في إطار الإجراءات الاحترازية والردعية الجديدة، التي اتخذتها الحكومة الإسبانية، القائمة على البت سريعا في ملفات المعتقلين بتهم الإرهاب، وإنزال أقصى العقوبات بهم، أمر قاضي المحكمة الوطنية بمدريد، خوسي دي لا ماتا، بإيداع السجن المغاربة الثلاثة الذين تم اعتقالهم في ثلاث مدن إسبانية، فجر يوم الأحد الماضي، بتهم استقطاب وتجنيد النساء وإرسال المقاتلين الأجانب للانضمام إلى صفوف "الدولة الإسلامية" في مناطق النزاع بسوريا. وحسب مصادر قضائية إسبانية، نفى المغاربة الثلاثة، شابتان وشاب، التهم المنسوبة إليهم، إذ أكدوا أنه لا تربطهم أي علاقة بتنظيم الدولة، معترفين، في نفس الوقت، أنهم كانوا يلجون مواقع وصفحات إسلامية، كما كانوا يتواصلون عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع أشخاص متطرفين بهدف واحد هو معرفة كل ما يتعلق بدينهم (الإسلام). في نفس السياق، كشف المحققون الإسبان أن هذه الخلية، التي تم تفكيك بتعاون مع مصالح الاستخبارات المغربية واعتقال عشرة أفراد منها، 6 منهم في مدينة الدارالبيضاء و4 في مدن إسبانية، الأحد الماضي، كانت قد أنشأت عدة فروع على نطاق واسع في المغرب وإسبانيا، كما لديها روابط ذات بعد دولي مع جهاديين في مختلف مناطق النزاع، مما كان يسمح لهم بالتوفر، في الحين، على أرقام ومعلومات حول الوقت والظروف المناسبة لإرسال الجهاديين المتطوعين، الذين يتم انتقائهم بعناية وفي سرية تامة، إلى سوريا. وفي علاقة بموضوع ارتفاع عدد الموقوفين المغربة بإسبانيا، أعربت الجالية المغربية في جهة فالينسيا، يوم أمس الأربعاء، في بيان تحت عنوان " تعايش واحترام" دعمها الكامل للسلطات المغربية والإسبانية في مواجهتها للإرهاب. في هذا الصدد، قال علال حكماوي، المتحدث بسم الجالية المسلمة، أن كل العائلات العربية ترفض أي فعل إجرامي أو إرهابي، مشيرا إلى أن الجالية العربية هي الأكثر تضررا من أفعال الإرهابيين، وأضاف أن إمكانية عمل الشابة المغربية التي تقطن في ناحية خيراكو بفالينسيا لصالح الدولة الإسلامية فاجأ، مغاربة المنطقة نظرا لما يعرف عنها من أخلاق حميدة. يذكر أن أغلبية الذين تم اعتقالهم مؤخرا بتهم الاستقطاب والتجنيد لصالح الدولة الإسلامية مغاربة، كما يلاحظ عمل مجندي "داعش" على استقطاب الشابات المغربية في أفق إرسالهن إلى سوريا، إذ أنه في العمليات الأخيرة تم اعتقال أربع شابات مغربيات في فالينسيا وبرشلونة لا يتجاوزن سن ال20 ربيعا.