عادت الشكوى من الإنعكاسات السلبية للعشب الإصطناعي، الذي استخدم في عدد من الملاعب، لتطل من جديد على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بعد أن تزايد عدد المترددين على أطباء الفرق، إثر تعرضهم لإصابات، سواء خلال الحصص التدريبية، أو بعد كل مباراة. وأثار هذا الموضوع نقاشا ساخنا في الساحة الرياضية، إذ توزعت المواقف بين متريثة في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، وبين من سارعت إلى الحكم بأن هذه التجربة "فاشلة"، ما جعل الجامعة الملكية تخرج عن صمتها، إذ أقرت على لسان نائبها امحمد أوزال أنها توصلت ببعض الملاحظات بشأن فعالية العشب الاصطناعي وتأثيره على مردودية اللاعبين وتعرضهم للإصابات أثناء المباريات، قبل أن تؤكد بأن ملاعب مدن سلا ومكناس وتطوان ووجدة جرى تجهيزها بعشب اصطناعي يستجيب للمعايير الدولية التي يحددها الإتحاد الدولي لكرة القدم. "" وأشار نائب الرئيس إلى أن جميع التدابير اتخذت للحفاظ على صحة اللاعبين والحكام سواء أثناء التداريب أو المباريات الرسمية، التي تجرى على أرضية الملاعب المجهزة بالعشب الاصطناعي، من خلال وضع دفتر تحملات تراعى فيه جميع الخصوصيات. وأضاف امحمد أوزال، خلال ندوة صحفية مساء أمس الأربعاء بالرباط، أن الجامعة اعتمدت في اختيارها لنوعية هذا العشب الاصطناعي على شهادات مطابقة للجودة أنجزها مكتب دراسة ومختبر دولي معترف بهما من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم. وأبرز أوزال أن جميع أشغال تعشيب هذه الملاعب جرى إنجازها وفقا للمعايير الفرنسية التي اعتمدت منذ نونبر سنة 2004 في تجهيز الملاعب الكبرى وطبقا لقوانين وشهادة الاتحاد الدولي (ستار2)، موضحا أن أرضيتها خضعت لجميع الاختبارات وستتسلم الجامعة لاحقا شهادة جودة يجري تجديدها كل سنتين. وذكر بأن الجامعة كانت حددت برنامجا أوليا ينص على إنشاء تسعة مراكز للتكوين وستة ملاعب معشوشبة، إضافة إلى إصلاح الملاعب التي تحتضن مباريات البطولة الوطنية بناء على التشخيص الذي تقدمت به سابقا لجنة مختلطة تضم ممثلين عن وزارة التجهيز والمديرية العامة للجماعات المحلية وقطاع الرياضة والجامعة، وأسندت لوزارة التجهيز مهمة مراقبة تنفيذ مشروع إنشاء مراكز التكوين وإصلاح وترميم وتجهيز الملاعب بالعشب الإصطناعي. وبناء على مشاورات مع مختبرات دولية جرى تجهيز ملاعب "الانبعاث" بأكادير، و"الحارثي" بمراكش، و"18 نونبر" بالخميسات، و"الشيخ لغظف" بالعيون، و"المسيرة" بآسفي، و"الفتح" بالرباط بالعشب الاصطناعي، في حين سيجري تجهيز الملعب "البلدي" بالقنيطرة بالعشب الاصطناعي، في إطار برنامج الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، "الربح في إفريقيا مع إفريقيا". وأكدت التجارب الأخيرة للعشب الإصطناعي نجاحها، إذ كان الإتحاد الأوروبي لكرة القدم سباقا لدعم هذه الفكرة بعد تجارب ناجحة للعشب الإصطناعي الجديد، كما هو الحال في اسكوتلاندا بملعب ديفرملاين وسالزبورغ بالنمسا والميلو الهولندي. وأثبتت بعض الدراسات أن المخاطر تتضاعف، كلما تعلق الأمر ببلدان ترتفع فيها درجات الحرارة، كما هو الحال بالنسبة إلى المغرب مقارنة بأوروبا، إذ يستنشق اللاعبون بدل الهواء النقي المطاط. ويضاعف هذا المعطى المخاوف من المطاط، خصوصا أنه نجم عنه تأثيرات سلبية على الصحة، إذ كان وراء إصابات بالسرطان ومشاكل في التنفس. وفضلا عن ذلك حذرت دراسة من مخاطر المطاط على الجمهور، ما دفع مصالح الإطفاء في عدد من البلدان إلى النصح بعدم استعمال الجيل الثالث من العشب الصناعي، لما ينطوي عليه من مخاطر في حال شب حريق، إذ يعرقل الدخان عملية إفراغ الملاعب، في حين منعته أخرى.