غيب الموت أمس الخميس، في حدود الرابعة صباحا، مصطفى عكاشة، القيادي في التجمع الوطني للأحرار ورئيس مجلس المستشارين، بمنزله بابن مسيك سيدي عثمان بالدار البيضاء، الذي نقل إليه مساء أول أمس الأربعاء برغبة منه عندما تدهورت حالته الصحية بمصلحة أمراض القلب والتغذية بالمركز الاستشفائي ابن رشد، التي حمل إليها بعد عودته من رحلة استشفائية بمدينة تولوز الفرنسية دامت قرابة 20 يوما. وكان منتظرا أن يشيع جثمان الراحل (75 سنة) أمس بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء، غير أن اتصالا هاتفيا من الملك محمد السادس مع حسن عكاشة، واحد من الأبناء الستة للراحل، أجل مراسيم الدفن إلى اليوم الجمعة نظرا إلى تزامن حادث وفاة عكاشة مع حادث وفاة مؤرخ المملكة عبد الوهاب بنمنصور . وذكر مصدر مطلع أن الملك محمد السادس أعرب عن حزنه لوفاة عكاشة في هذا الاتصال الهاتفي مع ابنه، وقال له في كلمة عزاء قصيرة «إننا لجد متأثرين بوفاة الفقيد، لقد كان رجلا نزيها وقدم خدمات إلى بلده»، قبل أن يخبره بأن القصر الملكي هو الذي سيتكفل بمصاريف الجنازة وحتى بمصاريف ضيوف عائلته الآتين من الخارج لحضور مراسيم الدفن، ل«أن الفقيد ديالنا»، بتعبير الملك. وعلمت «المساء» من المصدر نفسه بأن مصطفى المنصوري، رئيس التجمع الوطني للأحرار، انتقل إلى منزل مصطفى عكاشة رفقة أعضاء المكتب التنفيذي للحزب عندما علموا بتدهور حالته الصحية. وانفرد المنصوري بعكاشة لمدة 20 دقيقة لم يتسرب أي خبر عما دار بينهما خلالها غير أن بعض المصادر لا تستبعد أن يكون عكاشة أسر إلى المنصوري بوصيته الأخيرة قبل رحيله. وكان الراحل عكاشة أجرى أول عملية جراحية على القلب سنة 1993 بأمريكا وقضى بها أكثر من 6 أشهر بعد حادث رسوبه في الانتخابات المهنية عن الغرفة الفلاحية بابن سليمان، عندما اعترضت عليه وزارة الداخلية في عهد إدريس البصري بعد تحالفه حينها مع أحمد عصمان، رئيس التجمع الوطني للأحرار السابق، ضد التصويت على جلال السعيد من الاتحاد الدستوري رئيسا لمجلس النواب. وحسب مصدر مقرب من الراحل، فإن خروج عكاشة من البرلمان كان له تأثير بالغ على نفسه وعلى وضعه الصحي، لأنه لم يكن يتوقع أن يغادر قبة البرلمان وهو الذي دخله منذ 1977 كواحد من مؤسسي التجمع الوطني للأحرار بأوامر عليا من الراحل الحسن الثاني. وترأس عكاشة أول مرة مجلس المستشارين سنة 2000 خلفا لجلال السعيد قبل أن يعاد انتخابه مرة أخرى في تجديد الثلث سنة 2003 و2006 بدون منافسين من بقية الأحزاب الأخرى، بما في ذلك أحزاب المعارضة .