ضيعت عناصر المنتخب المغربي نقاط الفوز في قلب عاصمة إفريقيا الوسطى، بانغي، واكتفت بالتعادل السلبي (0-0)، بعد ظهر أول أمس الأحد، بملعب بوغاندا، وأرضيته غير الصالحة لإجراء مباراة في كرة القدم. وتناوب لاعبو المنتخب المغربي في النصف الأول من شوط المباراة الأول، على إهدار فرص كانت سانحة للإحراز، فيما تكفل القائم الأيمن والعارضة الأفقية في صد محاولتين لكل من يوسف العربي ويوسف حجي. ووقف الناخب الوطني، إيريك غيريتس، مشدوها أمام سيل الفرص التي لو جرى استغلالها، لكان الأسود حققوا فوزا عريضا، وحجزوا تذكرة المشاركة في النهائيات القارية، بغض النظر عن نتيجة المباراة الختامية أمام منتخب تانزانيا، الذي خرج حسابيا من السباق نحو الغابون وغينيا الاستوائية. والحقيقة أن نتيجة التعادل تعتبر إيجابية، بالنظر إلى الظروف الصعبة التي تجرى فيها عادة المباريات بعدد من الدول الإفريقية، علما أن منتخب إفريقيا الوسطى أبان هذه السنة عن مستوى مقنع رفقة المدرب الفرنسي جول أكورسي، بدليل أنه كان فاز على المنتخب الجزائري في بانغي، بعدما كان هو الطرف الأفضل على مدى دقائق المباراة. وبفضل هذه النقطة الوحيدة، حافظ أسود الأطلس على حظوظ بلوغ النهائيات القارية، غير أنه لا يملك خيارا آخر في مباراته الأخيرة أمام تانزانيا، وعليه تحقيق الفوز بنتيجة عريضة لقطع الطريق أمام أي مفاجأة محتملة، مع أن الكل يرشح الأسود للتأهل بشكل فردي عن المجموعة الرابعة. ويتصدر المنتخب المغربي ترتيب المجموعة برصيد 8 نقاط، وبفارق الأهداف، عن شريكه في الصدارة، منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى، وقد يكون للنسبة العامة دور في تحديد المتأهل عن المجموعة الرابعة، في حال تمكن منتخب إفريقيا الوسطى من الفوز على الجزائر في آخر مباراة. وتأسف إيريك غريتس، خلال الندوة الصحفية التي عقدت عقب نهاية المباراة، لضياع العدد الكبير من الفرص السانحة للإحراز، وقال "خلقنا العديد من الفرص. كان على اللاعبين ترجمة بعضها إلى أهداف"، مضيفا "بتضييع خمس أو ست فرص حقيقية للإحراز، كان من المنطقي أن تنقلب مجريات المباراة ضدنا، وتبدأ المعاناة". وزاد الناخب الوطني "لم تعد الإمكانيات البدنية هي ذاتها خلال الشوط الثاني، فضلا عن الاهتزاز النفسي بفعل تضييع الفرص أمام مرمى المنافس، والفشل في بلوغ المرمى". وعن التغييرات التي أقدم عليها خلال الشوط الثاني، قال غيريتس "مع تراجع الأداء، كان من الضروري تعزيز خط وسط الميدان، واللعب بحذر وتفادي تلقي هدف في الدقائق الحاسمة، كما فعل منتخب إفريقيا الوسطى ضد منتخب الجزائر"، وأضاف "هذه الوضعية حتمت علينا تغيير استراتيجية اللعب، وبالتالي التراجع، مع الاعتماد على بناء عمليات هجومية مرتدة ". واشتكى غيريتس من الظروف التي رافقت المباراة، وقال "ظروف اللعب كانت غير مناسبة، والأرضية سيئة، وازدادت الأمور سوءا بعد تهاطل الأمطار على بانغي، وبالتالي كان من الصعب تمرير الكرة بشكل جيد". وأشار الناخب الوطني إلى أن نتيجة التعادل تخدم مصلحة الأسود، وجعلت المنتخب على مرمى حجر من كسب ورقة التأهل للنهائيات القارية، وقال "العودة بنقطة واحدة من بانغي أفضل من لا شيء، حظوظنا ما تزال قائمة، وسنعمل على حجز تذكرتنا للنهائيات خلال استقبالنا لمنتخب تنزانيا، على أرضية جيدة، وفي ظروف مختلفة عما عشناه في بانغي. مصيرنا بين أيادينا".