" ....فحري بمناظرتكم الانكباب على مسألة حيوية عنوانها العريض، الحاجة الملحة لقطاع الرياضة إلى تعزيز بنياته التحتية..." كان هذا جزءا من الرسالة الملكية السامية الموجهة للمشاركين في المناظرة الوطنية للرياضة، ومن خلالها يتضح أن الرسالة الملكية وضعت يدها على أحد الإشكالات الرئيسية التي تعيق تقدم الرياضة المغربية، وفي هذا الإطار نجد كرة القدم التي تعتبر قاطرة باقي الرياضات الأخرى. ملعب سانية الرمل أو لامبيكا كما يحلوا للجماهير التطوانية تسميته، يعد أحد البنيات الرياضية التي توجد بمدينة تطوان والموضوع تحت تصرف فريق المغرب التطواني قصد المنافسة في بطولة النخبة، هذا الملعب الذي يشكوا من إهمال متواصل منذ ما يزيد عن سنتين، أي منذ تم إقفال المنصة المغطاة في وجه الجماهير. كيف تم إغلاق المنصة ؟ وهل كان إغلاقها لاستعمالها كورقة انتخابية من طرف المجلس السابق ؟ ولماذا لم يتم الالتزام ببنود الفصل 21 من الاتفاقية المبرمة بين الجامعة ووزارة الداخلية ؟ وما هو موقف المجلس الجماعي من هذه الوضعية ؟ ملعب سانية الرمل أو لامبيكا كما يحلوا للجماهير التطوانية تسميته، يعد أحد البنيات الرياضية التي توجد بمدينة تطوان والموضوع تحت تصرف فريق المغرب التطواني قصد المنافسة في بطولة النخبة، هذا الملعب الذي يشكوا من إهمال متواصل منذ ما يزيد عن سنتين، أي منذ تم إقفال المنصة المغطاة في وجه الجماهير. كيف تم إغلاق المنصة ؟ وهل كان إغلاقها لاستعمالها كورقة انتخابية من طرف المجلس السابق ؟ ولماذا لم يتم الالتزام ببنود الفصل 21 من الاتفاقية المبرمة بين الجامعة ووزارة الداخلية ؟ وما هو موقف المجلس الجماعي من هذه الوضعية ؟ ملعب سانية الرمل : تاريخ وعراقة يعود بناء ملعب سانية الرمل والمعروف عند الجماهير التطوانية بلامبيكا لسنة 1913 على يد المهندس الأندلسي الراحل ماركيز دي فاريلا و حمل اسم Estadio de Varela أيام مشاركة الفريق التطواني في الدوري الإسباني، أما تاريخ تأسيس ملعب سانية الرمل بتطوان بالشكل الذي هو عليه الآن فيرجع إلى سنة 1943 ودشن في مباراة أتلتيك تطوان و نادي إشبيلية الإسباني ، كما احتضن لقاءات الدوري الإسباني الممتاز موسم 1951/1952 حيث لعب على أرضيته أجود وأبرز اللاعبين الإسبان من نجوم الريال والبرصا خلال تلك الحقبة، وقد عرف إصلاحات على مر الزمن، طالت توسيعه وإضافة المدرجات وخاصة بعد الاستقلال على يد القائد احمامو.. وكان ملعب سانية الرمل يصنف من أحسن الملاعب المغربية خلال الستينات والسبعينات احتضن خلالها بعضا من مباريات المنتخب الوطني بالنظر إلى جودة أرضيته وكبره حجمه مقارنة بباقي الملاعب آنذاك. ملعب سانية الرمل يبكي ماضيه الجميل بعد أن تلاعبت به أيادي التهميش والإهمال وأصبحت منصته المغطاة معرضة بين الفينة والأخرى للسقوط رغم تحركات المسؤولين لإعادة تجديدها، إلا أن وعودهم وتصاميمهم ظلت حبيسة الأدراج دون حراك. الفصل 21 من الاتفاقية المبرمة بين الجامعة ووزارة الداخلية بمقتضى عقد البرنامج الموقع بتاريخ 07 يونيو 2005 بين الدولة ممثلة في مديرية الجماعات المحلية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وخاصة الفصل 21 منه واعتبارا لدور الجماعات المحلية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفي صيانة التجهيزات والبنيات التحتية التي تدخل ضمن اختصاصاتها تم الاتفاق بين الأطراف المتعاقدة على ضرورة تطوير كرة القدم الوطنية والتي تتطلب تحقيق الشروط التالية : - إعادة تأهيل الملاعب وجعلها مطابقة للمعايير الدولية. وفي هذا الإطار تم الاتفاق بين المديرية العامة للجماعات المحلية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حول برنامج محدد لتجديد وإعادة تأهيل الملاعب التي تستعملها المجموعة الوطنية لكرة القدم ويأخذ البرنامج ضمن أولوياته ما يلي : - تجديد وإصلاح العشب طبقا لمقتضيات ممارسة كرة قدم النخبة الوطنية. - التجديد الشامل لكل محتويات الملاعب وتخص ) مستودعات الملابس – المرافق الصحية – المنافذ – وسائل راحة وأمن الجمهور والصحافة...( ..............وكذا لتطلعات الجمهور والممولين والصحافة..... - تجهيز الملاعب بنظام الإنارة مطابق للمواصفات التقنية المنصوص عليها في الأنظمة الجاري لها العمل. - صيانة الملاعب : يجب ضمان صيانة البنيات التحتية الرياضية بشكل دائم ومستمر من طرف مؤسسات مختصة في الميدان. - وضع الملاعب رهن إشارة الأندية......... - الوعاء العقاري : استنادا للفصل 21 من عقد البرنامج، تقوم الجماعات المحلية – حسب إمكاناتها المالية والعقارية – لتعبئة العقارات الضرورية لإحداث مراكز تكوين اللاعبين وتكسية الملاعب بالعشب الاصطناعي....... القرار رقم 214/ 2008 مجلس الجماعة الحضرية السابق كان قد ناقش وبشكل مستفيض خلال دورته العادية لشهر فبراير 2008 الاتفاقية المبرمة بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ومديرية الجماعات المحلية حيث أشار خلالها العضو مصطفى الدامون إلى معضلة المدرجات العمومية التي تفتقر للمرافق الصحية والتي لا توجد إلا بالنسبة للمنصة المغطاة، كما رأى أن ملعب سانية الرمل لا يستجيب لمتطلبات الوقت خاصة بعد أن أصبح يتموقع بين طريقين رئيسيين والمرافق الخارجية تقريبا منعدمة، أما العضو عمر أشهبار فقد أشار إلى استغرابه من أن مدينة تطوان ورغم ما تعرفه من تطور عمراني وسكاني كبير فإن ذلك لا يوازيه تطور على مستوى البنية التحتية وخاصة الرياضية، وفي رد على مجمل التدخلات كان رئيس الجماعة الحضرية آنذاك رشيد الطالبي العلمي قد دافع عن هذه الاتفاقية في معرض كلامه " ....ففي المادة الثانية إعادة تأهيل الملاعب وجعلها مطابقة للمعايير الدولية، تجديد وإصلاح العشب طبقا لمتطلبات كرة القدم النخبة الوطنية.... هذا هو الهدف من هذه الاتفاقية إضافة إلى مسألة أخرى وهي التجديد الشامل لكل محتويات الملاعب إلى غير ذلك ....." وفي آخر النقاش تمت المصادقة بأغلبية المصوتين 19 من أصل 25 وامتناع ستة أعضاء عن التصويت على اتفاقية إطار للشراكة حول تأهيل الملاعب الرياضية المبرمة ما بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والمديرية العامة للجماعات المحلية. تجديد العشب وإهمال باقي المرافق من خلال مصادقة المجلس الجماعي على الاتفاقية الموقعة بين الجامعة الملكية لكرة القدم ومديرية الجماعات المحلية أصبح ملعب سانية الرمل جاهزا لكي يخضع للإصلاحات المدرجة ضمن الاتفاقية ووفق الشروط المحددة، إلا أنه مباشرة بعد نهاية أشغال تكسية الملعب بالعشب الاصطناعي والتي فاقت للمدة المحددة له زمنيا، لم يتم الالتزام بالشروط المدرجة ضمن الفقرة الثانية والثالثة من المادة الأولى – الفصل 21 – حيث تم إهمال المدرجات وخصوصا المنصة المغطاة التي تم إقفالها في وجه الجمهور التطواني مباشرة بعد افتتاح الملعب هذا دون نسيان الإنارة التي لم تكن بمستوى المواصفات المحددة في الفقرة الثالثة حيث كثيرا ما تعطلت واضطرت فريق المغرب التطواني للعب مبارياته نهارا في عز الصيف كما حدث خلال مباراته ضد الفتح الرباطي ضمن ربع نهاية كأس العرش التي جرت نهارا خلال شهر يونيو الماضي. عدم الالتزام بمقتضيات الفصل 21 وفقراته يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول جدوى الإصلاحات التي تمت بملعب سانية الرمل ودور مجلس الجماعة الحضرية السابق باعتباره الممول لعملية الإصلاح في مراقبة الأشغال وإهمال المنصة المغطاة المليئة بالشقوق والمعرضة للإنهيار وعدم إصلاحها في الوقت المناسب حتى تكون جاهزة لاستقبال الجمهور موازاة مع افتتاح الملعب بعشبه الاصطناعي الجديد، بالإضافة إلى باقي المرافق المنصوص عليها في المادة الأولى من الفصل 21. المجلس الجماعي السابق يسوق القضية انتخابيا والجديد يتفقد...!! بولوجك لأرضية الملعب تفاجأ بشعار مكتوب ومعلق على سياج المنصة المغطاة " المنصة مقفولة قصد الإصلاح " وهو ما يدعو للاستغراب خصوصا وأن مدة إقفال المنصة طال تلك الوعود المقدمة بإصلاحها في أقرب وقت حيث يدخل الفريق عامه الثالث على التوالي لخوض منافسات البطولة الوطنية بمدرجات متآكلة رغم النداءات التي رفعها رئيس الفريق التطواني للجهات المسؤولة بالتعجيل لوضع حد لهذه المعضلة التي أضرت بميزانية ومداخيل النادي. رئيس الجماعة الحضرية السابق ولامتصاص غضب الجمهور وربما كان تحضيرا منه للاستحقاقات الانتخابية بادر إلى توقيع اتفاقية مع فريق المغرب التطواني وذلك بتخصيص مبلغ مليار سنتيم لإصلاح المنصة، اتفاقية لم يعرف فحواها ولا بنودها والتزامات كل طرف فيها، حيث تم رفض المصادقة عليها من طرف مصالح وزارة الداخلية لوجود ثغرات قانونية فيها. كما تم وضع تصميم جديد لملعب سانية الرمل والتسويق له إعلاميا من طرف رئيس المجلس الجماعي السابق، والإعلان كذلك عن أن الأشغال ستبتدئ مباشرة بعد نهاية منافسات البطولة الوطنية لهذا الموسم، أي نهاية شهر يونيو المنصرم وهو بالطبع ما لم يتحقق. بدوره رئيس الجماعة الحضرية الجديد كان له زيارة مفاجئة لملعب سانية الرمل على هامش لقاء ربع نهاية كأس العرش ضد الفتح الرباطي حيث تفقد الملعب وجنباته، وهو ما اعتبره بعض المراقبين إشارة على كون المكتب الجماعي الجديد سائر في نهج تقديم الدعم المالي للفريق التطواني على غرار باقي المجالس السابقة خصوصا بعد الإشاعات التي كانت قد صدرت من أكثر من طرف حول توقيف هذا الدعم، كما أعطت تلك الزيارة انطباعا وتفاؤلا على كون كارثة المنصة المغطاة وباقي مرافق ملعب سانية الرمل ستعرف تحركا عن قريب من طرف المسؤولين لرفع التهميش عنها. الرئيس الجديد يكلف نائبه بمتابعة ملف الملعب في إطار استراتيجية العمل الجديدة قام الرئيس الجديد للجماعة الحضرية بتكليف نائبه محمد اصريحن بملف ملعب سانية الرمل ووضع الخطوط العريضة والممكنة لحل معضلته في أقرب وقت. نائب الرئيس كان له حضور خلال الندوة التي عقدها فريق المغرب التطواني يوم 11 غشت الماضي للإعلان عن مكتبه الجديد، حيث أكد خلال تلك الندوة وفي معرضه حديثه عن البنية التحتية الرياضية ومشكل الملعب، بأنه تم الاتفاق مع مكتب دراسات من أجل إجراء خبرة جديدة لملعب سانية الرمل مضادة للخبرة السابقة، مشيرا في نفس الوقت إلى أن حال الملعب سيبقى هذا الموسم على ما هو عليه، قبل أن يطمئن الحاضرين كون أن الاعتمادات المالية موجودة من أجل بناء ملعب جديد، دون أن تفوته الفرصة للتأكيد على أن كل الوعود المقدمة من المجلس الجماعي السابق بتخصيص مليار سنتيم لإصلاح الملعب كانت خيالية وأتت في سياق دعاية انتخابية لا أقل ولا أكثر. السيد : محمد اصريحين: نائب رئيس الجماعة الحضرية والمكلف بملف الملعب : يجب تكتل الجميع لإنقاذ ملعب سانية الرمل في نظركم ما هي الأسباب التي دفعت وزارة الداخلية لرفض الاتفاقية الموقعة بين المجلس الجماعي السابق وفريق المغرب التطواني ؟ بخصوص هذا الملف وبصفتي نائب رئيس الجماعة الحضرية ومكلف بملعب سانية الرمل، فقد توصلنا بتقارير تقول بأن الميزانية التي كانت مخصصة لإصلاح ملعب سانية الرمل قد تم رفضها من طرف وزارة الداخلية، لكن الأسباب الحقيقية وراء ذلك أجهلها لحد الساعة. هل سيتم إصلاح الملعب تحت إشراف الجماعة أم بشراكة مع المغرب التطواني ؟ طبعا، شراكة المغرب التطواني مع المجلس الجماعي السابق ما زالت قائمة، ولكن لم نطلع على بنودها لحدود الساعة، إلا أن الأكيد هو أن المجلس الجماعي وفي إطار استراتيجية التعامل ومن منظور آخر لاتفاقيات الشراكة مع الجمعيات ومن بينها جمعية المغرب التطواني فالأكيد أن هذه الاتفاقية سيتم تجديدها. هل سيتم الاقتصار على إصلاح المنصة أم سيكون شاملا لكل جنبات ومرافق الملعب ؟ لحدود الساعة أقولها وأتحملها مسوؤليتي فيها كاملا، وهو أن التقارير التي توصلنا بها تشير إلى أن ملعب سانية الرمل غير صالح للعب نهائيا، ومن هنا أدعوا كل المعنيين بهذا الملف من سلطات محلية ومنتخبون وغيورين وجمعيات من أجل التكتل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه خلال الموسم الحالي. الجمعية المغربية للصحافيين الشباب