بنكيران يتهم الهمّة بالإرهاب والإساءة للمغرب وأكد خلال ندوة صحافية عاجلة عقدها بنكيران أول أمس الأحد بالمقر المركزي للحزب بالرباط، أن هذه الضغوطات شملت كذلك مستشارين من أحزاب أخرى لكونهم عقدوا اتفاقات أو أبرموا وعودا مع العدالة والتنمية في نفس الإطار. واعتبر عبد الإله بنكيران أن هذه الممارسات التي يقودها الوزير المنتدب في الداخلية الأسبق مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة فؤاد عالي الهمة، "تسيء إلى المغرب وإلى ديمقراطيته وإلى ملكيته الدستورية"، مؤكدا أننا "نواجه خطر الوصول إلى حزب الدولة أو الحزب الوحيد". بنكيران (وسط) أثناء الندوة الصحفية رفقة الرميد (يسار) وباها(يمين) وأكد بنكيران أن "فواد عالي الهمة أضحى يمارس الإرهاب، وأن السياسة التي بدأها سنة 2003 حينما فرض على الحزب عدم المشاركة في جميع الدوائر، يستأنفها اليوم عبر تهديد حلفائه لقطع الطريق على مشاركة العدالة والتنمية في التسيير". وفيما نفى بنكيران فرضية الانسحاب الجماعي لمستشاري العدالة والتنمية، معتبرا الاستمرار في المواجهة من أقوى العبادات، أضاف بنكيران :"لقد هزمناهم سياسيا وأرادوا تصفيتنا بجميع الأساليب غير المشروعة، وحزب العدالة والتنمية سوف يدرس جميع الخيارات للرد على ذلك". ووجّه بنكيران نداء إلى الملك محمد السادس "للتدخل من أجل وقف هذه الممارسات التي يدعي من خلالها أصحابها أن تعليمات سامية صدرت للحيلولة دون وصول حزب العدالة والتنمية إلى تسيير المدن الكبرى أو المشاركة فيه". ومن جهته، روى مصطفى الرميد رئيس فريق العدالة والتنمية لرجال الصحافة الذين تابعوا الندوة الصحافية بكثافة، تفاصيل أخرى عن كسر تحالف الحزب في مدينة الدارالبيضاء، عبر ما أسماه:"تهريب الرئيس محمد ساجد". وأوضح الرميد في البداية كيف أن هذا الرئيس كان متشبثا بتحالفه مع العدالة والتنمية، وأكد أن تحالف الحزب مع الاتحاد الدستوري يمتد إلى العمل المشترك الذي أنجزه الطرفان خلال الولاية السابقة، والذي كان محط إبداء ملاحظات اتفقا بشأنها على توقيع ميثاق شرف لتجنب الوقوع في نفس الأخطاء، وقال:"في هذا الإطار زكينا محمد ساجد مرشحا لتسيير مدينة البيضاء، ووقع على ذلك 85 مستشارا يوم الخميس 18 يونيو، فإذا بمحمد ساجد -وبعد سلسلة من الضغوطات- يستسلم يوم الجمعة 19 يونيو، وينقلب نحو تحالف جديد ليس فيه العدالة والتنمية، ويرفض حتى استقبالنا أو الإجابة على مكالماتنا الهاتفية". الهمّة فيمنزل عمدة الدارالبيضاء ساجد وتساءل الرميد:"كيف يتم ترهيب رجل أعمال بحجم ساجد؟"، ودعا أحد العمال الذي قال:"إنه متورط في الضغوط إلى إضافة مصلحة جديدة داخل مبنى العمالة وتسميتها "مصلحة الانتماء إلى حزب الأصالة والمعاصرة". واستغرب في ذات الوقت أن يعلن هذا الحزب مؤخرا عن حصوله على 40 مقعدا في الوقت الذي لم يحصل في الانتخابات إلا عن 21 مقعدا فقط. وأضاف الرميد:"إننا نطرح سؤال الديمقراطية في هذا البلد، ونطرح إشكالية الأحزاب السياسية، ونتساءل هل يمكن أن نستمر في هذه التجربة"، مهددا بإمكانية التفكير في فرضية الانسحاب الجماعي لمستشاري العدالة والتنمية من مدينة البيضاء وقال الرميد:"إننا نطالب جلالة الملك بوصفه المسؤول الأول عن الحقوق الفردية والجماعية بإعطاء تعليماته السامية لفتح تحقيق والبحث عمن يتحدث باسم الدولة".