قالت مصادر من حزب التجمع الوطني للأحرار إن عودة مصطفى عكاشة، رئيس مجلس المستشارين، من فرنسا بعد رحلة علاجية دامت حوالي ثلاثة أشهر زرعت الدفء في أوصال الحزب الذي يعيش حاليا جمودا، على خلفية عدم عقد أي اجتماع للجنة المركزية منذ انتخابها في المؤتمر الرابع في ماي من العام الماضي، وعقد اجتماعات»فارغة» للمكتب التنفيذي دون أن تثمر أي نتائج. وعلمت «المساء» أن العديد من أعضاء اللجنة المركزية والمكتب التنفيذي تقاطروا أول أمس الثلاثاء على القاعة الشرفية بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء لاستقبال الرجل الثاني في حزب التجمع الذي قالت مصادر حضرت الاستقبال ل«المساء» إنه عاد في صحة جيدة بعدما عانى من مضاعفات صحية منذ هزيمته أمام مصطفى المنصوري في المؤتمر الرابع للحزب. ويعيش التجمع الوطني للأحرار منذ مغادرة أحمد عصمان حالة من الارتباك بسبب عدم قدرة المنصوري على إحداث التوازن بين جناحيه الرئيسيين، الجناح المؤيد له وجناح مصطفى عكاشة الغاضب من طريقة تعامل المنصوري مع قضية التعيينات في الدواوين الوزارية وتغليب المحاباة والولاء. وقال مصدر مطلع من داخل الحزب إن التحاق وزير الاقتصاد والمالية صلاح الدين مزوار والطالبي العلمي، عضو المكتب التنفيذي، بجماعة الموقعين على بيان 17 يناير لفؤاد عالي الهمة «نداء لأجل كل الديمقراطيين المغاربة»، وتعيين العلمي منسقا لمنطقة الشمال، وقبلهماانضمام الزاهيدي، برلماني الجديدة، بفريق الأصالة والمعاصرة للهمة ومغادرته لحزب المنصوري، كشف الأزمة التي يعيشها التجمع وغضب مجموعة من الأعضاء البارزين فيه من المنصوري، خصوصا وأن الثلاثة المشار إليهم محسوبون على جناح مصطفى عكاشة. وأضاف المصدر أن عدم صدور أي رد فعل لقيادة الحزب تجاه الموقف الذي تبناه هؤلاء، كما صنع الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية والعدالة والتنمية، يبين العجز الذي يعاني منه الحزب. ويتوقع، بحسب نفس المصدر، أن يكون الاجتماع المقبل للجنة المركزية للحزب بعد عودة عكاشة ساخنا، حيث سيتم تداول قضايا تخص تجديد الهياكل والمطالبة بتمثيلية متوازنة بين ما أسماه «معادلة 53 مقابل 47»، في إشارة إلى نسبة الأصوات التي حصل عليها كل من المنصوري وعكاشة في المؤتمر الرابع للحزب.