تنشغل لجنة البنيات التحتية المنبثقة عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بملف ملعب الحارتي بمراكش، الذي يوجد عشبه الاصطناعي في وضعية تقلق لاعبي ومؤطري ومسؤولي الفريق المحلي. ومن المقرر أن تتخذ الجامعة في الأيام القليلة القادمة، مجموعة من التدابير الوقائية من أجل إصلاح الوضع الحالي وتقليص الخسائر البشرية المترتبة عن سوء أرضية الملعب، في ظل ارتفاع حالات الإصابة في صفوف اللاعبين الذين يخوضون مبارياتهم أو تداريبهم على أرضية هذا الملعب. وقال عضو بلجنة البنيات التحتية التي يرأسها عبد الإله أكرم رئيس الوداد البيضاوي، إن الجميع قد آمن بأن حالة أرضية ملعب الحارتي بمراكش تبعث على القلق وأنها تشكل إحدى معيقات ملف التأهيل في شق البنيات التحتية، مبرزا أن الجهود مبذولة من أجل إصلاح الوضع. وعلمت «المساء» أن الجامعة بصدد تهييء مراسلة في الموضوع إلى مصالح وزارة التجهيز التي أشرفت على المشروع، لمطالبتها بالالتزام ببنود دفتر التحملات، خاصة في ما يتعلق بجانب الصيانة البعدية، إذ تلتزم الوزارة بتوفير آليات الصيانة الخاصة بنوعية العشب، مع تمكين كل نادي منها مباشرة بعد تدشين الملعب، حتى تكون الصيانة مطابقة لدفتر التحملات. وقررت الجامعة التدخل بشكل استعجالي لإصلاح ما يمكن إصلاحه في ملعب مراكش، وذلك بإزاحة الكمية الكبيرة من المطاط التي تغطي البساط الاصطناعي، وهي العملية التي قال مصدرنا إنها لا تتجاوز أسبوعا. وقال أحد لاعبي الفريق المراكشي، إن العديد من الأعطاب قد لحقت اللاعبين من جراء هذا العشب، خاصة بعد أن أقدم أحد حراس الملعب على صب كمية كبيرة من المطاط فوق أرضية العشب الاصطناعي دون استشارة أحد، وأضاف اللاعب المراكشي، أنه من الصعب على أي لاعب الركض فوق عشب الملعب إذا كانت الحرارة مرتفعة ، علما أن المخاطر تتضاعف، كلما تعلق الأمر ببلدان ترتفع فيها درجات الحرارة، كما هو الحال بالنسبة إلى المغرب مقارنة بأوروبا، إذ يستنشق اللاعبون بدل الهواء النقي المطاط. وقال عضو بالمكتب المسير للكوكب المراكشي، إن الفرع لم يتردد في توجيه العديد من الشكايات في الموضوع إلى الجامعة السابقة والحالية، من أجل التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وكان عبد الله أبو القاسم رئيس حسنية أكادير، قد طرح خلال الجمع العام الأخير للجامعة سؤالا حول ملعب الحارتي، نيابة عن مسؤولي الكوكب المراكشي، دون أن يجد ردا شافيا، علما أن رئيس الحسنية عبر في الجمع العام الأخير لفريقه عن رفضه التام للعشب الاصطناعي الذي اقترحته الجامعة لإعادة تعشيب ملعب الانبعاث، واعتبره غير ذي جدوى ولا يتلاءم مع الجو الطبيعي للمدينة، وأن أضراره أكثر من منافعه خصوصا إذا كان مثل عشب ملعب الحارثي بمراكش، أما إذا كان مثل عشب المعمورة أو القنيطرة فمرحبا به ، يقول أبو القاسم ، لأنه يتوفر على الشروط الدولية. عادت الشكوى من الإنعكاسات السلبية للعشب الإصطناعي، الذي استخدم في عدد من الملاعب، لتطل من جديد على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بعد أن تزايد عدد المترددين على أطباء الفرق، إثر تعرضهم لإصابات، سواء خلال الحصص التدريبية، أو بعد كل مباراة، بالرغم من دفوعات المشرفين على ملف التأهيل الذين أكدوا وجود شهادات مطابقة للجودة أنجزها مكتب دراسة ومختبر دولي معترف بهما من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم.. يذكر أن ملاعب مدن سلا ومكناس وتطوان ووجدة جرى تجهيزها بعشب اصطناعي يستجيب للمعايير الدولية التي يحددها الإتحاد الدولي لكرة القدم، هي أقل ضررا من عشب ملعب الحارتي، لكن عشب الملعب البلدي بالقنيطرة الذي أنجز في إطار مشروع «الربح في إفريقيا مع إفريقيا» المنجز من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم يعتبر الأفضل.