وسط إنزال أمني غير مسبوق، خرج الآلاف من سكان مدينة تارجيست، يوم الجمعة الماضي الى الشارع احتجاجا على تهميش المدينة واستشراء الفساد. المظاهرة التي دعت اليها حركة متابعة الشان المحلي بتارجيست اتخذت "جمعة الغضب"، شعارا لها بعد ان لوحت في وقت سابق بتصعيد اشكالها الاحتجاجية بغاية تحقيق مطالبها. وحسب شهود عيان فان العشرات من سيارات وحافلات الأمن طوقت كل منافذ المدينة، ومنعت المتظاهرين من تنفيذ مسيرتهم السلمية، بل ان قيادات من الحركة أكدت بانها تعرضت لمضايقات كبيرة حالت في اوقات عديدة دون تاطير الآلاف من المحتجين الذين حجوا الى المدينة استجابة لدعوة سابقة للإحتاج. الوقفة الرابعة، التي نفذتها حركة متابعة الشأن المحلي بتارجيست والنواحي، تميزت بمشاركة مكثفة رغم الحصار الذي ضربته قوات الأمن على المتظاهرين، ورفعت شعارات منددة بالتهميش والإقصاء الذي يطال المدينة، مطالبة بفتح تحقيق مسؤول من خلال ايفاد لجان تحقيق رسمية لكشف ملفات الفساد التي تورط فيها المسؤولون عن تسيير الشأن المحلي. وردد آلاف المتظاهرين شعارات تستنكر الأوضاع المأساوية التي آلت إليها المدينة بعدما تعثرت كل المشاريع الملكية التي دشنها الملك خلال زيارته للمدينة. في السياق نفسه، طالب المحتجون برحيل المسؤولين الفاسدين داخل المجلس البلدي " الذين أوصلوا المدينة الى حالة كارثية بسبب حسابات سياسوية ضيقة على حساب مصالح السكان"، ومتوعدين ب"جمعة رحيل المجلس البلدي" خلال الأسبوع المقبل. وقد أدى الاحتقان الاجتماعي بالمدينة الى شلل تام في الحركة التجارية بعدما اغلقت جميع المحلات التجارية تعاطفا مع مطالب المحتجين. وتعليقا على هذه الظاهرة الحاشدة، قال مصدر مسؤول في تصريح لجريدة المساء ان قوات الأمن احترمت رغبة السكان في التظاهر وسمحت لهم بالاحتجاج بشكل سلمي "والسلطات بالإقليم دعت الى حوار مع المتظاهرين بشأن مطالبهم، وهي مستعدة لفتح باب الحوار في أي لحظة". وليست هذه المرة الأولى التي يخرج فيها سكان مدينة تارجيست للتنديد بالأوضاع الاجتماعية الخطيرة التي تحدق بالمدينة، اذ سبق لهم ان نفذوا ثلاث وقفات احتجاجية انذارية من اجل اصلاح الاوضاع قبل ان ينفذوا تظاهرة حاشدة استدعت حضورا مكثفا لقوات الأمن.