وصف عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، فؤاد عالي الهمة مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة، المتهم بالوقوف وراء انفراط عقد التحالف الذي أعلنوه مع عمدة الدارالبيضاء السابق محمد ساجد ب»الإرهابي» والاستئصالي». وقال خلال ندوة دعي إليها الصحافيون على عجل مساء أول أمس، بعد أن تأكد لقيادة حزب «المصباح» أن تدخلات حزب «الجرار» قد جعلتهم خارج التحالف المسير لمدينة الدارالبيضاء:»هاذ الرجل بصراحة وبصدق تنعتبرو تمارس الإرهاب على المواطنين الشرفاء ورجال الأعمال، تمارس الإرهاب اللي هو خطير على الدولة..هاذ السيد له نزوعات استئصالية، وهو لا يستهدف حزب العدالة والتنمية وحده، وإنما كل الأحزاب السياسية ولكم في تجربة الأحزاب الخمسة التي اندمجت في الأصالة والمعاصرة أصدق مثال». بنكيران اتهم بشكل صريح وزير الداخلية الأسبق فؤاد عالي الهمة بالوقوف وراء تخلي قيادة الاتحاد الدستوري عن حليفه السابق في مجلس مدينة الدارالبيضاء من خلال ممارسة ضغوط «رهيبة جدا» على العمدة المنتهية ولايته، وقال» ما وقع شيء خطير على مستقبل البلاد يتعين إبلاغه إلى جلالة الملك، كما أنه يسيء إلى المغرب وإلى الملكية الدستورية، إذ كيف يمكن أن نتحدث عن الديمقراطية في وقت يتم فيه ترهيب أمثال ساجد وممارسة ضغوط رهيبة جدا عليه ليفك تحالفه معنا»، مضيفا» ما يقوم به الهمة هو بمثابة إعلان حرب على الديمقراطية لا يمكننا التزام الصمت إزاءه، لذلك سنرفع نداء إلى جلالة الملك بأن يعطي تعليماته لكي تمر انتخابات رؤساء المجالس البلدية ومجالس المدن في جو من الشفافية والنزاهة وحياد السلطة، وبفتح تحقيق حول إن كان هناك من يتحدث باسم الدولة وبمنطق التعليمات السامية». في السياق ذاته، قال بنكيران إن التحالفات التي انخرط فيها حزبه مع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وأحزاب أخرى في مناطق عدة، أثارت المخاوف وأشعلت نار الغيرة في قلوب البعض، الذين بدا لهم أن انتصار الأصالة والمعاصرة سيشوش عليه تسيير العدالة والتنمية أو مشاركته في التسيير، مشيرا إلى أن ضغوطا حقيقية مورست على مستشاري الأحزاب التي تحالف معها ليس من طرف الأجهزة الرسمية ممثلة في وزارة الداخلية أو العمال ولكن من طرف بعض رجال السلطة:»الآن فهمت بأن هذا الحزب (الأصالة والمعاصرة) يرهب حتى بعض رجال السلطة، وهو ما يمكن التدليل عليه بما وقع في بني ملال حين تم الاتصال بوكيل لائحة الحركة الشعبية لفك تحالفنا معه، وهو ما حدث فعلا بعد أن وجد أن تحالفه معنا سيهدد مصالحه». وزاد قائلا»هذا الحزب يتصرف كحزب له صلاحيات وتعليمات سامية، وكحزب إداري، لكنه على كل حال حزب إداري رديء». وأوضح بنكيران أن ما شهدته الأيام الأخيرة من تحركات فيما يخص انتخاب رؤساء المجالس البلدية ومجالس المدينة أظهرت أن هناك توجها يقوم على السعي بكل الطرق لفك تحالف الحزب مع باقي الأحزاب أو العمل على تأخير موعد انتخاب رؤساء المجالس حتى تكون الفرصة سانحة للتدخلات وللممارسة الضغوط. وقال في الندوة التي حضرها كل من مصطفى الرميد وعبدالله باها عضوي الأمانة العامة لحزب»المصباح»:»هناك استهداف للحزب ومحاولة ليس فقط لإقصائه من رئاسة المجالس البلدية ومجالس المدينة، وإنما هناك حرص شديد على عدم تواجده في تلك المجالس»، مضيفا:»في 2003 كان سي فؤاد لطيف معنا، ما خلاناش نترشحو، ولكن على الأقل خلانا نشاركو في التسيير. أما الآن ما بغاش يشوفنا في المدن الكبرى.. ويبدو لي أن زيارته لي قبل الحملة الانتخابية كانت باش ركدني واحد الشوية، وأظن أنه نجح في هذ القضية». إلى ذلك، بدا مصطفى الرميد مغتاظا من مآل التحالف الذي كان قد عقده حزبه مع ساجد عقب إعلان نتائج 12 يونيو 2009، وقال، وهو يروي ما أسماها بقصة تهريب الرئيس:»هناك من يتحدث باسم الدولة وبمنطق التعليمات السامية أرهب ساجد الذي كان يقول صراحة بأنه لا يتصور تحالفا بدون العدالة والتنمية، وكان يقول بأنه لا يريد التحالف مع «البوانضية».. لكن مع الأسف الشديد لم يقاوم». ولفت الرميد الذي كان منتدبا من قبل قيادة الحزب للإشراف على لجنة تدبير ملف ما بعد الانتخابات بالدارالبيضاء، إلى أن هناك نقاشا داخليا على مستوى الحزب بين خيار الصمود في موقع المعارضة وفضح الفساد والمفسدين، وخيار الانسحاب الكامل من المشاركة في مجلس المدينة.