أفاد محمد عبد الوهاب رفيقي، المشهور بكونه من شيوخ السلفية، أن أحمد الريسوني منظر حركة التوحيد والإصلاح التي خرج منها حزب العدالة والتنمية، بارك خطوته بالانضمام رفقة سلفيين آخرين إلى حزب محمد خالدي (النهضة والفضيلة)، الذي كان انشق قبل سنوات عن حزب العدالة والتنمية. كتب رفيقي الملقب ب"أبوحفص" على صفحته في موقع "فايسبوك" أنه تلقى رسالة من احمد الريسوني واصفا إياه ب"شيخنا وأستاذنا الكبير"، جاء فيها "لقد اطلعت على خبر انضمامك أنت وثلة من زملائك من أهل الدعوة الإسلامية، إلى حزب النهضة والفضيلة، ثم اطلعت على البيان التوضيحي الذي أصدرتموه بهذا الخصوص. وبناء عليه، فإني أهنئكم بخطوتكم الجديدة وبما ترومونه من خلالها من نصرة لدينكم وخدمة لقضايا أمتكم ومجتمعكم، سائلا الله تعالى أن يوفقكم ويسدد خطاكم، إنه سميع مجيب."
بعدها كتب أبو حفص على صفحته مشتكيا "ما يؤسفني أن بعض إخواننا رغم دفاعنا عنهم و عن اختيارهم؛ رغم كل ملاحظاتنا عليهم؛ آمنا و لا نزال بصدقهم و إخلاصهم؛ كانوا من أول من لم يحترم اختيارنا؛ بل ذهب بعضههم إلى تخويننا ...سامحكم الله." ذلك أن انضمامه لحزب الخالدي أثار رد فعل سلبي عن حركة التوحيد والإصلاح كما عبر عنه امحمد الهلالي نائب رئيسها، من خلال تصريحات متفرقة يربط فيها بين هذه الخطوة وتحالف الخالدي مع خصوم حزب العدالة والتنمية في مجموعة الثمانية قبيل الانتخابات الشريعية الأخيرة.
من جهته أوضح حسن الكتاني، رفيق أبو حفص في فترة السجن والمراجعات الفكرية التي أعلنا فيها رفضهما للعنف، أنه يفضل الاشتغال بالدعوة على العمل الحزبي. وكتب على صفحته في موقع "فايسبوك" "بلادنا احوج ما تكون الى التربية والدعوة والاستقامة على الطريقة المثلى، ثم إن ما تأخذه السياسة من دينك اكثر مما تعطيك، و نحن احوج ما نكون لطائفة حق تبين الاسلام كما هو ولا تداهن فيه."
أما المفاجأ الأكبر فكشفتها جريدة "أخبار اليوم المغربية" التي نقلت عن محمد الفيزازي، الشيخ الأشهر للسلفيين، قوله إنه "تفاجأ" بإعلان خبر انضمام سلفيين لحزب الخالدي، علما أنه كان الأكثر حماسا من بين الشيوخ في الدفاع عن فكرة خوض السلفيين غمار العمل الحزبي. ولم يوضح الفيزازي، في حديثه للجريدة، أسباب تجاهله من قبل الخالدي وعدم دعوته للانضمام للحزب كما كان شأن أبو حفص وأربعة سلفيين آخرين.
بينما لم يصدر أي تصريح عن شيخي السلفية الجهادية الآخرين المفرج عنهما سنتي 2011 و2012 بعفو ملكي، وهما على التوالي، عبد الكريم الشاذلي، وعمر الحدوشي.
نفس الشيء بالنسبة لعبد الرحمان المغراوي، شيخ السلفية غير الجهادية، الذي عاد إلى المغرب في نفس سياق الإفراج عن الفيزازي والشاذلي سنة 2011، ليساهم رفقة الفيزازي في الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية وقبلها في حملة التصويت ب"نعم" على دستور 2011.