قال حارس عرين أسود الأطلس والوداد البيضاوي نادر لمياغري، إن موقعة بانغي ستكون حاسمة ومؤثرة، وأكد أن المنتخب الوطني سيسعى إلى العودة بثلاث نقط من إفريقيا الوسطى، وأنه لن يرحل إلى العمق القاري من أجل الدفاع طيلة أطوار المباراة بحثا عن تعادل، مشيرا إلى أن الهجوم خير وسيلة للدفاع. في هذا الحوار الذي أجرته «المنتخب» مع الحارس الأول في البطولة المغربية مباشرة بعد موقعة ملعب المنزه ضد الترجي التونسي برسم منافسات كأس عصبة الأبطال الإفريقية، يرى نادر أن موقعة بانغي لا تختلف كثيرا عن مباراة تونس، لأن الهزيمة ممنوعة هنا وهناك، وأضاف أن الفوز الكبير على المنتخب الجزائري رسميا والمنتخب السنيغالي وديا، يقدم إشارات على الحالة الصحية للمنتخب الوطني الذي قال عنه إنه يسير في خط تصاعدي. الحوار مع نادر جذبنا نحو ما تبقى من مشوار إفريقي للوداد خاصة المباراة القوية أمام الأهلي المصري، وجرنا لفهم سر إرتفاع عدد الوداديين المنادى عليهم للإنضمام للفريق الوطني. - المنتخب: ما هي قراءتك لمباراة بانغي والتي ستجمع المنتخبين المغربي بمنتخب إفريقيا الوسطى؟ لمياغري: لحد الساعة ما زال التأهيل إلى نهائيات كأس إفريقيا معلقا، علينا أن نفوز على منتخب إفريقيا الوسطى في عقر داره أو العودة بالتعادل على الأقل لتأمين التأهيل بنسبة كبيرة شريطة الإنتصار في المباراة الأخيرة، الخصم محترم لأنه عكس ما توقعه البعض مباشرة بعد إعلان قرعة المجموعات، إستطاع أن يؤكد انتهاء العمل بتصنيف المنتخبات ، الآن لا فرق بين منتخب ضعيف وآخر قوي، إذن علينا أن نرحل إلى بانغي من أجل الإنتصار وأن نؤمن بحظوظنا لتحقيق هذه النتيجة، وإذا عدنا بتعادل فهو أيضا نتيجة إيجابية. - المنتخب: تقصد أن الهدف ليس هو العودة بالتعادل؟ لمياغري: بالتأكيد لأن أي فريق أراد أن يبحث عن التعادل دون أن تكون له نوايا هجومية فإنه سيلعب بالنار، من الصعب جدا أن تقضي تسعين دقيقة أو أكثر في الدفاع عن مرماك لأن الخطأ وراد، إذن الغاية هي الإنتصار في قلب بانغي، وإذا حصل التعادل فهو أمر جديد. - المنتخب: الإنتصار في مباراة دكار الودية جعل اللاعبين يؤمنون بحظوظهم في موقعة بانغي؟ لمياغري: أولا لعبنا في ظروف مختلفة عن المعهود، ففي دكار خضنا المباراة ونحن صائمون، ومجموعة من اللاعبين لم يكن لهم سابق معرفة باللعب في ملاعب إفريقية، رغم ذلك حققنا الفوز وزكينا الإنتصار الذي تحقق في مراكش أمام المنتخب الجزائري، لكن رغم الطابع الودي للمباراة التي جمعتنا بالمنتخب السنيغالي، فإن الفوز بها كان مهما على الجانب المعنوي للاعبين، كما أنها ساعدت بعض اللاعبين على تكوين فكرة على ما سنجده في بانغي. - المنتخب: فاجأ منتخب إفريقيا الوسطى منتخبنا بالرباط، حين قدم عرضا جيدا أحرج الفريق الوطني وجعله يضرب ألف حساب لهذا المنتخب/النكرة، هل تغيرت نظرتك للخصم بعد مباراة الذهاب؟ لمياغري: في مباراة الذهاب كان الخصم مجهولا، لم تكن لدينا أي فكرة حوله، فكان نوع من الإستخفاف بالخصم، حينها لم يكن المدرب غيرتس قد تسلم مهامه، الآن تغيرت الأمور والنتائج التي حققها منتخب إفريقيا الوسطى جعلت بقية المنتخبات تغير نظرتها للأمور، رغم أنه لا فرق بين منتخب كبير وآخر صغير، فقد أكدت التجارب أن الفرق التي كانت تصنف كفرق صغرى قد تغيرت وأصبح الجميع متساويا في الحظوظ. - المنتخب: يعاني منتخبنا من غياب بعض العناصر المتمرسة بالأجواء الإفريقية، ألا يقلقكم هذا الطارئ؟ لمياغري: لا أظن لأنه أمام الناخب الوطني خيارات عديدة، فإذا غاب الشماخ حضر العرابي، وحين يغيب هرماش يحضر برابح إلى غير ذلك من الخيارات التي تجعل عمل المدرب غيرتس سهلا، لاحظ أن أي لاعب يضع فيه الناخب الثقة إلا ويقدم أداء جيدا، حينما غاب اللاعب تاعرابت قبيل مباراة الجزائر كان البديل السعيدي في المستوى، إذن لكل لاعب قطعة غيار بديلة. - المنتخب: هل سبق لك زيارة دولة إفريقيا الوسطى؟ لمياغري: لا أبدا لم يسبق لي أن لعبت أي مباراة سواء مع الوداد أو المنتخب في بانغي وفي مدينة أخرى من هذا البلد، لكن الأصداء التي وصلتنا تقول إن الوضع صعب في بانغي لا وجود لظروف استقبال جيدة الأحوال يرثى لها، لذا فكر المسؤولون في هذا المشكل وقرروا اقتناء أفرشة واصطحاب طباخ كي لا نشعر كلاعبين بصعوبة الإقامة، ونخلق ظروف الإعداد للمواجهة الحاسمة، وحتى وإن كنت لم أزر هذا البلد فقد تمكنت رفقة الوداد أو المنتخب من التعرف على دول مشابهة لإفريقيا الوسطى، أو مناطق أسوأ حالا من هذا البلد، لكن بالعزيمة يمكن تجاوز كل الصعوبات. - المنتخب: وجود عدد كبير من لاعبي الوداد ضمن المنتخب، هل بسبب تألق الوداد أم لتتبع هذا الفريق باستمرار من طرف المدرب غيرتس؟ لمياغري: النتائج التي حققها الوداد في بداية الموسم الرياضي الحالي على مستوى المنافسات القارية بالخصوص، دفعت الناخب الوطني غيرتس إلى متابعة فريقينا الوقوف على مستوى كثير من اللاعبين المتميزين، وبالتالي دعوتهم لحمل القميص الوطني، وهنا لا بأس من التنويه بمدرب الفريق الوطني الذي أتاح الفرصة للاعبين المحليين، ففي بعض المعسكرات التدريبية كان عدد المحليين يتعدى ثمانية عناصر، بعد أن كان الأمر في السابق يقتصر على حراس المرمى الذين لوحدهم يمارسون في البطولة المغربية، إن غيرتس لن ينادي على أي لاعب لحمل قميص المنتخب إذا لم يكن في قمة الجاهزية، لذا لا يمكن محاباة أي لاعب حين يتعلق الأمر بالفريق الوطني. - المنتخب: بعيدا عن مباراة بانغي، ما هي توقعات للمجموعة الثانية بعد تعادل الوداد في تونس والأهلي في الجزائر؟ لمياغري: بعد أن أجرينا مباراة قوية في تونس أمام الترجي سنقلب صفحة عصبة الأبطال الإفريقية للتركيز على إقصائيات التأهيل لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، لكن لا بد من الإشادة بلاعبي الوداد لأنهم تمكنوا من انتزاع تعادل هام جدا من فم الترجي وفي ملعب المنزه، مما منحنا فرصة التطلع إلى النصف النهائي، وأشكر اللاعبين على أدائهم البطولي أمام الترجي وإذا سرنا على نفس المنوال أمام الأهلي والمولودية فإننا سنكون على رأس المجموعة الثانية. - لكن الخصم القادم هو الأهلي المصري، كيف تتوقع المواجهة المغربية المصرية؟ لمياغري: الأهلي المصري فريق ألقاب، له حضور جيد في المنافسات القارية وخاض نهائيات كأس العالم للأندية، بل إنه يحمل لقب نادي القرن، وهذا يكفي لمعرفة خصم الوداد، صحيح أننا تعادلنا مع الأهلي في ميدان الكلية الحربية في أولى مباريات دور المجموعات بثلاثة أهداف لمثلها، لكن المباراة القادمة ستكون حاسمة وسيضطر الخصم إلى الخروج من قواعده لأن الإنتصار هو المبتغى. - المنتخب: أين تكمن قوة الأهلي مقارنة مع الترجي؟ لمياغري: للأسف في المجموعة الثانية التي نتواجد فيها تعرف تنافسا قويا بين فرق لها حضور في نهائيات كأس عصبة الأبطال الإفريقية، فالأهلي والترجي لا يقبلان بغير الوصول إلى النهائي عكس المجموعة الأولى، لهذا علينا أن نستعد للأهلي ونعتبر مباراته حاسمة، فالإنتصار سيرسم لنا الطريق نحو نصف النهائي ويجعل مباراتنا الأخيرة في التصفيات ضد المولودية أقل ضغطا. - المنتخب: الأهلي بدوره يعرف أنه سيكون أمام مباراة حياة أو موت؟ لمياغري: الجمهور الودادي هو الذي سيحسم المواجهة ضد الأهلي، فهو اللاعب رقم 12 الذي سيحفز اللاعبين وسيساندهم على امتداد أطوار المباراة، وأنا على يقين بأن جماهير الوداد ستكون مؤثرة كما حصل أمام الترجي في الدارالبيضاء، حيث ظل دعمها للاعبين متواصلا حتى حين كنا منهزمين بهدفين لصفر، أشكر جمهور الوداد على دعمه وعلى تحمله مشقة السفر إلى تونس وإلى أي ملعب يخوض فيه الوداد مباراة سواء محلية أو قارية، أنا على يقين بأنه سيلعب دوره في مباراة الأهلي. - المنتخب: أنت متفائل إذن؟ لمياغري: بالتأكيد، خاصة مع وجود لاعبين منهم من يحمل قميص منتخب الكبار، ومنهم من يحمل قميص المنتخب الأولمبي. - المنتخب: من هو الفريق الذي تريد أن يرافق الوداد إلى نصف نهائي كأس عصبة الأبطال الإفريقية؟ لمياغري: (يضحك) الوداد. حوار: