الجيش الإسباني متخوف ومتوجس من الاستراتيجية العسكرية الجديدة للجيش المغربي، القائمة على تجديد ترسانته العسكرية، وتطوير وتنويع أسطوله الحربي. كما أن الإسبان لا ينظرون بعين الرضا إلى الصفقات العسكرية الأخيرة التي أبرمها المغرب مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وانفتاحه على الصناعة العسكرية الروسية والصينية. هذا ما يتضح من تقرير أورده موقع "Defense" الإسباني، المتخصص في الشؤون العسكرية، والقريب من المخابرات العسكرية الإسبانية. الموقع الذي يملكه جنرال إسباني كشف أن المؤسسة العسكرية الأمريكية، عرضت في الآونة الأخيرة على الجيش المغربي 162 دبابة حربية مدمرة من الطراز الرفيع " أبرامس م1أ1″ المتطورة، لتنضاف إلى 250 دبابة من هذا النوع توصل بها المغرب بشكل رسمي من الإدارة الأمريكية في أواخر يوليوز الفائت. وأوضح المصدر عينه أن العلاقات الجيدة التي تجمع بين المؤسستين العسكريتين المغربية والأمريكية، ستسمح للمغرب بالتوفر، إن لم يكن يتوفر عليها أصلا، على 412 دبابة حربية مدمرة من الطراز الرفيع "أبرامس م1أ1". وأضاف أن المغرب بدأ في استعمال بعض الوحدات من أصل 250 دبابة حصل عليها في الدفعة الأولى أواخر يوليوز 2016. ووفقا للمعطيات ذاتها، فإن الدفعة الثانية التي تشمل 162 دبابة سيتم تحديثها من قبل الشركة العسكرية General Dynamics Land Systems ، وهي الشركة نفسها التي تكلفت بتحديث 150 دبابة من أصل 250 توصل بها المغرب في الدفعة الأولى. الموقع العسكري وصف عملية تجديد وتحديث الترسانة العسكرية للجيش المغربي ب"النوعية"، مبرزا أن الجيش المغربي خصص في شتنبر 2015 حوالي 358 دولارا من أجل تحديث 150 "أبرامس م1أ1". وأشار، أيضا، إلى أن الاستراتيجية العسكرية الجديدة ستسمح للجيش الملكي المغربي بتوحيد جزء كبير من مركباته المدرعة الحالية، والتي تشكلت أيضا دبابات القتال الأمريكية M60A3 وM60A3TTS، وT-72 الروسية (التي تم شراؤها من بيلاروسيا)، إلى جانب الدبابات الصينية الأكثر تطورا "فت-1A". كما لدى المغرب على الأقل 150 دبابة صينية من طراز MBT-2000/Al-Khalid. عبد الرحمان المكاوي، الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية، أوضح في اتصال مع "اليوم 24″، أن هذه التخوفات لا أساس لها في أرض الواقع، لكنها "نابعة من تراكمات تاريخية معروفة لدى الجيش الإسباني القريب من اليمين والمحافظين والكاثوليك الإسبان"، لاسيما وأن "87 في المائة من الإسبان يعتقدون أن الحرب المقبلة ستكون مع الجار الجنوبي (المغرب)". الخبير المغربي أشار إلى أن التوجس الإسباني يمكن وصفه ب"القديم الجديد"، إذ يترجم في دراسات وتقارير ينجزها بشكل دائم جنرالات إسبان بخصوص التطور العسكري للمغرب. وأضاف أن المغرب يبقى حليفا لحلف الشمال الأطلسي ولإسبانيا، لهذا فإن الهدف الرئيس للتسلح المغربي هو مواجهة التهديدات الإرهابية القادمة من منطقة الساحل، وكذلك تهديد الانفصال الذي تقف وراءه بعض الأطراف المعادية للمملكة.