قدمت جامعة كرة القدم ما يشبه تبرئة الذمة في قضية العشب الاصطناعي الذي ظل منذ اعتماده موضع جدل في الأوساط الكروية، وخلصت المداخلات إلى الإشادة بالعشب الاصطناعي والذي يتماشى والمواصفات الفرنسية وضوابط الاتحاد الدولي لكرة القدم، واعتبر المتدخلون أن الملاعب الأربعة التي تمت تكسيتها بالعشب الاصطناعي بكل من تطوان وسلا ووجدة ومكناس تتماشى والشروط المنصوص عليها في دفتر التحملات، وأن الاختبارات الضرورية للحصول على شهادة الجودة المعروفة بسطار 2 في طور الإنجاز، وسيتم حسب المتدخلين تمكين الجامعة والأندية التي تستقبل على ملاعب مكسوة بعشب اصطناعي من آليات الصيانة الضرورية ابتداء من شهر ماي القادم، كما ستنظم دورات تكوينية لكل من له صلة بهذا العشب، وعلى امتداد مدة الضمانة المحددة في ثلاث سنوات ستقوم المقاولة بإصلاح كل الاختلالات الحاصلة، كما تعهدت المقاولة برصد مبلغ مالي قدره 125 ألف درهم سنويا لصيانة كل ملعب بعد انتهاء فترة الضمانة وعلى امتداد خمس سنوات. وكان اللقاء الذي احتضنه فندق هيلتون بالرباط بعد زوال يوم الأربعاء الماضي، فرصة لتقييم تجربة تعشيب بعض الملاعب المغربية بالعشب الاصطناعي، بمشاركة خبراء في المجال معتمدون من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم، ومكتب الدراسات الفرنسي أوسموس، ومختبر المراقبة لابو سبور، وعلى امتداد ثلاث ساعات ونصف تناوب على منبر الخطابة كل من دومينيك بواسنار وميشال رافيار وماركوس كيلير وعبد الله بوحوش ممثل وزارة التجهيز المشرفة على عملية التعشيب. وعزا الخبراء المتدخلون أسباب النزول في التقلبات المناخية التي تعرفها المنطقة ومشكل الماء، وصعوبة الصيانة بالنسبة للعشب الطبيعي، وأكدوا أن التخوف غير مبرر لوجود تطور في تصنيع العشب الاصطناعي الذي تم اختراعه في الولاياتالمتحدةالأمريكية سنة 1965 قبل أن يتم تطويره إلى عشب مطعم بالرمال في أستراليا، وفي بداية الثمانينات تم اعتماد عشب من الفئة الأولى وتم تطويره في التسعينات ليحمل اسم الفئة الثانية من العشب، ومنذ سنة 1999 شرع العمل بالعشب من الفئة الثالثة أو ما يعرف بالجيل الثالث، وتحدث المتدخلون عن بعض التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالعشب الاصطناعي ومكوناته كسرعة الكرة، وسلامة اللاعبين، مما جعل الكثير من الحاضرين يعجزون عن مجاراة طبيعة الخطاب المغرق في التقنية، بل إن العربي بن الشيخ الكاتب العام للجامعة يتدخل ليؤكد للحضور على ضرورة فهم أدق جزئيات هذا العشب الدخيل على الممارسة الكروية قبل الحديث عن مساوئه، وأبرز دومنيك بأن كل اللاعبين الذين يحلون ضيوفا على الملاعب ذات العشب الاصطناعي يجب أن تملأ له استمارات بعد كل مباراة من أجل تقييم حقيقي للعشب، ليخلص إلى القول بأن العشب الاصطناعي ليست له مضاعفات سلبية على اللعب واللاعب. ومن خلال المناقشات التي أعقبت العروض أكد المتدخلون على أن اللاعبين المغاربة يعانون من مضاعفات البساط الجديد، وتساءل أحد الزملاء عن مصير التقرير الذي أنجز من طرف الجامعة، بعد الزيارة الميدانية لمجموعة من الملاعب الأوربية، خاصة فيما يتعلق بارتفاع درجة حرارة العشب عند تعرضه لحرارة تفوق 30 درجة، كما تساءل البعض عن صعوبة التوفيق بين التداريب على العشب الطبيعي واللعب على أرضية ذات عشب اصطناعي، فضلا عن مداخلات أبدت تخوفاتها من طول مدة استرجاع اللياقة البدنية بعد كل مباراة وعدد الإصابات التي تترتب عن كل لقاء على أرضية اصطناعية العشب. ووجه امحمد أوزال نائب رئيس الجامعة كعادته انتقادات للصحافة ودعا الإعلاميين إلى وقف غاراتهم على العشب، والتعامل معه كوافد جديد بما يلزم من شروط الضيافة.