ساعة الحقيقة بين وداد المدينة القديمة وترجي باب السويقة مباراة الأنفة والعناد بين الترجي والوداد
في المحطة الرابعة من منافسات دوري المجموعات من كأس عصبة الأبطال الإفريقية، يضطر الوداد مكرها لمواجهة الترجي التونسي، الذي يتقاسم معه صدارة ترتيب المجموعة الثانية، في قمة مغاربية أشبه بنهائي قبل الأوان. في ملعب المنزه ستتحدد ملامح المجموعة الثانية، ستظهر نوايا كل فريق وحجم الطموح، وسنعيش جميعا مباراة المصارحة وستدق ساعة الحقيقة، بين فريق تونسي يراهن على تجاوز نكبة الموسم الماضي وفريق مغربي يستعيد تدريجيا مكانته القارية. لهواة لعبة الحسابات، فإن الفوز سيمنح صاحبه تأشيرة العبور إلى المربع الذهبي، أو بتعبير أفضل سيضع قدما في دور النصف، لكن المباريات الأخيرة للوداد خارج قواعده كشفت على أن امتياز الأرض والجمهور ليس دافعا للفوز. الزرقة التالية تقدم قراءة متأنية لمباراة بملامح ديربي مغاربي. حسابات الربح والخسارة يحتل فريقا الوداد البيضاوي والترجي التونسي صدارة المجموعة الثانية برصيد خمس نقاط مع امتياز للفريق المغربي بفارق الأهداف، بينما يحتل الأهلي المصري المرتبة الثانية بأربع نقاط يليه مولودية الجزائر بنقطة واحدة، أي أن الفريق المصري يراقب الوضع بكثير من الإهتمام ويراهن على نتيجة المنزه لإعلان نفسه فريقا ثانيا بعد الإطاحة طبعا بمولودية الجزائر متديل الترتيب، لكن الوداد والترجي على حد سواء يعرفان أن النقاط الثلاث للمواجهة هي الكفيلة بتأمين الوضع، لأنه في حالة فوز الوداد أو الترجي فإن الرصيد يرتفع إلى ثمانية، أي أنه ما يفصل الترجي أو الوداد عن دور النصف هو فوز من مباراتين، حيث يستقبل الوداد الأهلي المصري ويرحل إلى الجزائر لملاقاة المولودية، بينما يستقبل الترجي المولودية ويرحل إلى مصر لمواجهة الفريق المصري، ولأن هذه الرحلة هي الأكثر «شقاوة» فإن الفريق التونسي يريد أن يطمئن على رصيده قبل الإنتقال إلى القاهرة، نفس الحلم يطال ممثل الكرة المغربية في هذه المجموعة، حيث يريد أن يحصل من مبارياته الخارجية على تعادل كأقل محصول، على أن يملأ رصيده في المباريات الداخلية رغم عثرة الترجي. لاغالب لا مغلوب في الدارالبيضاء حول الوداد هزيمته أمام الترجي التونسي في الدارالبيضاء بهدفين لصفر إلى تعادل، وهو إنجاز كبير أكد أن الفريق المغربي قادر على قلب الموازين واستبدال الخسارة بتعادل كاد أن يتولد عنه فوز كبير لولا سوء الطالع، التونسيون مسحوا تراجعهم في الحكم لكن مجريات المباراة أكدت أن الوداد كان يملك قوة دفع من الخلف عبارة عن صيحات أزيد من خمسين ألف مشجع، وكان يملك أيضا خطا هجوميا ناريا قادرا على استبدال دمعة الحزن بالإبتسامة. تبين لمدربي الفريقين معلول ودوكاسطيل من خلال قراءة أولية لمباراة الذهاب، أن خللا في خط الدفاع قد غير ملامح المباراة، وقال مدرب الترجي إن الوداد «كغيره من الأندية التي واجهناها في المباريات السابقة يملك نقاط قوة تتمثل في وسط ميدانه الهجومي من الجهة اليسرى ونقاط ضعف تشمل خط دفاعه»، نفس الملاحظة عبر عنها دوكاسطيل في الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة، إذ أشار إلى وجود اختلالات في خط الدفاع الذي قال عنه إنه في طور الصيانة.. إذن نحن أمام فريقين بنفس نقط القوة والضعف، وبالتالي فإن تفاصيل صغيرة قد تغير ملامح المواجهة. كيف استعد الترجي لمعركة الإياب؟ خاض الترجي مباراة ودية إعدادية ضد نادي بجايةالجزائري الذي يقيم معسكرا تدريبيا في عين دراهم، معلول إختار قياس درجة الإستعداد في الفترة المسائية أي في نفس توقيت المباراة، وركز على التعديلات التي يريد إدخالها على مجموعته استنادا إلى قراءته في مخلفات مباراة الذهاب، المباراة الودية انتهت بالتعادل هدفان في كل مرمى، وعرفت بعض التعديلات على تشكيلة الترجي مقارنة بمباراة الدارالبيضاء، بحكم تأهل يوسف المساكني بعد تخلفه لأسباب صحية عن مواجهة الدارالبيضاء، وسيشكل بانانا ثنائيا في محور الدفاع إلى جانب شمام، مقابل إسناد خطة ظهير أيمن لكوليبالي فإن يايا بانانا سيلعب إلى جانب وليد الهيشري في محور الدفاع مقابل الإبقاء على خليل شمام من الجهة اليسرى. ويركز معلول بدرجة أولى على التحصينات الدفاعية، إذ يردد في خرجاته الإعلامية على ضرورة إرباك الوداد مبكرا لتكرار سيناريو الجولة الأولى من موقعة الدارالبيضاء، مع التحذير من من رد فعل خط الوداد الأمامي وعدم الوقوع في الأخطاء التي حصلت بالدارالبيضاء. وعبر معلول عن أهمية المباراة وقال إن التركيز سيكون على كسب النقاط ولو على حساب جمالية اللعب، وأشار إلى أن عودة نجم الفريق لمساكني من شأنها أن تدعم المجموعة وتخلق التوازنات المطلوبة. الوداد في المنزه بأي زاد وعتاد يراهن الوداد على كسب نقط المباراة، أو على الأقل العودة إلى الدارالبيضاء بأقل الأضرار، أي التعادل الإيجابي، ويسعى الفريق المغربي إلى استثمار عامل تقليص عدد المتفرجين لخفض حماس لاعبي الخصم، لا سيما وأن الخمسين ألف متفرج التي دعمت الوداد في مباراة الذهاب كان تشجيعها حاسما ومؤثرا في نتيجة المباراة. يعرف دوكاسطيل أن المنزه ليس منتزها للوداديين، وأن المباراة ستكون بمثابة منعرج هام في مسار الوداد في الإفريقي، لذا ظل يبحث عن وصفة لوقف المد الهجومي للترجي، بناء على مخلفات مباراة الذهاب مع وضع اللاعب لمساكني في الحسبان، وإذا كان معلول قد استعد للوداد بمباراة ودية فإن المدرب السويسري ليس له متسع من الوقت لترميم صفوف فريقه، لذا اعتمد على المباريات الرسمية لترميم صفوفه، حيث أنه حاول في المباراة الأخيرة أمام اتحاد الخميسات في افتتاح البطولة الإحترافية المغربية، إختبار بعض الميكانيزمات التي سيعتمد عليها في موقعة المنزه، وعلاج بعض النقائص قبل الموعد القاري. دوكاسطيل يبحث عن وصفة دفاعية يعاني الوداد من نقص على مستوى الظهير الأيسر بعد انتقال اللاعب السقاط إلى عالم الإحتراف، لكن اللاعب لمسن ظل يشكل جوكر دوكاسطيل القادر على ملء كل الفراغات الدفاعية، لكن المشكل يكمن في محور الدفاع الذي يشغل بال المدرب، فقد دشن منافسات كأس عصبة الأبطال بثنائية رابح/العمراني أمام الأهلي المصري في القاهرة وضد مولودية الجزائربالدارالبيضاء، قبل أن يبحث عن ثنائيات أخرى كبنكجان/رابح أمام الترجي التي افتقدت للتجانس، قبل أن يعدلها المدرب دوكاسطيل ويرمي بالرامي إلى المختبر إلى جانب رابح، ومن غير المستبعد أن يخوض الوداد نزاله بشاكلة تختلف نسبيا عن التشكيلة التي واجهت اتحاد الخميسات بالرغم من عدم تلقي الوداد لأي هدف، وهو مؤشر إيجابي بعد أن عانى الفريق من إشكالية حقيقية جعلت مرماه في غير مأمن من الأهداف. قلق من التحكيم الكامروني منذ تعيين الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم الثلاثي التحكيم الكامروني المكون من أليو نيان كحكم رئيسي ويساعده كل من إيفاريست ميكواند وموسى يانوسات، وندي كريستوفر حكما رابعا لإدارة المقابلة التي ستجمع الترجي بالوداد على أرضية ملعب المنزه، بدأ القلق يساور الوداديين، خاصة وأن الطاقم ذاته سبق له أن قاد المباراة التي جمعت بين فريقي الإفريقي التونسي والزمالك المصري، أي أن له سابق معرفة بالأجواء التونسية، وبالتالي سيعمل على حد تعبير مجموعة من مسؤولي الوداد على نيل صكوك البراءة بعد الأحداث التي ترتبت عن مباراة الإفريقي والزمالك، لكن وعلى الرغم من العلاقات الجيدة التي تربط الوداد بالترجي، إلا أن مسؤولي الفريق التونسي انتقدوا التحكيم خلال مباراة الذهاب وقالوا إنه موالي للوداد، بعد أن تحولت الهزيمة إلى تعادل بطعم الإنتصار. حرب في الفايسبوك منذ نهاية مباراة الذهاب بالتعادل، تحولت صفحات الموقع الإجتماعي الفايسبوك إلى ميدان لحرب كلامية بين المغاربة والتونسيين، بل إن أنصار الترجي طالبوا برفع الحضر المفروض عليهم والقاضي بتحديد عدد المتفرجين المسموح لهم بمتابعة المباراة لدواعي أمنية. جماهير الترجي تتوعد وتشحن بعضها البعض للتهجم على مناصري الوداد في موقعة المنزه، ووصلت حدة التهديد أقسى درجاتها حين طالب أحدهم في بعض المنتديات والمواقع التونسية من اللاعبين التونسيين وإداريي الفريق معاملة بعثة الوداد وجمهورها بقسوة واستفزاز ردا منهم على تبعات مباراة الذهاب التي حاول البعض تحويلها إلى دراما، علما أن تاريخ الفريقين شهد دراما أخطر قبل عامين بعد أن تعرض محب ودادي إلى التعذيب وهو ما نقلته مواقع الأنترنيت بشكل يثير القلق. فلنجعل الروح الرياضية عنوانا لمباراة مغاربية بين وداد الأمة وترجي باب السويقة.