكلها أكثر على المدى البعيد..فاللاعبون المستقدمون كلهم شباب في حاجة إلى مساعدة ومساندة، وهذا ما نعمل عليه، كذلك يلزمهم بعض الوقت لإثبات الذات..ومع مرور الجولات سيكسبون الثقة وستتحقق الفعالية لديهم مع الدعم طبعا وسيزداد الإنسجام بين جميع مكونات الفريق، وهذا سيشكل مؤشرا جد إيجابي نحو عطاء أفضل.. هل الأولمبيك في حاجة إلى انتدابات أخرى لسد الفراغ في خط الهجوم؟ *هذا الطرح متداول بكثرة، ويقال أن هناك ضعفا في المردودية على مستوى الهجوم..لكن من جهتي أعتبر أن الأولمبيك يتوفر على لاعبين موهوبين على مستوى الخط الأمامي، لكن ما أتمناه منهم أن يعملوا على دحض وتذويب هذه الأطروحة وذلك بالقيام بالمزيد من الجهد لبلوغ الفاعلية الهجومية المطلوبة التي ترقى إلى مستوى الطموحات.. وبالمناسبة فإن خطوط الأولمبيك الخلفية منسجمة ومتراصة بفضل العناصر المكونة لها كمحمد نجمي وزكريا أمزيل وغيرهما ولا تشكو من نقص كبير بل تسجل بعض الهفوات لكنها بدون تأثير على مردودية الفريق بوجه عام. كيف تتوقع مسار الأولمبيك خلال الموسم الحالي؟ *المسار طبعا سوف لن يكون سهلا اعتبارا للندية والتنافسية التي ستطبع الدوري مع مرور الجولات.. سنحاول بذل كل ما يلزم حتى نتمكن من تحسين مركزنا على مستوى الترتيب العام وتجاوز رتبة السنة الماضية إلى ما هو أحسن حتى تتاح لنا الفرصة للمشاركات الخارجية عربية كانت أو إفريقية.. كيف تنظر إلى أداء الجمهور الخريبكي الذي يتابع المباريات..وهل هو عامل بناء أم هدم؟ أعتقد أن الجمهور الفوسفاطي يحب فريقه إلى أقصى الحدود وما يسعنا إلا أن نكون عند حسن ظنه لأنه لا يتوانى في وفائه ودعمه لنا طيلة أطوار المباريات سواء بميداننا أو خارجه، وأقدم له تشكراتي بالمناسبة على مساندته لي شخصيا وتشجيعه لي، وأعتبره أحد المساهمين في بروز الحارس أحمد محمدينا.. كيف تقيم مستوى البطولة إلى حدود الأسبوع الأخير ؟ أعتقد أنه مقارنة مع السنة الماضية وإلى حد الآن يستشف تراجع على مستوى الأداء التقني..ويمكن إيعاز ذلك في تقديري إلى خطط اللعب الدفاعية التي نهجتها الأطر التقنية مع بداية الموسم وذلك تخوفا من الهزيمة واتقاءً لشرها وتداعياتها التي قد تعصف بأي مدرب مهما كانت مكانته ودرجته..وهذا طبعا ما انعكس على المردودية والحصيلة التقنية بوجه عام، وبالتالي فإن مستوى البطولة لحد الآن يتخاصم مع خط السنة الماضية..أتمنى أن يغير المدربون خططهم وبالتالي ترافق المتعة بطولتنا ويرتفع مستواها حتى تتمكن من منافسة الدوريات الأجنبية الأخرى.. في رأيك ماهي الفرق الجديرة بالتنافس على المراتب الريادية هذا الموسم؟ أعتقد أن هناك عدة فرق ستتنافس في هذا المجال كأولمبيك خريبكة، الرجاء والوداد البيضاويين، الجيش، والفتح الرباطي الذي تميز عطاؤه وسوف لن يخرج من دائرة التنافس على أحد الألقاب..أملي أن يكون الأولمبيك في المستوى المطلوب وينافس بندية أملا في بلوغ أحسن رتبة.. كيف ترى جانب التحكيم خلال الجولات الفارطة؟ يمكن القول أنه تم تسجيل بعض الأخطاء والتي لم تكن متعمدة على ما يبدو..ألاحظ أننا نتوفر على حكام في المستوى. كيف تنظر إلى مردودية حراس المرمى الموجودين في الساحة الكروية حاليا ؟ *أولا أنفي جملة وتفصيلا أن يكون هناك ما يسمى بأزمة حراس مرمى بالمغرب..بل هناك حراس في المستوى، والشيء المفرح والسار أن غالبيتهم شباب باستثناء القلة القليلة..والمستقبل كله أمامهم..وأملنا جميعا أن نبلغ ما بلغه الحارس بادو الزاكي وغيره ممن وصلوا إلى العالمية.. كيف تنظر إلى مستقبل الممارسة الكروية بالمغرب وخاصة ونحن على مشارف تطبيق نظام الإحتراف ابتداء من السنة القادمة؟ في السابق كان اللاعب يمارس بدون ضمانات وفي ظروف مبهمة وغامضة وليس هناك أي مستقبل مضمون ولا غير ذلك..ويمكن لأي طارئ غير محمود (مرض، كسر..) أن يوقف المسيرة الكروية للممارس وبالتالي يكون عرضة للضياع في غياب مصدر الرزق..فالشيء المفرح الآن هو أن نظام الإحتراف سيطبق ابتداء من السنة القادمة، والشأن الكروي سوف يتقنن بشكل شامل ولا لبس فيه، وما على الممارس إلا أن يشتغل بكل جدية واطمئنان على مستقبله..وسوف لن يكون هناك أي مبرر للتهاون والتراخي، وهذا ما سينعكس إيجابا على البطولة الوطنية التي سيقفز مستواها إلى الأمام بكل تأكيد.. كيف تقيم مستوى النخبة الوطنية التي كنت أحد عناصرها في نزالها الأخير ضد تانزانيا؟ أعتقد أن الشعب المغربي استحسن كثيرا المستوى الذي ظهر عليه المنتخب الوطني بدار السلام في لقائه ضد المنتخب التانزاني .. كانت هناك روح جماعية وقتالية وبالتالي فالفوز لم يكن اعتباطيا..فجميع اللاعبين استشعروا المسؤولية الملقاة على عاتقهم وخاصة بعد سلسلة من النكسات على مستوى النتائج التقنية..لذلك عقدنا العزم بتانزانيا لكسر تلك العقدة التي لازمت الفريق الوطني منذ مدة، وتأتى لنا الفوز الذي كان مستحقا الذي أدخل الفرحة طبعا في نفوس المغاربة.. هل هناك من نقائص في نظرك مازال المنتخب الوطني يعاني منها؟ *ليست هناك نقائص بالمعنى الصحيح للكلمة..لكن كل ما في الأمر أن الفريق فقط في حاجة ماسة إلى المزيد من الانسجام بين عناصره بحيث لم تقام معسكرات كثيرة حتى يحصل ذلك بالمستوى المطلوب..وأعتقد أن التحضير للمبارتين الوديتين المقبلتين ضد كل من إيرلندا الشمالية وليبيا استعدادا للقاء الحاسم ضد المنتخب الجزائري سيشكل فرصة للمزيد الانسجام والفعالية.. يلاحظ أن المنتخب الوطني يتشكل في غالبيته من المحترفين ..ترى هل اللاعب المحلي غير مؤهل لحمل القميص الوطني ؟ *إذا كان هذا الشأن يدخل في اختصاصات المدرب الذي يعرف أين تكمن الجاهزية المطلوبة فأعتقد أن اللاعبين المحليين هم أيضا يطمحون إلى حمل القميص الوطني، وبالتالي وجب وضع الثقة فيهم وخاصة المتميزين منهم ذووا المؤهلات التقنية الواعدة وتعطى لهم الفرصة على سبيل التجربة والاختبار..فالمصلحة تملي عدم تهميش البطولة الوطنية خدمة لها ومرحبا باللاعب المحترف إذا كان يعطي الإضافة المطلوبة.. وتمنياتي في جميع الأحوال أن تتظافر جهود الجميع من محترفين ومحليين من أجل بناء نخبة وطنية في مستوى الآمال والطموحات.. كيف تتوقع النزال القادم ضد المنتخب الجزائري الذي يقبع في الرتبة الأخيرة؟ أعتقد أن هذا اللقاء سوف لن يكون سهلا بعد الهزيمة الأخيرة التي تكبدها المنتخب الجزائري ضد نظيره منتخب إفريقيا الوسطى والذي سيعمل جاهدا من أجل رد الإعتبار لانتزاع نقاط المواجهة للإبقاء على حظوظه في دائرة التنافس على التأهيل..وما نطمح له من جانبنا هو بلوغ الإنتصار في هذا اللقاء وهذا سيكون طبعا ثمرة تظافر جهود الجميع والعمل على إحضار العزيمة والإرادة القوية المطلوبة.. كلمة ختامية: أطمح إلى الرسمية بعرين الأسود، كما آمل أن ألج عالم الإحتراف خارج المغرب، وهذا ما يتمناه ويأمله كل ممارس من أجل تطوير مواهبه وإمكانياته الذاتية..وبالنسبة للأولمبيك فأتمنى أن نقول كلمتنا هذا الموسم ونكون عند حسن ظن الجمهور الفوسفاطي العريض.