رفع عدد من معارضي مصطفى المنصوري، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وتيرة تحركاتهم لحشد وتعبئة منتسبين إلى حزب الحمامة، بغرض محاسبته، عبر الدعوة إلى عقد المجلس الوطني (برلمان الحزب)، خلال أكتوبر المقبل. مصطفى المنصوري وحسب مصدر مطلع، فإن هذه التحركات وجدت صدى لها في الخرجات الإعلامية الأخيرة للقيادي التجمعي، ووزير المالية، صلاح الدين مزوار، الذي دعا جميع مناضلي الحزب، الذين غادروه غضبا من سياسة المنصوري، إلى العودة لإحياء هياكل الحزب. وأضاف المصدر قوله إن "مزوار، وعددا من قياديي الأحرار، يرون الدعوة إلى محاسبة المنصوري، في الوقت الراهن، غير ذات جدوى، مفضلين عودة الغاضبين أولا، وانتظار خروج نتائج تجديد ثلث مجلس المستشارين، للمطالبة بعقد اجتماع للجنة المركزية والمجلس الوطني". ولم يؤكد المصدر ذاته أو ينفي ما إذا كان قياديون تجمعيون، من قبيل محمد بوسعيد، وأنس بيرو، يدورون في فلك تحركات مزوار، باعتبارهم أقرب إليه منهم إلى المنصوري، ويمثلون جيله، بتاريخ مشترك، بيد أن المصدر شدد على أن شعبية مزوار ازدادت وسط معارضي المنصوري. واكتفى مصدرنا بالجزم بأن "الوضع داخل التجمع الوطني للأحرار بات مفتوحا على جميع الاحتمالات"، مضيفا أن "ملامح سيناريو الانقلاب على مؤسس الحزب، أحمد عصمان، خلال المؤتمر الرابع، قبل سنتين، بدأت تظهر على جسم حزب الحمامة". ومما يعاب على المنصوري، وفق المصدر نفسه، "الاستفراد باتخاذ القرارات، وعدم تفعيل هياكل الحزب، وعدم القدرة على تعبئة مناضلي الحزب لتحرير طاقاتهم داخل هياكله، والغموض في اختيار التحالفات، ومنح التزكيات في الانتخابات الأخيرة، وعدم عقد اجتماعات داخل اللجنة المركزية والمجلس الوطني، لتقييم أداء الحزب الانتخابي، وتوجهاته المستقبلية". وساق معارضون للمنصوري آخر مثالين حول "استفراده" باتخاذ قرارات حساسة دون اجتماع للجنة المركزية للحزب، البيان الذي صدر عن الحزب بعد اعتقال محمد جوهري، بارون المخدرات والبرلماني السابق باسم الحزب، وكذلك استوزار منصف بلخياط، في الشباب والرياضة، مكان نوال المتوكل، التي كانت وزيرة باسم الحزب. وحاولت "المغربية" نقل وجهة نظر مصطفى المنصوري حول هذه التطورات، بيد أن هاتفه كان خارج الخدمة، بينما أكد ديوانه بمجلس النواب أنه في مهمة خارج أرض الوطن. وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء، أن المنصوري، رئيس التجمع الوطني للأحرار، حل، أول أمس الاثنين، بطرابلس ضمن وفد مغربي، يتكون من محند العنصر، الأمين العام للحركة الشعبية، ومحمد اليازغي، الكاتب الأول السابق للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، للمشاركة في احتفالات الذكرى الأربعين لثورة فاتح شتنبر الليبية. وكان المنصوري أزاح مؤسس التجمع الوطني للأحرار، أحمد عصمان، في المؤتمر الرابع. وواجه عصمان، آنذاك، تهما نظير التي يواجه بها المنصوري اليوم من قبل من صوتوا لصالحه، رئيسا للحزب.