بعد هدنة دامت أسبوعين، خرج العشرات من المواطنين بمدينة تارجيست، مساء عصر أمس الجمعة، للمشاركة في مسيرة تحت شعار "محاسبة المفسدين"، والتي دعت لها "حركة متابعة الشأن المحلي بتارجيست والنواحي"، للمطالبة بالكشف عن التقارير التي أعدتها لجان وزارة الداخلية، والمجلس الأعلى للحسابات. وعبر المحتجون عن رفضهم لسياسة التماطل والتسويف التي تنهجها السلطات الإقليمية والمحلية، التي سبق أن دخلت معها في حوار "ماراطوني" لم يسفر سوى عن وعود والتزامات شفهية لم تفعل بعد. المسيرة، التي كان من المقرر أن تنطلق من "ساحة الريف" على الساعة الرابعة والنصف باتجاه بلدية تارجيست عرفت تطويقا أمنيا كاملا لنقطة الانطلاق، الشيء الذي دفع شباب الحركة إلى تغيير مكان التجمهر، لينطلقوا في مسيرة صامتة بشارع الحسن الثاني. وعملت أجهزة الأمن، بمختلف تلاوينها والتي كانت حاضرة بكثافة في عين المكان، سارعت إلى إغلاق الشارع أمام المحتجين، وعملت على تطويقهم بشكل كامل، لمنعهم من الاستمرار في مسيرتهم باتجاه بلدية تارجيست. المحتجون، الذين كان أغلبهم شبابا، رفضوا الاحتكاك بالقوات الأمنية التي كانت تطوقهم بالكامل، حيث أكدوا على سلمية أشكالهم النضالية، عبر رفع شعار "سلمية سلمية"، لتتحول مسيرتهم إلى وقفة احتجاجية وسط الشارع، ابتدأت فعالياتها بدقيقة صمت وقراءة الفاتحة، ترحما على أرواح الشهداء الذين قضوا نحبهم في حادثة انقلاب سيارة لنقل الركاب بضواحي تارجيست، لتصدح بعدها الحناجر بشعارات تترجم مطالبهم. ورفع المشاركون، من وسط السلسلة الأمنية التي ضربت حولهم، شعارات ترفض سياسات التماطل والتأخير، وشعارات أخرى تطالب بمحاسبة رموز الفساد وناهبي المال العام، وبفك العزلة عن المنطقة ونواحيها، وإلحاقها بركب التنمية، وتفعيل المشاريع الملكية المعطلة. وهتف المحتجون الغاضبون ضد المجلس المسير، والمعارضة، والمسئولين الإقليميين: "المجلس يطلع برة..تارجيست أرضي حرة"، و"المعارضة والمجلس..كلكم خربتوا تارجيست"، و"قولوا للمسؤولين مطالب استعجالية... لا تماطل لا تسويف... لا حلول ترقيعية"، كما أن شعار: "تارجيست تريد العمالة" كان حاضرا بقوة، بالإضافة إلى شعارات أخرى تطالب برفع الحيف والتهميش والرفع من جودة الخدمات خصوصا بالقطاع الصحي. ولم يفت المحتجين، ضمن كلمة لأحد شباب الحركة، أن يثنوا على المجهودات التي بذلتها الأطر الطبية وشبه الطبية في فاجعة حادثة انقلاب سيارة لنقل الركاب، وأشادوا بتجنيد المستشفى لجميع موارده البشرية واللوجيستيكية من أجل إسعاف المصابين. وكانت حركة "متابعة الشأن المحلي بتارجيست والنواحي" قد عقدت حوارا يعتبر الثاني من نوعه، يوم الثلاثاء الماضي، بمقر مكتبة البلدية، جمعها بالكاتب العام لولاية الحسيمة ومندوبي الوزارات والمصالح الإدارية بالإقليم، غير أن غياب ضمانات ورفض المسؤولين تحمل مسؤولية توقيع الإلتزامات الشفهية التي تعهدوا بها عجل بعودة الإحتجاجات"، يقول أحد أعضاء الحركة لهسبريس. وأضاف المتحدث بالقول "نحن مستعدون لأي حوار بناء، تلتزم فيه الأطراف بوعودها والتزاماتها اتجاه مطالب الساكنة الآنية، ونرفض لجم الحركة بحوارات غير مسؤولة ووعود الزائفة"، وفق تعبير الناشط بحركة متابعة الشأن المحلي بتارجيست والنواحي.