قال حزب النهضة والفضيلة الاسلامي المغربي ان انضمام عدد من السلفيين اليه الأسبوع الماضي نوع من المصالحة مع التيار السلفي الذي اتهمته الدولة في الماضي بالتطرف وزجت بعدد من رموزه في السجن.
الا أن السلفيين أنفسهم اختلفوا حول هذه الخطوة. فبينما رأى أحد السلفيين البارزين المنضمين للحزب في هذه الخطوة مساحة أكبر للتعبير عن ارائهم قال شيوخ اخرون انهم متشبثون بالعمل الدعوي ويفضلونه على العمل السياسي.
ووصف محمد الخليدي الامين العام لحزب النهضة والفضيلة ذي المرجعية الاسلامية انضمام خمسة سلفيين الى حزبه بأنه نوع من المصالحة الوطنية وقال انها فكرة قديمة قلنا بما أن الدولة تصالحت مع المعتقلين اليساريين لماذا لا تكون المصالحة مع الاسلاميين.
وأضاف لرويترز لما جاء العفو الملكي عن الشيوخ شيوخ السلفية كانت هناك فكرة دخول السلفيين معترك العمل سياسي بالرغم من أن أغلبهم يعطي الأسبقية للعمل الدعوى.
وكان العاهل المغربي قد أصدر عفوا عن أبرز رموز السلفية في المغرب العام الماضي ممن اتهمتهم السلطات بالتنظير لأحداث التفجيرات التي عرفتها الدارالبيضاء في العام 2003 وخلفت 45 قتيلا.
واعتبرت السلطات أن هؤلاء الشيوخ غذوا العنف معنويا لكنهم نفوا ذلك وحكم عليهم بمدد وصلت إلى 30 عاما سجنا.
لكن الخليدي قال ان انضمام سلفيين الى حزبه سيبعد عددا من الشبهات عنهم ماداموا يقبلون العمل في اطار حزبي سياسي.
من جهته قال محمد عبد الوهاب الرفيقي أحد الشيوخ السلفيين البارزين الذي انضم الى حزب النهضة والفضيلة لرويترز هذا القرار يتيح لنا مساحة أكبر للتعبير عن أفكارنا بطريقة شرعية وقانونية.
وأضاف منذ أن خرجنا من السجن ونحن نبحث عن منفذ للتعبير عن أفكارنا وادماجنا في الحياة العامة بشكل طبيعي.
وعن عدم التفكير في تأسيس اطار سياسي أو حزبي خاص بالسلفيين قال الرفيقي منعتنا عدد من الاكراهات الذاتية والموضوعية منها قد يأخذ ذلك منا وقتا وجهدا كبيرين.
الا أن شيوخا سلفيين اخرين انتقدوا هذه الخطوة وأكدوا تمسكهم بالعمل الدعوي وتفضيله على العمل السياسي.
فقد قال حسن الكتاني أحد أبرز شيوخ السلفية الذي رافق عبد الوهاب الرفيقي في فترة السجن انه يفضل الاشتغال بالدعوة على العمل الحزبي.
وكتب على صفحته في فيسبوك رسالة تناقلتها وسائل الاعلام المغربية جاء فيها بلادنا أحوج ما تكون الى التربية والدعوة والاستقامة على الطريقة المثلى ثم ان ما تأخذه السياسة من دين كأكثر مما تعطيك ونحن أحوج ما نكون لطائفة حق تبين الاسلام كما هو ولا تداهن فيه.
واعتبر محمد ضريف المحلل السياسي المغربي المتخصص في الحركات الاسلامية أن انضمام هؤلاء الى حزب سياسي انتصار للاطروحة التي تتبناها الدولة المتمثلة في عدم الترخيص لتأسيس أحزاب دينية أو سلفية في حين يمكن لفاعلين دينيين الالتحاق بأحزاب سياسية كأي مواطنين.
ويرى ضريف أن هذه الخطوة قد تبدو عادية جدا باستحضار عنصرين أساسيين الاول يتمثل في الانفراج السياسي الذي يعرفه المغرب حيث أن شيوخا سلفيين استفادوا من العفو الملكي والثانية تراجع عدد منهم عن مواقف سابقة كانت سببا في اتهامهم بالتطرف.
وكان عدد من السلفيين قد أعلنوا مراجعات فيما يخص مواقفهم من الدولة والمؤسسات والديمقراطية والعمل السياسي.