كريم شوكري أفلح فريق شباب الريف الحسيمي في انتزاع فوز ثمين من قلب الملعب البلدي بالقنيطرة، إثر تسجيله لهذفين نظيفين في المباراة التي جمعته بالنادي القنيطري لحساب ذهاب دور ثمن كأس العرش. و لم يتمكن أصحاب الأرض من تفكيك النهج التكتيكي للزوار الذين كشفوا منذ انطلاقة المباراة عن نوع من الإحتراس، إذ مزج أبناء الحسن الركراكي بين انضباط تكتيكي امتزجت فيه الندية في إرباك مترابطات الخصم بالمناورة عبر الأروقة لخلق منافذ في مربع المحليين، هؤلاء الذين أبانوا عن فتور ملفت في صناعة المرتدات عقب استردادهم للكرة، الأمر الذي شكل في أغلب محطات الجولة الأولى مكسبا لفريق شباب الريف الحسيمي الذي تمكن من افتتاح حصة التهديف في الدقيقة 36 بواسطة اللاعب نبيل أومغار. أما في ما يتعلق بالجولة الثانية فقد تم تسجيل تراجع تكتيكي للزوار الذين استكانوا للوراء في ما بدا أنه مناورة لامتصاص اندفاع أبناء عبد الرزاق خيري المحكومون برهان تدارك الفارق، إلا أن النادي القنيطري ما فتئ يبدو عليه التردد أو على الأرجح التثاقل في التوغل صوب مرمى المنافس، إذ لعب عامل تباطؤ «الكاك» في بناء العمليات دورا مهما في تسهيل مهمة الزوار الذين كانوا يجدون متسعا من الوقت لترصيص الصفوف و غلق المنافذ مع خلق مبادرات هجومية ناجعة كادت أن تأتي أكلها في أكثر من مناسبة. وحصل النادي القنيطري على ضربة جزاء في الدقيقة 55 أضاعها المهاجم ألفا عمر الصاو الأمر الذي زاد في استعصاء مهمة أصحاب الأرض الذين لعبوا في كل الاتجاهات للوصول إلى مرمى الحارس الحسيمي ياسين الحظ، لكن غياب النجاعة و التركيز جعل جهود الفريق تذهب أدراج الرياح، في حين ظل شباب الريف الحسيمي محافظا على تماسكه و إصراره على انتزاع الفوز، ليأتي الهدف الثاني لفائدة الزوار في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع عن طريق كرة ثابتة أسكنها اللاعب عماد السطيري في شباك عبد الرحمان الحواصلي الذي خذلته تسديدة محكمة و في منتهى الروعة. و لعل ما طبع هذه المباراة هو احتفالية جماهير حلالة بويز التي استغلت الفرصة لتقديم تعازيها في وفاة أحد مشجعي فريق نهضة بركان، فيما «صنعت» أجهزت الأمن بمدينة القنيطرة الحدث، حينما طوقت كل الشوارع المؤدية للملعب البلدي بالحواجز الحديدية في إجراء غير مسبوق ، الأمر الذي خلق متاعب كبرى لرجال الإعلام الذين حلوا متأخرين للملعب البلدي بعد أضطرارهم لقطع كيلوميترات مشيا على الأقدام لمزاولة مهامهم. وأرجع عبد الرزاق خيري هزيمة فريقه إلى عدم نجاعة تخط الهجوم،، إذ أكد بأن فريقه أساء التعاطي مع مجريات الجولة الأولى، فيما استطرد بأن بوادر تدارك النتيجة قد ظهرت منذ الأنفاس الأولى من الشوط الثاني و هو ما انعكس بجلاء مع الحصول عن ضربة جزاء كادت أن تشكل نقطة فارقة في المباراة لو ترجمها المهاجم ألفا الصاو إلى هدف. ولم يخف خيري تشبثه بالحظوظ التي تتيحها له مباراة الإياب مذكرا بخصوصيات التباري في كأس العرش و هي المنافسات التي اعتبرها خيري مفتوحة على كل الإحتمالات، كما ربط مدرب» الكاك» آمال تدارك فارق الهدفين باحتمال لعب هذه المباراة بخيارات بشرية جديدة لا سيما على مستوى خط الهجوم. من جانبه اعتبر حسن الركراكي مدرب شباب الريف الحسيمي فوزه على «الكاك» مستحقا، إذ في الوقت الذي اعتبر فيه الجولة الأولى محطة للبحث عن فرص التهديف عن طريق الاندفاع تجاه معسكر الخصم، أكد في تصريحه عقب نهاية المباراة بأن الشوط الثاني قد تعامل معه على نحو تكتيكي من خلال التراجع إلى الوراء في أفق امتصاص حماس الخصم و في نفس الوقت المراهنة على السرعة في بلورة المرتدات الهجومية. و أضاف الركراكي بأن اقتناصه لهدفين من قلب القنيطرة سيمكنه من اللعب بنوع من الارتياح خصوصا و أن خصمه سيأتي إلى ملعب ميمون العرصي للعب الكرة و ليس للانزواء إلى الدفاع.