أثارت صفقات المغرب العسكرية، على مدى السنوات الأخيرة، انتباه الجيران المحيطين بالمغرب. عمليات التسلح المذكورة الأخيرة، التي أبرمت مع الجانب الأمريكي، وتتعلق بتجديد طائرات حربية مقاتلة، وشراء طائرات أخرى، ومعدات حربية ذات صلة، قضت مضاجع الإسبان، ذلك ما كشفته مصادر مقربة من المؤسسة العسكرية الإسبانية. “إن عمليات تسليح المغرب مهمة، وعلى الرغم من أنها كذلك، فلا تزال بعيدة عن قوة الجيش الإسباني، لكنها تقترب أكثر فأكثر، وتمشي نحو خلق توازن مع الجيران” هذا ما أوردته الصحيفة الورقية الإسبانية elconfidencial، المقربة من الدوائر العسكرية الكبرى في إسبانيا، حيث تقول إن ” هذه الصفقة الأخيرة لشراء الأسلحة عبارة عن: 25 مقاتلة جديدة من طراز F-16 وتحديث 23 آخرين. برعاية الولاياتالمتحدة، واحدة من أضخم الصفقات، التي انخرط فيها الجيش المغربي”. المغرب يجري عملية تحديث في جيشه على أعلى مستوى، وتكاليف المالية لهذه الصفقات باهظة جدًا مقارنة بوضع البلاد اقتصاديًا، لكن الانخراط في هذه الصفقات بهذا الشكل يعني أن هناك أولويات، المغرب في الآونة الأخيرة، أصبح يفرض ذاته على مستوى “سباق التسلح”، وتحجيم الجيران، مثل الجزائر، لكن كيف يؤثر هذا في إسبانيا؟ وهل يجب أن تقلق؟ يتساءل التقرير. دبابة “أبرماس” M1 A1 SA Abrams ( أمريكية الصنع ويملكها المغرب ) لقد أظهر المغرب مفاجأة في السنوات الأخيرة من خلال برنامجه “المثير”، في عام 2014، وصلت الفرقاطة “محمد السادس” إلى المياه المغربية، وضُمَت ضمن العِدة العسكرية المغربية، وفي عام 2016 تم شراء 200 دبابة قتالية من طراز M1A1 Abrams، وفي العام نفسه حصل المغرب على مجموعة مهمة من 1200 صاروخ مضاد للمدرعات. سلاح..قد يقلب التوازن إلى هنا، يتوقف التقرير عن “المدح”، ويقول “تتوفر القوات المسلحة المغربية على مجموعة من الأسلحة، بعيدًا عن التي سلف ذكرها. غير أنها، من أسطول “عتيق” والواقع، أنه ليس ذا أهمية، أسطول يبدو عتيق الطراز، ويفتقر إلى الوسائل الحديثة، والفعالة. وعلى الرغم من أن سلاح الجو التابع للقوات المسلحة الملكية يتكون من طائرات قديمة مثل F-5 و Mirage F.1، إلا أنه سيكون لديه عدد كبير من طائرات F-16 الجديدة على المدى القصير، يُمكنها أن تقلب التوازن. وفي المجال البحري، يظهر ضعف المغرب الأكبر، حتى يومنا هذا، يتوفر المغرب على فرقاطه وحيدة، وهي “FREMM MOHAMED 6″، وهي من السفن المثيرة أيضًا، نظرًا لأنها تمتلك صواريخ ASTER، المضادة للطائرات، وقدرة هجوم بعيدة المدى باستخدام صواريخ Exocet MM40. التقرير الإسباني كشف أن المغرب ينوي، أخيرا، شراء غواصة من أصل روسي. ويمكن أن تكون عبارة عن نسخة “خفيفة” من نوع “Kilo” ، وهي غواصة تقليدية ذات خصائص (عادية) مقاربة بالغواصات الغربية الحديثة، ومن بينها بالطبع S-80s الإسبانية. التقرير الإسباني، ذكر أن ليس المال وحده معيار التفوق في سباق التسلح، بدون عقيدة للجيش، والخبرة، والمعرفة، حتى مع الغواصات، فلا يمكن تحقيق أيّ شيء، ومن جانب آخر، تملك الجارة الإسبانية فرقاطاتها F-100، ولديها قدرتها على الإسقاط على الأرض، وقدرتها البحرية على المناورة، أما لغواصات الحالية، تفوق بكثير الإمكانات المغربية، يؤكد التقرير. المصدر ذاته، مضى في سرد تفاصيل التسلح المغربي – الإسباني، وقدم تحليلا دقيقا، ومباشرا، من خلال مقارنات الأسلحة المتوفرة لدى الجانبان، على المستوى البحري، والجوي، والبري. التقرير المذكور رصد في كثير من المناسبات التفوق المغربي على نظيره الإسباني، واستدرك في واحدة من النقاط “يجب أن تشعر القوات الجوية والبحرية الإسبانية إزاء طائرات المغرب الجديدة بالقلق، خصوصا فيما يتعلق بالدفاع عن “جزر الكناري”، مشيرًا إلى أن هناك سربا من الطائرات الإسبانية قد لا يكون صالحا لمواجهة المغرب، إذا اقتضى الأمر، لأنه أقدم سرب في الطيران الإسباني ويتعلق الأمر بطائرات F-18s. فرقاطة مغربية- القوات البحرية وفقًا للصحيفة الإسبانية، فإن كبار مسؤولي الجيش الإسباني يتابعون عن كثب استثمارات الرباط في “معدات الجيل الأخير لتحديث” قواتها البرية، والجوية، والبحرية، وقبل الاستثمارات الهائلة في تطوير قواتها الجوية، أنفقت الرباط مبلغًا كبيرًا على قوات المشاة، والبحرية. وماذا عن الجزائر والبوليساريو؟ ولم يفت المصدر الإسباني الحديث عن القمرين الصناعيين اللذين اطلقهما المغرب، وقال: “إن القمرين سيوفران للمغرب دقة متطورة للمراقبة الإقليمية” وذكر أن المغرب على علاقة طيبة مع جارته الأوربية، وقد شارك في سباق تسلح مع الجزائر المجاورة، التي يتهمها بتمويل، وتدريب قوات البوليساريو. وعلى الرغم من الخلافات المتصورة، التي لا يمكن التوفيق بينها بشأن النزاع الإقليمي للصحراء، هناك دلائل تشير إلى أن أياً من الطرفين لا يعطي الأولوية للمواجهة ( الجزائر – البوليساريو – المغرب)، على الرغم من تهديدات بشأن شن حرب من طرف “البوليساريو”، وتقول الصحيفة: “يأتي ذلك خوفًا من أن المواجهة قد تتسبب في ضرر أكبر حول نفع المنطقة – والصحراويين المحليين – لذلك تعمل الأطراف، حاليًا، في عملية تسوية تحت إشراف الأممالمتحدة من أجل حل “يتم التفاوض عليه، ومقبول من كلا الطرفين”.