بعد أن تقلصت حظوظه بنسبة كبيرة في التأهل لمونديال جنوب إفريقيا2010 لكرة القدم بات المنتخب المغربي في وضعية لا يحسد عليها ولم يعد أمامه من خيار للخروج من عنق الزجاجة سوى الانتصار لكن مع الانتظار . فقد أصبح »أسود الأطلس » مجبرين على الفوز يومه السبت بملعب عمر بونغو الاولمبي على المنتخب الغابوني للإبقاء على حظوظهم في التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم المقررة في أنغولا مطلع السنة القادمة . فالانتصار وحده كفيل بإنعاش آمال المنتخب المغربي في كسب بطاقة التأهل لنهائيات كأس إفريقيا لاسيما وأنه يحتل المركز الرابع والأخير في المجموعة الأولى برصيد ثلاث نقاط فقط من أربع مباريات . وقد يتحول بصيص الأمل في حضور عرس المونديال الجنوب إفريقي إلى حلم وربما إلى حقيقة إذا حدثت المعجزة لأن الانتصار وحده غير كاف إذ لابد من الانتظار لأن مصير »أسود الأطلس » لم يعد بين أقدامهم ولكن بين أقدام الآخرين وخاصة » الأسود غير المروضة«. فهذه المعادلة - المعجزة والتي قد تكون ضربا من الخيال ليس إلا تتمثل في فوز المنتخب المغربي في ليبروفيل وتعادل الطوغوليين مع الكاميرونيين في ياوندي لتتساوى بذلك حظوظ منتخبات المغرب والطوغو والغابون برصيد ست نقاط مع تقدم بفارق نقطتين لمنتخب الكاميرون المتصدر. وينبغي أن يتواصل هذا السيناريو الافتراضي في الجولة السادسة والأخيرة يوم14 نونبر القادم والتي لا محيد فيها للمنتخب المغربي عن الفوز على نظيره الكاميروني في الرباط وتعادل المنتخبين الطوغولي والغابوني في لومي ليتصدر بذلك الفريق المغربي المجموعة بتسع نقاط . أما في حالة فوز الفريق الوطني على نظيره الغابوني يومه السبت وفوز المنتخب الكاميروني على نظيره الطوغولي فإن منتخب » الأسود غير المروضة« سيعصف بكل الآمال والأحلام وسيلغي كل الحسابات لأنه سيكون قد حسم نهائيا في أمر التأهل للمونديال ليبقى التنافس على أشده على بطاقتي التأهل لكأس إفريقيا للأمم بين المنتخبات الثلاثة الأخرى . ولعل الناخب الوطني حسن مومن وأفراد الطاقم التقني المساعد له يدركون تمام الإدراك »أن الخطأ ممنوع في مباراة اليوم وأنه لا خيار أمام أسود الأطلس سوى الانتصار«. كما أنهم واعون بأنه إذا كانت حظوظ الفريق الوطني في التأهل إلى المونديال قد باتت ضئيلة فإن أي كبوة في ليبروفيل لا قدر الله ستعصف بآمال الفريق المغربي حتى بالنسبة للتأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم . ويرى مومن أن الفوز على منتخب »الفهود« في عقر دارهم هو السبيل الوحيد الذي يبقي على آمال » أسود الأطلس« في التأهل لكأس إفريقيا للأمم وهي مهمة ليست مستحيلة خاصة وأن جميع مكونات الفريق المغربي تحذوها عزيمة قوية لكسب هذا الرهان والثأر لهزيمة الدارالبيضاء المفاجئة أمام الفريق الغابوني (1 -2 ). إن الروح الجماعية التي تسود الفريق الوطني المغربي والمعنويات المرتفعة التي تتمتع بها جميع عناصره التي تنتظر على أحر من الجمر اليوم الموعود كلها وغيرها عوامل إيجابية تصب في هذا الاتجاه . من جهته أكد طبيب الفريق الوطني الدكتور عبد الرزاق هيفتي أن جميع اللاعبين يتمتعون بصحة ولياقة بدنية جيدتين، مشيرا إلى أن اللاعب مبارك بوصوفة الذي كان قد تعرض لإصابة خفيفة مع ناديه في الأسبوع الماضي قد تعافى تماما ويزاول تدريبه مع المجموعة بشكل عادي. واعتبر اللاعب الدولي السابق مصطفى حجي الحائز على الكرة الذهبية الإفريقية عام 1998 أن الفريق الوطني تسوده روح التضامن ويملك الإمكانيات والمؤهلات التي تسمح له بتحقيق نتيجة إيجابية، لكن كل ذلك يبقى رهينا بالحالة التي سيكون عليها اللاعبون فوق المستطيل الأخضر يوم المباراة. وقال "إن نحن نجحنا في تجاوز عقبة الغابون، أعتقد أن الأمور ستتغير رأسا على عقب وسيكون أسود الأطلس أقوى من ذي قبل لاسيما من الناحية المعنوية لخوض المباراة الأخيرة ضد منتخب الكاميرون بكثير من الاطمئنان". وأضاف "حقا المباراة صعبة، لكن ليس هناك من خيار سوى الانتصار للخروج من الأزمة". وقام المنتخب المغربي أمس الجمعة بآخر حصة تدريبية على أرضية ملعب عمر بونغو الأولمبي في نفس توقيت المباراة ( الثالثة والنصف بالتوقيت المحلي ) التي سيديرها طاقم تحكيم من الكوت ديفوار بقيادة دوي نوماندييز دزيري بمساعدة يايو سانغيفولو وباييري موسى . ويذكر أن المنتخب الغابوني الذي يشرف على تدريبه الفرنسي آلان جريس يحتل المركز الثاني في هذه المجموعة برصيد6 نقاط خلف المنتخب الكاميروني صاحب الصدارة (7 نقاط) فيما يحتل المنتخب الطوغولي المرتبة الثالثة (5 ن) علما بأن المباراة الثانية عن هذه المجموعة ستجمع بين هذا الأخير ونظيره الكاميروني في نفس اليوم بياوندي .