اعتبر جون بيير سينابي، مخرج فيلم «قضية بنبركة» الذي تبث قناة «فرانس 2» مساء اليوم جزأه الثاني، أن إخراج فيلم جديد عن زعيم المعارضة المغربية المختطف من قلب العاصمة باريس، هو محاولة جديدة لفهم سياقات هذه القضية، خاصة وأن أول فيلم عن المهدي بنبركة تم إخراجه سنة 1974، فيما الثاني كان في سنة 2005، في حين أن لا الأول ولا الثاني استطاعا الإلمام بشكل مفصل بحادثة الاختطاف والاغتيال وملابساتها السياسية على المستوى الرسمي بين المغرب وفرنسا. وفي حديث نشره أول أمس الأحد الموقع الإخباري «سينما بوليس» المختص في الفن السابع، أشار مخرج الفيلم إلى أنه بمستطاع أي كان اليوم معرفة ظروف اختطاف واغتيال المهدي بنبركة بتفاصيلها الدقيقة، في حين أن جثته هي الحلقة الضائعة في هذه القضية، مضيفا أنه قبِل إخراج الفيلم بالرغم من كونه عرض عليه من قبل شركة الإنتاج، رغم أنه لم يعتد القبول بطلبات مماثلة ويصر على كتابة أفلامه، لكن «موضوع بنبركة يحرك بداخلي أشياء جد عميقة بالرغم من أنني لا أنتمي إلى جيله»، على حد تعبيره. وأضاف جون بيير سينابي أنه تعرض لمضايقات وليس لضغوط أثناء تصوير وإعداد مشاهد الفيلم، واعتبر أن موضوع بنبركة لازال يضايق عددا من الجهات بفرنسا والمغرب على السواء، وأنه لم يتم حله حتى اليوم، مشيرا إلى امتناع السلطات الفرنسية عن الترخيص له بالتصوير بالمتحف الوطني للأرشيف، وقد بررت له ذلك بجملة مفادها أنه «موضوع حساس في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الفرنسية»، قبل أن تتراجع ذات السلطات وتسمح له في الأخير بالتصوير. واستنادا إلى ذات المتحدث، فقد اعترضت فرنسا على تصوير مشاهد في حديقة مجاورة لمجلس الشيوخ الفرنسي حتى لا تظهر في الفيلم البناية البرلمانية، ويربطها المشاهد بتورط هذه المؤسسة الدستورية الفرنسية في قضية «بنبركة»، كما أن السلطات المغربية رفضت الترخيص لفريق الفيلم بإدخال أسلحة ومسدسات مزيفة لغرض تصوير مشاهد من الشريط على التراب المغربي، وكشف مخرج فيلم «قضية بنبركة» بهذه المناسبة أنه أدخل خلسة إلى المغرب بندقية بمنظار متطور في أمتعته من غير أن يُكتشف أمره لحاجته إليها لتصوير أحد المشاهد. هذا، وقد أفاد جون بيير سينابي بأن الفيلم تم إنتاجه بكلفة مالية فاقت 5 ملايين أورو، واستعملت فيه تقنيات جديدة وضخمة ممثلة في اعتماد 135 ديكورا، وأن عمادة باريس قدمت تراخيص استثنائية تم بموجبها إغلاق شارع السان جيرمان الباريسي لفترة صباحية بأكملها لغاية التصوير، «وهو الأمر الذي لم يحصل في تاريخ السينما الفرنسية لمدة أكثر من 30 سنة»، يقول مخرج فيلم « قضية بنبركة».