في ظل اختراق تنظيم الدولة الإسلامية للشباب من ذوي الأصول المغربية، خاصة، والإسلامية، عامة، بالجارة الشمالية، كشف تقرير صدر عن المحكمة الوطنية الإسبانية قدمه بالتفصيل، يوم أول أمس الخميس، القاضي المكلف بالسجون، خوسي لويس كاستروا، أن المغاربة إلى جانب الجزائريين يشكلون أغلبية الجهاديين القابعين في مختلف السجون الإسبانية. في هذا الصدد، أوضح القاضي الإسباني أن عدد الجهاديين المعتقلين في إسبانيا بلغ إلى حدود الساعة 81 جهاديا، 69 رجلا و12 امرأة. في المقابل، فإن جرد مختلف الاعتقالات التي تمت في إسبانيا بتهم الإرهاب في السنوات الأخيرة يكشف أن عدد المعتقلين من أصول مغربية في السجون الإسبانية يتجاوز ال30 جهاديا، من بينهم أسر ونساء وقاصرين. في نفس السياق، كشف التقرير عن تفاصيل جزئية حول سن أعمار أغلبية الجهاديين المعتقلين، بالإضافة إلى تفاصيل أخرى، بحيث أشار إلى أن أغلبيتهم تتراوح أعمار ما بين سن 19 و35 عاما، أي كلهم شباب، كما أن 60 في المائة منهم متزوجين ولديهم أبناء، علاوة على أن 75 في المائة منهم يقيمون بطريقة شرعية بإسبانيا ومنهم من يحملون جنسيتها. في نفس السياق، أورد التقرير الجهاديين المعتقلين في السجون الإسبانية يختلفون عن باقي المعتقلين في مختلف السجون الأوروبية، إذ أن أغلبية هؤلاء لديهم سوابق عدلية، كما أن مستواهم التعليمي أقل من المتوسط، ولا يتحدثون اللغة الإسبانية، فقط العربية والفرنسية، مضيفا أن 19 حكموا، فحين لا زال 62 رهن الاعتقال الاحتياطي. كما عرج التقرير عن نمط عيش الجهاديين في السجون الإسبانية، مشيرا إلى أنه لديهم موصفات خاصة: شعر قصير ولحية وأظافر مقلمة ونظيفة وعلامات في اليدين والوجه بفعل الصلات، كما أنهم يزينون جدران الزنزانات بآيات قرآنية وأحاديث، علاوة على أن السبحة لا تفارقهم. من جهة ثانية، كشفت مصادر أمنية إسبانية أن عملية الاستقطاب والتجنيد في صفوف المواطنين الإسبان ذوي الأصول المغربية في ارتفاع مستمر، إذ أنه تم توقيف حوالي 70 شخصا من أصول مغربية في 30 عملية تقريبا من بينهم نساء وقواصر وأسر حاولت الالتحاق بدولة البغدادي. وبناء على المصادر ذاتها فإن سنة 2010 عرفت توقيف شخصان من أصول مغربية، وشخص واحد سنة 2012، و13 شخصا سنة 2013، و27 سنة 2014، فيما سجلت سنة 2015 توقيف أكثر من 30 مغربيا. يذكر أن التعاون والتنسيق الاستخباراتي المكثف بين المغرب وإسبانيا والذي بلغ حد القيام بعمليات مشتركة مكن في السنتين الأخيرتين من القيام بأكثر من خمسة عمليات مشتركة سمحت بتفكيك خلايا إرهابية في البلدين، والتي تم على إثرها اعتقال أكثر من 50 شخصا في البلدين، إذ أن ثلاث عمليات مشتركة بارزة بين البلدين سنة 2014 مكنت من اعتقال 19 شخصا، بالإضافة إلى عمليتين رئيسيتين في 2015 – آخرها تلك التي تم تفكيكها في الرابع من هذا الشهر في الدارالبيضاء ومدن إسبانية – مكنتا من اعتقال 26 شخصا في مختلف مدن البلدين