القوات المسلحة الملكية المغربية عرفت تطورا مهما في العقد الأخير، خاصة في السنوات الخمس الأخيرة، كما ونوعا؛ كما نوعت مصادر عتادها العسكري، لكن الهدف الرئيس لهذا التطوير والتحديث العسكري هو مواجهة المخاطر القادمة من الحدود الجنوبية والشرقية، فيما يعتبر المغرب أن استرجاع سبتة ومليلية المحتلتين في الوقت الراهن ليس من أولوياته. هذا ما يكشفه تقرير مفصل أنجزته "مجموعة الدراسات في الأمن الدولي" بجامعة غرناطة الإسبانية، حول التطورات الجديدة التي عرفها الجيش المغربي وعتاده العسكري وأهدافه، وهو التقرير الذي حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منه. التقرير الذي حاول تقديم صورة شاملة ومفصلة عن الإمكانيات والقدرات العسكرية لقوات المشاة المغربية، اعتمد على تقارير دولية صدرت في السنوات الأخيرة، وعلى صور عبر الأقمار الاصطناعية لبعض المنشآت العسكرية المغربية في الصحراء والوسط والشمال، والتي تظهر بشكل دقيق في ثنايا التقرير. في هذا الصدد، يكشف التقرير أن "ارتفاع واردات (المغرب من العتاد العسكري) في أقل من خمس سنوات كان ولازال موضوع اهتمام منطقي"، مبرزا أنه "منذ سنة 2012 يمكننا أن نحصي وصول 450 دبابة، و600 مدرعة قتالية مصفحة، و130 مدفعا متطورا إلى المغرب"، مشيرا إلى أن هذا التسلح "ليس عبثيا"، في إشارة إلى أن التسلح استراتيجية قائمة بذاتها اعتمدها الجيش المغربي في السنوات الأخيرة. وأضاف أن "الإيقاع الذي يتطور به استيراد المغرب للمدرعات الجديدة مرتفع جدا، وهذا هو المهم". ويبدو أن تنويع المغرب لمصادر تسلحه أصبح يزعج الجار الإسباني، إذ يبرز التقرير قائلا: "أن يكون جزء من هذا العتاد العسكري مستوردا من الصين (أهميتها تكمن في نوعية الأسلحة وليس في الكم) هو، أيضا، شيء يجب أخذه بعين الاعتبار". وأبرز أنه يجب الانتباه إلى توفر المغرب على نظام راجمات صواريخ صينية متطورة "ما يعني قفزة نوعية، إذ أن هذه المنظومة تمنح جارنا قوة دفاعية مهمة أو التصدي لهجوم بشكل مسبق". التقرير أكد على أن منطقة المغرب العربي "تعرف سباقا نحو التسلح، الشيء الذي يؤدي إلى تعزيز الترسانات العسكرية لهذه البلدان"، في إشارة إلى الجزائر والمغرب. وعاد التقرير ليؤكد حصول المغرب في السنوات الخمس الأخيرة على 400 دبابة من طراز M1A1 Abrams الأمريكية، ومائة دابة صينية من طراز " VT-1A "، و600 مدرعة قتالية مصفحة من نوع "TOA"، و130 مدفعا متطورا، وعدد مهم من الشاحنات العسكرية الحاملة للصواريخ المستوردة من الصين (WS-2D) والتي تستطيع إصابة أهدافها على بعد 400 كيلومتر. كما اشترى جيش المشاة المغربي في السنوات الأخيرة 1000 عربة عسكرية من طراز "VAMTAC" ذات الصنع الإسباني، و1000 أخرى أمريكية "Humvees". وأشار إلى أن القوات البشرية للجيش المغربي تفوق 175 ألف جندي دون احتساب الاحتياطيين. بشكل مواز، قام الجيش الجزائري في السنوات الأخيرة، أيضا، بشراء 505 دبابة قتالية روسية من طراز " T-90S "، و300 مدرعة للنقل، و200 عربة عسكرية. في المقابل، أوضحت صحيفة "إلكونفيدينثيال ديجيتال"، القريبة من الاستخبارات العسكرية الإسبانية، أن عملية التطور والتحديث والتسليح التي يخضع لها الجيش المغربي لا تقتصر على المشاة فقط، بل حتى القوات الجوية والبحرية. من جهة أخرى، أوضح التقرير أن استرجاع سبتة ومليلية ليس من أولويات الجيش المغربي في الوقت الراهن، نظرا إلى الصراع الدائر بين الرباطوالجزائر. في هذا يقول التقرير: "الضغط العسكري (للمغرب) على سبتة ومليلية محدود"، مبرزا أن الانتشار الحالي للجيش المغربي لا يسمح له بفتح جبهة صراع أخرى في الشمال، بسبب الانشغال بمواجهة تحالف الجزائر والبوليساريو في الجنوب.