بعد الفيتو الذي عمر كثيرا على مشاركة حزب العدالة والتنمية في تسيير مجلس مدينة وجدة، والذي ظهر بجلاء خلال الانتخابات الجماعية لسنة 2009، عندما استخدمت القوة لوقف احتجاجات أعضاء المصباح المحتجين على ما جرى في جلسة انتخاب الرئيس، يبدو أن الوضع اليوم لم يعد كما كان، وأن هناك بوادر نحو استعداد تقبل مشاركة الحزب في تدبير شؤون مدينة وجدة. آخر الأخبار التي تتسرب من بيت البيجيدي، بوجدة، تؤكد بأن اتصالات جرت بين أعضاء في الحزب والتحالف القائم حاليا في مجلس المدينة، وبالخصوص من جانب عمر حجيرة، رئيس المجلس. ولم ينف حجيرة الرغبة في التحالف مع فريق العدالة والتنمية، في حالة استمرار حالة التعثر التي يحيى عليها التحالف المسير، والمشكل من حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال. وأبرز نفس المتحدث في اتصال مع “أخبار اليوم”، أنه لم يكن هناك لقاء رسمي لمدارسة التحالف مع البيجيدي، “في المجلس هناك خياران لا ثالث لهما، إما ضبط التحالف الحالي، أو فتح قنوات مع العدالة والتنمية لإشراكه في التسيير”، يضيف حجيرة الذي أدى الانقسام الحاصل في أغلبيته إلى رفض مشروع الميزانية الأخير، وعدد من النقاط التي طرحتها الأغلبية في دورات سابقة. وأشار مصدر متابع لشؤون المجلس، أن الصيغة التي يتم التحضير لها، ليست تغيير تحالف البام والاستقلال بتحالف هذا الأخير مع العدالة والتنمية، وإنما إشراك العدالة والتنمية في التسيير إلى جانب الحزبين الآخرين، ليصبح المجلس بدون معارضة، بل ويقتصر ذلك على الأعضاء الغاضبين بفريق البام. وفي السياق نفسه، قالت مصادر من داخل العدالة والتنمية، إن أعضاء في الحزب تواصلوا مع الأمانة العامة بخصوص أي مقترح للتحالف، مشيرا في نفس المصدر إلى أن هناك أطرافا تدفع في اتجاه التقارب مع البام والاستقلال داخل المجلس، بدليل أن عددا منهم خلال مناقشة مشروع الميزانية الأخير، كانوا يدفعون في اتجاه التصويت لصالح إقرار الميزانية. وفي الوقت الذي قالت مصادر “أخبار اليوم”، إن هناك من أعضاء في البيجيدي سيدفعون في اتجاه عقد التحالف والدخول للمشاركة، من باب اكتساب التجربة، كما كانوا يدفعون في فترات سابقة عندما رغب بعضهم في التحالف ونيل رئاسة بعض اللجان، إلا أن المصادر ذاتها أكدت بأن أي تحالف مقترح مع البيجيدي سيواجه عدة عقبات، لعل أهمها عدم قبول شريحة واسعة من أعضاء الحزب لهذا التحالف، وبالخصوص الدخول شريك في التدبير مع البام الذي قال فيه وفي ومنتخبيه، أعضاء في الحزب بوجدة في جلسات عامة كلاما يوحي إلى استحالة عقد أي تحالف معه. لكن قرار التحالف، وبالخصوص بمدينة وجدة، يبدو أنه قرار حصري للأمانة العامة التي ستقرر في أي مقترح، وفي هذا الإطار فإن الأمانة العامة ستستحضر أولا وفق مصادر الجريدة مصلحة الحزب، وأيضا تماسكه، خاصة في ظل حدة الانقسام الذي يعيشه على المستوى المحلي.