ترقبونا بالعرس الإفريقي لو كان الحظ رجلا لقتلته لست رجل أعذار بل أعشق ركوب التحديات مباراة تانزانيا ستتيح أمامنا فرصة الإحتفال بالمغرب أظهرنا أننا لا نبني صحوتنا على الصدف يقف الناخب الوطني إيريك غيرتس عن موقعة بانغي، ويؤكد أن نقطة التعادل أفضل من لا شيء.. وأضاف أن ظروف الملعب كانت قاسية مع اللاعبين، وأن الحظ لم يكن بجانب الأسود الذين قدموا عرضا مقنعا وكان بإمكانهم العودة بنتيجة الفوز، وقال إن منتخب إفريقيا الوسطى كان محظوظا وأفلت من هزيمة نكراء.. وأضاف بأن التأهيل أصبح بيد اللاعبين وأن الجمهور المغربي سيصنع الحدث كما صنعه أمام الجزائر. وبخصوص المباراة أمام تانزانيا قال غيرتس بأن التحضير لها سينطلق هذا الأسبوع لأنها موقعة حاسمة وفاصلة للأسود لكسب تأشيرة المرور إلى المونديال الإفريقي. - المنتخب: هل أنتم مرتاحون لنتيجة التعادل ضد منتخب إفريقيا الوسطى؟ غيرتس: بكل تأكيد أنا مرتاح لأن نقطة التعادل أبقتنا في السباق، وغير ذلك فإن الهزيمة كانت ستقضي على آمالنا وستتعقد الحسابات، وبالتالي توديع المنافسة، لقد قدمنا أداء جيدا برغم الظروف الصعبة التي عشناها ببانغي وبخاصة على أرضية الميدان التي لم تسمح للاعبينا باستعراض فنياتهم.. ومما زاد من صعوبة المهمة تهاطل الأمطار على الميدان، ما جعلنا نبذل مجهودا بدنيا إضافيا طيلة أطوار المباراة، نقطة أبقت كل الآمال والبقية ستأتي في المغرب وأمام جمهورنا الذي أعرف أنه سيكون المدعم الحقيقي للاعبين كما فعل تماما في مباراة الجزائر، لذلك أكرر بأن النقطة أفضل من لا شيء. - المنتخب: لاحظنا أن الفريق الوطني ضيع فوزا ثمينا كان في المتناول بعد أن ضيع اللاعبون فرصا عديدة، ما هو إنطباعكم في هذا الصدد؟ غيرتس: فعلا لقد سيطرنا على أطوار الجولة الأولى، وتحكمنا في مجريات اللقاء، واستطعنا إحباط الضغط الذي كان سيقوم به منتخب إفريقيا الوسطى بدعم من جمهوره الذي ملأ جميع المدرجات، أتيحت لنا العديد من فرص التسجيل وكان بإمكاننا أن ننهي الجولة الأولى على الأقل بهدفين من الأهداف الكثيرة، لكن الحظ لم يكن بجانبنا، لظروف كثيرة، لكن أظن بأنه أمامنا الوقت لكي نحسم هذا السباق في المباراة القادمة ضد منتخب تانزانيا.. ستكون فرصة للفوز على ميداننا وأمام جمهورنا، ربما كل تأخير فيه خير، أعيد وأكرر بأن التعادل أفضل من لا شيء لأنه أبقى على حظوظنا في التأهيل إلى النهائيات الإفريقية.. التأهل الآن أصبح بيد اللاعبين بالمغرب. - المنتخب: قمتم بتغييرات حاسمة في الربع ساعة الأخيرة، لماذا أقدمتم على هذه المغامرة؟ غيرتس: تعرفون أن الملعب كان مبللا بالكامل بسبب الأمطار، وكان من الصعب أن يحافظ الفريق الوطني على أدائه الذي بدأه في الجولة الأولى، ورأيت أنه خلال الجولة الثانية بدأ اللاعبون يفقدون طراوتهم البدنية وهذا شيء عادي، لذلك قمت بتغيير السعيدي وحجي وأدخلت العيساتي والحمداوي وقبلهم دخول الشيحاني مكان العرابي، وكان الهدف واضحا هو الحفاظ على التوازن داخل المجموعة خاصة وأن منتخب إفريقيا الوسطى استفاق في الربع ساعة الأخيرة بضغط من جماهيره، لقد إرتأيت الحفاظ على التعادل لأنه يخدم مصالحنا أولا وأخيرا، وكنت أخشى من أي مفاجأة تحدث في الدقائق الأخيرة، لهذا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نحكم على أداء هؤلاء الثلاثة في هذه الظروف، لقد قاموا بما يمكن القيام به فيما تبقى من دقائق المباراة، لذلك جاءت التغييرات في وقتها المناسب، وأدركت أن المهمة ستزداد صعوبة بعد إحساسي بأن اللاعبين بدأوا يشعرون بالعياء بعد بذلهم لمجهود بدني كبير، وخوفا من وقوع أي مشكل فيما تبقى من دقائق قمت بهذه التغييرات، لذلك أود أن أشد بحرارة على اللاعبين لأنهم قاموا بما يلزم من أداء ومهارة وقتالية، لأنهم كانوا يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم ولم يكونوا يرغبون أن يذهب طموحهم سدى خاصة بعد التحول الكبير الذي عرفه الفريق الوطني بعد مباراة الجزائر، فلو كانت أرضية الميدان جيدة لسارت الأمور لصالحنا.. أنا راض عن النتيجة والأداء أمام منتخب له مؤهلاته ولا يعرف غير الإنتصار على ميدانه وأمام جمهوره، بحيث عرفنا كيف نبدأ المباراة ونضغط منذ البداية لامتصاص الضغط الذي غالبا ما يمارسه الفريق المضيف. - المنتخب: ألم ينتابك بعض التخوف بعد استفاقة منتخب إفريقيا الوسطى ومحاولة تسجيله لهدف كان في متناولهم؟ غيرتس: منتخب إفريقيا الوسطى وجد صعوبة كبيرة في الوصول إلى مرمانا، حيث أحكمنا جيدا جميع المنافذ على مستوى الدفاع، وأمرنا القادوري وبصير المكوث في مركزيهما وألا يصعدا كثيرا للأمام، حتى لا نترك الفرصة للخصم الذي أتيحت له فرصة واحدة للتسجيل، ففي مثل هذه المواجهات الحاسمة يكون مفروض عليك ضبط الأوراق في الميدان، فالهزيمة كانت تعني لكلا المنتخبين الإقصاء، على هذا الأساس ضبطنا إيقاعنا الخاص، وكنا نلعب بخطة الضغط على حامل الكرة كلما ضاعت منا حتى لا نترك له الفرصة، وهذا ما فعلناه في الحصة التدريبية، حيث ركزنا على خطة الإحتفاظ بالكرة لأكثر من دقيقتين ثم التوغل بلا أخطاء نحو مربع عمليات الخصم، وعندما تضيع نضغط على حامل الكرة أو تشتيتها، خاصة وأن منتخب إفريقيا الوسطى أمام سوء أرضية الميدان كان يلعب على الكرات العالية، في حين أن لاعبينا يمتازون بالمهارات التقنية، وأكدوا مجددا أن الإنسجام الذي حصل وأداؤهم الذي تحسن كثيرا في مثل هذه المواجهات أن بإمكانهم الظهور بمستوى أفضل، الأساسي بالنسبة لي وللاعبين أننا نسير وفق الرهان الذي سطرناه ومرادنا هو إسعاد الجماهير المغربية العاشقة لكرة القدم ولفريقها الوطني. - المنتخب: نعود معكم الناخب الوطني إلى سؤال مهم، ما هي إنطباعاتكم وأنتم تقفون في أول حصة تدريبية للفريق الوطني على سوء أرضية الميدان، فيما فكرتم؟ غيرتس: سوء أرضية الميدان كانت عائقا للمنتخبين معا.. وأعرف أن جميع المباريات التي أجراها منتخب إفريقيا الوسطى هي نفسها الذي أجريناها بنفس طقوسها ونفس مشاكلها، أنا رجل التحدي، لم تكن تخيفني أرضية الميدان، ما كان يهمني هو بقاء اللاعبين بنفس الحماس ويلعبوا بتركيز ويضبطون إيقاع المباراة ويوقفون حماس المنتخب الخصم. - المنتخب: هل تفكرون في المباراة القادمة ضد تانزانيا؟ غيرتس: بالطبع، والتهييء لها سينطلق منذ الغذ، حيث سنعمل على تصحيح بعض الهفوات في الجهتين اليسرى واليمنى، كما أننا سنستعيد بعض اللاعبين الذين غابوا عنا في هذه المواجهة.. أعتقد بأن مباراة تانزانيا ستختلف تماما عن المواجهات السابقة، لأنها حاسمة وفاصلة ولأنها ستكون العبور الأخير إلى المونديال الإفريقي، وسيكون فيها الجمهور المغربي طرفا فيها بحضوره الكبير والموثر تماما كما فعل في مباراة الجزائر، لذلك سنبدأ في التحضير لهذه المواجهة بنفس الحماس الذي يحذونا جميعا، ولن نترك هذه المرة الفرصة تضيع منا، فكل شيء بأيدينا، وعلينا أن نكون في الموعد لنصنع الحدث بميداننا، وأفتخر بالمقابل بالوضعية الجديدة للفريق الوطني الذي أصبح يقنع بالأداء ولا يعرف غير ثقافة الإنتصار.. لقد قلت في أكثر من مناسبة بأنني تربيت على الإنتصار وعلى التحدي والفشل غير موجود في حياتي حتى عندما كنت لاعبا. - المنتخب: هل خدمت نتيجة الجزائر وتانزانيا وضعية الفريق الوطني؟ غيرتس: أنا لم أكن أفكر في نتيجة مباراة تانزانيا والجزائر بقدر ما كانت تهمني نتيجة فريقي، لأن مباراتنا كانت حاسمة وفاصلة، إلا أن تعادل المباراة الأولى وتعادلنا نحن أعطانا آمالا كبيرة في التأهيل إلى النهائيات الإفريقية، فالمعادلة الآن أصبحت حسابية، فحتى لو فاز منتخب إفريقيا الوسطى وفاز الأسود فنحن من سيمر لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 بفضل النسبة العامة بحكم تساوي النقط، أنا أثق في العناصر الوطنية، ولي اليقين أنها ستكون في الموعد، وسيكون الجمهور المغربي قاطبة صانع الحدث كما فعل في أكثر من مناسبة.. لقد خرجنا من ضغط كبير ومن مباراة سد شكلت بالنسبة للمنتخبين معا الورقة الأخيرة للبقاء في المنافسة، شخصيا لا أفضل أن تكون المباراة الأخيرة فقط شكلية، بل أريدها إحتفالا تاريخيا بالمغرب وأمام المغاربة، حيث ستعرف ظروفا أخرى من حيث جودة أرضية الميدان والأجواء تساعدنا على تقديم أداء تقني أفضل بكثير مما نقدمه بإفريقيا لقساوة الظروف هناك ولسوء أرضية الميدان. - المنتخب: كيف ستكون تحضيراتكم لمباراة تانزانيا؟ غيرتس: ستكون مثلها مثل باقي التحضيرات بعيدا عن الضغط النفسي.. تعرفون أن المباراة ستكون حاسمة بالنسبة لنا ومنتخب تانزانيا ليس لديه ما يخسره بحكم خروجه من السباق، سيعمل على الدفاع عن شرفه لكننا لن نترك له الفرصة، سنلعب بسلاح الفوز الذي سيؤمن لنا حضورنا في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالغابون وغينيا الإستوائية 2012. - المنتخب: ما هي الرسالة التي تود توجيهها للجمهور المغربي قبل موقعة تانزانيا؟ غيرتس: بيني وبين الجمهور المغربي إحترام كبير، يبهرني بتشجيعاته، هو من صنع الحدث بمراكش ولي اليقين بأنه سيصنع الحدث الكبير في مباراتنا أمام تانزانيا.. سيأتي بنفس الصورة والحماس والحب الأبدي للمنتخب الوطني، الموعد سيكون تاريخيا وكلنا سنشترك فيه، لأن كل شيء أصبح بأيدينا بعد أن خرجنا من موقعة بانغي سالمين، بل كنا الأقرب للفوز وبحصة عريضة.. حاوره ببانغي: جلول التويجر عدسة: