رسالة مثيرة لأنس الحلوي، الناطق باسم لجنة الدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، يكشف فيها أسباب رحيله للجهاد في سوريا. الرسالة، التي وضعتها زوجة الحلوي لدى فرع اللجنة بفاس بعد مضي قرابة شهر على التحاقه بالجهاديين، يتحدث فيها عن تاريخ طويل من المعاناة داخل السجون. ويقول أنس في رسالته المطولة، التي تتوفر «أخبار اليوم» على نسخة منها: «لم يكن سهلا أن أسير على طريق لا يعود منه السائرون عادة، وأن أخلف وراء ظهري وطني الذي أحببته من كل قلبي وأهلي وعشيرتي، وصغاري الذين كانوا بالنسبة إلي زينة الحياة الدنيا». واستطرد الحلوي: «قد يقال بعد رحيلي: تكفيري آخر يلتحق بركب المتطرفين، أو مثقل بأعباء الدنيا فضل الهروب منها على مواجهة مصاعبها، أو متعطش للدماء لقي ما تصبو إليه نفسه بعد طول تربص وانتظار، كما قد يقال بأن الدولة حسنا فعلت حين زجت بأبناء التيار السلفي في غياهب السجون، فها هو ذا نموذج آخر لسجين أطلق سراحه فاختار طريق الهدم على طريق البناء، وفضل الموت على الحياة». وتعليقا على مقتطفات رسالة الحلوي، يقول محمد ضريف، الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية، إن «معاناة المعتقلين السلفيين لها أثر مباشر على حياتهم بعد مغادرة السجون»، مضيفا، في تصريح ل«أخبار اليوم»، «عندما بدأت الاعتقالات التي طالت ما يسمى بالتيار السلفي سنة 2002، أي حتى قبل أحداث 16 ماي، كان هناك سؤال يطرح بحدة حول مآلات هؤلاء»، خاصة أن من بينهم -يضيف ضريف- «من دخلوا السجون متدينين فقط، وغادروه متشددين ومتشبعين بالفكر الجهادي».