رغم أن السلطات وزعت عليهم العديد من قرارات المنع، وحرصت عبر أعوان السلطة أن تبلغ تلك القرارات لأكبر عدد ممكن من النشطاء ب»حركة متابعة الشأن المحلي بتارجيست والنواحي» كمن يقول «لقد أعذر من أنذر»، فإن الحركة ومعها مجموعة من السكان نفذت بعد زوال أول أمس الأحد مسيرتها الاحتجاجية التي دعت إليها في وقت سابق عبر شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وبالمقاهي المحلية. تارجيست ومنذ الصباح عرفت توافدا أمنيا مكثفا استعدادا لمواجهة المسيرة، غير أن الإصرار الذي بدا عليه شباب الحركة أفشل المنع الذي أصدرته السلطة المحلية، بالرغم من محاولة القوات العمومية محاصرتها بالقوة على مستوى شارع الحسن الثاني بالقرب من مقر الدرك الملكي، وعلى عكس مسيرة الأسبوع الماضي لم يسجل تعنيف المحتجين. مسيرة أول أمس الأحد بتارجيست انتهت كما سابقتها بالقرب من بلدية المدينة، المكان الذي رفعت فيه شعارات ضد من يسير الشأن العام، مطالبة بنتائج لجان التحقيق التي حلت بالمدينة لافتحاص المجلس البلدي، عوض ما اعتبروه «محاكم التفتيش» التي حلت منذ أيام والخاصة بمراقبة الأسعار وقمع الغش، التي لم تحضر إلى المدينة منذ أزيد من 15 سنة، كما طالبوا من السلطات الإقليمية تنفيذ وعودها السابقة التي قطعتها على الساكنة خاصة ما تعلق بإخراج المشاريع الملكية التي أعطى انطلاقتها الملك منذ 5 سنوات تقريبا. حال بني بوعياش التي تبعد عن مدينة الحسيمة بحوالي 18 كلم، لم يختلف كثيرا عن مدينة تارجيست، إلا أن القوات العمومية كانت أكثر حزما مع مخلدي الذكرى الثانية لمقتل كمال حساني الناشط الفبرايري، وعضو الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، حيث لوحظ ومنذ الصباح توافد العديد من حافلات النقل على متنها العشرات من رجال الأمن، الذين استقدموا إلى المدينة لمواجهة من يريد إحياء ذكرى الحساني، ومباشرة بعد محاولة بعض النشطاء التجمع في الساحة المقابلة للبلدية، عملت القوات العمومية على تفريقهم بالقوة واعتقال البعض منهم قبل الإفراج عنهم في وقت لاحق. ويبدو أن رقعة الاحتجاجات بمنطقة الريف مرشحة للتوسع، فمباشرة بعد خروج ساكنة تارجيست إلى الشارع، عملت مجموعة من الشباب على تجميع القوة بمدينة كتامة للتحضير لاحتجاجات بالمدينة، التي لم يسبق أن سجلت فيها احتجاجات شعبية كما هو الشأن بمدينة تارجيست والنواحي. مصادر مطلعة كشفت ل» اليوم24» أن الشباب أسسوا حركة أطلقوا عليها «حركة شباب كتامة»، اجتمعت لعدة مرات في سياق التحضير للنزول إلى الشارع في الأيام المقبلة، وعن المطالب التي سترفعها الحركة داخل الشارع، كشفت المصادر نفسها أنها لن تختلف كثيرا عن مطالب ساكنة تارجيست، وهي في العموم مطالب اجتماعية محضة، نابعة من المعاناة التي ترزح تحتها المدينة، وستكشف عن الوجه الحقيقي لكتامة التي يحسبها البعض غنية، وبأن أهلها ميسورون بفضل تجارة القنب الهندي، في حين أن المستفيدين من تلك التجارة لا ينتمون إلى المدينة ولا يعيشون فيها، وأن «كتامة لا تختلف كثيرا عن أي بلدة في المغرب العميق».