من المتوقع أن تكون الحركة التصحيحية التي يقودها صلاح الدين مزوار داخل حزب التجمع الوطني للأحرار عقدت آخر لقاء تواصلي لها، مساء أمس الأربعاء، ببيت الراحل مصطفى عكاشة بمدينة الدارالبيضاء، في انتظار الالتحاق ببوزنيقة يوم غد الجمعة لعقد ترتيبات «المواجهة» مع رئاسة الحزب خلال اجتماع اللجنة المركزية يوم السبت بمدينة الرباط. واشتد الصراع بين التصحيحيين ورئيس الحزب مصطفى المنصوري، الذي وضع مستشاروه، أول أمس الثلاثاء، دعوى استعجالية ل«إيقاف» عقد اجتماع المجلس الوطني المقرر أن تحتضنه مدينة مراكش يوم 23 من الشهر الجاري، مقابل دعوى استعجالية أخرى وضعها التصحيحيون ل«توقيف» (بلوكاج) الحساب البنكي لحزب التجمع الوطني للأحرار، في الوقت الذي يتهيأ فيه الطرفان لاجتماع يوم السبت «الحاسم» المقرر أن يشهد «اصطداما» بين أنصار كل منهما. وأشارت مصادر من الحركة التصحيحية إلى أن أعضاءها توصلوا بصفتهم الحزبية بدعوات حضور اجتماع السبت، وأن لقاء سيتم عقده بمنزل الراحل مصطفى عكاشة لتحديد الخطوات المستقبلية للحركة، مؤكدة أن الاجتماع بمنزل القيادي السابق بالحزب له أكثر من معنى. وربطت مصادر «المساء» بروز الحركة التصحيحية بالتيار المناهض للمنصوري الذي ظهر إلى الوجود أثناء المؤتمر الرابع سنة 2007، والذي تزعمه عكاشة وقتها وطالب بالإصلاح واحتكم الجميع إلى مقررات ذاك المؤتمر. وأضافت المصادر نفسها أن توفر الحركة على غالبية أعضاء المجلس التنفيذي ب26 عضوا من أصل 32، وعلى ثلثي أعضاء المجلس الوطني سيمنحها تقدما خلال «معركة» يوم السبت التي سيوجه فيها التصحيحيون «الضربة القاضية» للمنصوري، تصف المصادر التي حذرت من احتمال وقوع «انزلاقات». من جانبها، اعتبرت مصادر مقربة من مصطفى المنصوري أن اجتماع يوم السبت سيكون «سيد نفسه» وأنه سيكون مناسبة للحسم في «مغالطات» هؤلاء المدعومين من طرف «جهات» يعرفها الجميع، قبل أن تشير إلى ما وصفته ب«الدور المحوري» لحزب «البام» في تأجيج الصراع داخل البيت الأزرق «عقابا» للمنصوري الذي رفض التحالف مع حزب فؤاد عالي الهمة، تقول مصادر «المساء»، التي أضافت أن «مجموعة الرباط» التي تضم على الخصوص كلا من الشعبي وبنبارك وكرومي تلقت «إغراءات مهمة» للالتحاق بالتصحيحيين إلا أنها رفضت ذلك، وفضلت الاصطفاف إلى جانب «المشروعية». ولم تستبعد المصادر الأخيرة أن يكون لقاء يوم السبت بداية «انقسام» الحزب، مبدية تخوفها من احتمال «استسلام» المنصوري للضغوطات التي تعرض لها ورفع يده عن الحزب، مما سيعتبر ضربة قوية للذين ساندوه طيلة الأيام الأخيرة.