اتهمت الجامعة المغربية لأرباب المخابز والحلويات، الحكومة و"الخبازين التقليديين" بإفشال إضرابهم، وذلك بعد أن لوحظ غياب أي تأثير لهذا الإضراب في عدد من المدن خصوصا الكبرى منها. وعلى خلاف ما كان منتظرا صبيحة أمس الأربعاء، واليوم الخميس، من "شلل" في إنتاج الخبز بمختلف المدن المغربية، لم يجد الإضراب الذي دعت إليه الجامعة الوطنية لأرباب المخابز والحلويات الصدى المنتظر لدى خبازي عدد من المدن المغربية، في حين لعب الخبازون التقليديون في مدن أخرى دور "الإطفائيين"، بتغطيتهم للخصاص الذي أحدثته المخابز العصرية المضربة. وبحسب المعطيات التي حصل عليها "اليوم 24" من مصادر متطابقة، فإن نسب الإضراب عرفت تفاوتا بين المدن المغربية، إذ كانت هذه النسب متقدمة جدا على العموم في المدن الصغرى ك"خريبكة، برشيد، سطات، وقلعة السراغنة .." وغابت أجواء الإضراب، بحسب المصادر نفسها، عن مدن مثل "طنجة، جدة، القنيطرة، والرباط"، في حين كانت النسب متوسطة في ولاية الدارالبيضاء الكبرى، وآسفي، إلا أن الخبازين التقليديين أو المنتمين إلى القطاع غير المهيكل لعبوا دور "الاطفائي" في كل من فاس وعدد من المدن الأخرى. ومن جهته، أرجع الحسين أزاز "عدم تجاوب" عدد من المدن مع دعوات الإضراب إلى مناديب الجامعة الذين لم يقوموا بالدور المنوط بهم في عملية التواصل، موضحا في تصريح ل"اليوم24" أن عددا منهم "قلبو الفيستا" في آخر لحظة. وعلى الرغم من ذلك، أكد المتحدث أن نسبة الإضراب بلغت 85 في المائة، معبرا عن رضاه لهذه النتيجة التي وصفها ب"المشرفة" والمرشحة للارتفاع في الساعات القليلة المقبلة. إلى ذلك، اتهم أزاز الحكومة بمحاولة كسر هذا الإضراب وعرقلته، مشددا على أن هذه الأخيرة اعتمدت على مجموعة من أعضاء الجامعة المنتمين إلى حزب العدالة والتنمية، إلى جانب عدد من خبازي القطاع غير المهيكل الذين عوضوا المخابز العصرية في مجموعة من المدن. وقال أزاز، إن "الجامعة ستعمل على إعادة هيكلة فروعها ومؤسساتها"، مشيرا إلى أنه سيتم فصل عدد ممن سماهم ب"الخونة" الذين أخلفوا الموعد وخانوا العهد مع الخبازين، ليتوعد الحكومة بأيام عصيبة في المستقبل القريب. ويطالب أرباب المخابز العصرية ب"تنفيذ الحكومة لجميع التزاماتها المتعلقة بالبرنامج التعاقدي مع الجامعة حول تأهيل وعصرنة القطاع وتحسين وضعية المهنيين وأرباب المخابز والحلويات وسن تسعيرة تحفيزية للكهرباء لوحدات الإنتاج"، إلى جانب "التكوين والتنظيم وإخراج مدرسة الخبازة إلى الوجود"، بالإضافة إلى "معالجة مشكل التمويلات البنكية، وتحفيز المخابز من خلال إعفاءات ضريبية، ومعالجة قضايا الضمان الاجتماعي، وكذا مشكل ارتفاع أسعار الدقيق، وتحيين ثمن الخبز، ومعالجة إشكالية القطاع غير المهيكل في قطاع المخابز".