مباراة بيانغي عززت حظوظ الأسود في التنافس حول البطاقة الوحيدة بالمجموعة في أجواء ممطرة وعلى أرضية غير صالحة لممارسة كرة القدم، فرط المنتخب المغربي في فرصة ضمان التأهل لكأس الأمم الإفريقية 2012 بعد تعادله سلبا مع إفريقيا الوسطى بالعاصمة بانغي، ليبقي على حظوظه في التأهل إلى النهائيات بعدما غاب عن نسختها السابقة التي أقيمت بأنغولا. وكان بوسع منتخب «أسود الأطلس» انتزاع بطاقة التأهل لكنه لم يستثمر المحاولات الهجومية التي أتيحت للاعبيه خلال نصف ساعة الأولى، والتي كانت كافية لحسم نتيجة اللقاء خصوصا من طرف المهاجمين يوسف العربي ويوسف حجي اللذين تفننا في إهدار سلسلة من الفرص السهلة. ودخلت عناصر المنتخب المغربي اللقاء وهي عاقدة العزم على تحقيق نتيجة إيجابية والعودة من مدينة بانغي بثلاث نقط الفوز تضمن لها بلوغ نهائيات العرس الإفريقي أو في أسوأ الحالات تعادل تعزز به حظوظها في التنافس على حجز البطاقة الوحيدة في المجموعة الرابعة. واعتمد الناخب الوطني إيريك غيريتس على نهج تكتيكي يقوم بالأساس على ملء وسط الميدان الذي شكل نقطة الانطلاق لأغلب هجومات المنتخب المغربي مع الاعتماد على الجهة اليسرى التي كان يتواجد بها أسامة السعيدي رجل مباراة مراكش أمام المنتخب الجزائري والذي خلق العديد من المتاعب لدفاع إفريقيا الوسطى إلى جانب زميله مبارك بوصوفة. وبالرغم من أرضية الملعب التي لم تكن صالحة لإجراء مباراة في كرة القدم بسبب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت منذ صباح يوم المباراة ولمدة خمسة ساعات متتالية, حاول المنتخب المغربي تجاوز هذا العائق الذي خلق له متاعب كبيرة وأخذ المبادرة حيث عمد إلى الهجوم منذ الدقائق الأولى في محاولة لتسجيل هدف السبق. وكان في متناول عناصر الفريق الوطني الفوز بالنقط الثلاث بعد أن تسيدت اللقاء منذ البداية، حيث حاول اللاعبون مباغثة دفاع منتخب إفريقيا الوسطى بتسجيل هدف قد يربك حسابات الخصم، لكن غياب الواقعية وكذا الفعالية في تجسيد الفرص المتاحة حال دون تحقيق الهدف المطلوب. وظلت أسود الأطلس وفية لنهجها التكتيكي من خلال التمريرات القصيرة فيما بينها خصوصا على مستوى خط الوسط، لكن ربع ساعة الأخيرة منحت التفوق للاعبي أفريقيا الوسطى الذين كانوا قريبين من تسجيل الهدف لولا يقظة الحارس نادر لمياغري الذي وقف سدا منيعا أمام كل المحاولات الهجومية للفريق المضيف. وعرفت الجولة الثانية من المباراة فتورا في أداء بعض العناصر الوطنية، حيث ظهر التفكك في وسط الميدان، وتحولت السيطرة لصالح منتخب إفريقيا الوسطى، مما جعل المدرب غيريتس يقوم ببعض التغييرات من أجل إعادة التوازن، حيث كانت الدقائق الأخيرة من اللقاء عصيبة على عناصر المنتخب المغربي التي لم يعد هاجسها الوحيد تسجيل هدف يحررها من الضغط النفسي الذي فرضته عوامل الجمهور والأرضية السيئة وانتفاضة منتخب إفريقيا الوسطى المفاجئة، بل كان عليها الحفاظ على نظافة شباكها حتى لا تتبخر آمالها في بلوغ النهائيات. وستكون الجولة الأخيرة حاسمة لمعرفة المنتخب الذي سيتأهل إلى النهائيات التي ستحتضنها الغابون وغينيا الاستوائية، وإن كانت كل الحظوظ بجانب المنتخب المغربي الذي سيستفيد من عاملي الأرض والجمهور في مباراته الأخيرة ضد تنزانيا التي تبقى حظوظها ضئيلة في حجز بطاقة التأهيل، شأنه في ذلك شأن الجزائر التي ستستقبل منتخب أفريقيا الوسطى. وقال مدرب المنتخب الوطني إيريك غيريتس، في الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة إن ظروف اللعب كانت غير مناسبة والأرضية جد مبللة لم تسمح بتمرير جيد للكرة، مشيرا إلى أن العودة بنقطة واحدة من بانغي أفضل من لا شيء مادامت حظوظ «أسود الأطلس» لا تزال قائمة، وأنه سيعمل على حجز تذكرة النهائيات بالمغرب على أرضية جيدة وفي ظروف مختلفة. وأضاف غيريتس عن أسفه لكون العناصر الوطنية خلقت العديد من الفرص لانتزاع ثلاث نقط الفوز وكان عليهم تجسيد بعضها حتى تستعيد ثقتها في النفس وترفع معنوياتها. وأشار الناخب الوطني أنه بتضييع خمس أو ست فرص حقيقية كان من المنطقي أن تتحول الأمور ضد الفريق الوطني، وفي الشوط الثاني لم تعد القوة البدنية هي ذاتها وكذا العوامل النفسية بفعل المحاولات التي أضاعها اللاعبون أمام شباك الخصم مع توالي الدقائق، ومع تراجع الأداء كان من الضروري تعزيز خط وسط الميدان واللعب بحذر وتفادي تلقي هدف في الدقائق الحاسمة، كما فعل منتخب إفريقيا الوسطى ضد منتخب الجزائر وبالتالي التراجع مع بناء عمليات هجومية مرتدة. تبقى الإشارة أن المنتخب المغربي سيواجه في الدورة الأخيرة من المجموعة الرابعة نظيره التنزاني يومي 8 و9 أكتوبر المقبل بالملعب الجديد بمراكش، في مباراة لا تقبل القسمة على إثنين.