كشف مصدر مسؤول بالمكتب الشريف للفوسفاط، على هامش الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، أن المجمع يستعد لتنظيم أولى قوافله الفلاحية خارج المغرب بكل من غينياومالي، ويهدف من خلالها إلى تكوين 3000 فلاح إفريقي، مستفيدا من النجاح الذي حققته القوافل التي نظمت في المملكة خلال السنوات الأخيرة. وقال المصدر ذاته إنه زيادة على تكييف خارطة خصوبة التربة لتتلاءم مع خصوصيات كل من ماليوغينيا وإثيوبيا، فضلا عن إنتاج أسمدة خاصة ومبتكرة للمحاصيل بإفريقيا مثل القطن والكاكاو، وإجراء اختبارات فلاحية للأسمدة الجديدة المخصبة بكل من غاناوغينياومالي والكوت ديفوار ونيجيريا وكينيا وإثيوبيا وتنزانيا والموزمبيق، يرتقب أن يبادر المجمع إلى اعتماد نموذج «الباقات التعاقدية» مع الموزعين الأفارقة، بهدف تنشيط توزيع الأسمدة، حيث ينتظر توقيع أول باقة تعاقدية خلال الفصل الرابع من سنة 2014. وحسب المعطيات التي كشف عنها المجمع، على هامش الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، فقد تمكن المجمع إلى حدود الأشهر الأولى من السنة الجارية من تنظيم ست قوافل فلاحية نجحت في توعية وتحسيس ما يقرب من 20 ألف فلاح ومزود للأسمدة عبر تنظيم أكثر من 230 يوما تكوينيا، إضافة إلى توزيع مئات الأطنان من الأسمدة بشكل مجاني. كما سمحت التجارب الميدانية، التي أنجزت ب300 قطعة أرضية فلاحية، بإبراز الدور المحوري الذي تلعبه تقنيات الاستعمال المعقلن للأسمدة في تحسين المردوديات الفلاحية، إذ مكن المختبر المتنقل الذي يواكب القافلة من إنجاز 477 تحليلا للتربة، مما سهل إجراء 100 تجربة مخبرية زراعية خصت بالأساس 42 تركيبة جديدة لأسمدة «NPK» الملائمة لطبيعة الاستغلاليات الفلاحية وطبيعة الأراضي. ويرتقب- حسب المصدر ذاته- أن يطلق المجمع الشريف للفوسفاط خلال الأشهر المقبلة قافلتين فلاحيتين جديدتين، تتوزعان بين قافلة للنخيل المثمر شهر ماي المقبل، ستجوبان أربع مناطق فلاحية، إلى جانب قافلة للحبوب والقطاني ستنظم بين شهري شتنبر ونونبر المقبلين، وستحط بعشر مناطق فلاحية. ويتم في كل مرحلة تقديم عروض موضوعاتية تحسيسية من طرف خبراء فلاحيين، تركز على تقديم نصائح في مجال الممارسات الفلاحية المثلى، وإبراز دور الأسمدة المغذية والتركيبات الجديدة للأسمدة المطورة خصيصا للسوق المحلي و«خارطة الخصوبة». كل هذه الوسائل موجهة لتمكين الفلاحين الصغار من تحسين مردودية زراعاتهم والزيادة في مداخيلهم. وتوفر هذه القوافل محتوى بيداغوجيا متكاملا لبلوغ أهدافها، إذ تضم قرية المجمع الشريف للفوسفاط، التي تمتد على مساحة 2400 متر مربع، مختبرا متنقلا لتحليل التربة، وتجهيزات معلوماتية تتوفر على قاعدة بيانات خاصة بخارطة خصوبة الأراضي، و25 خبيرا فلاحيا، وأروقة تابعة للمجمع و»مؤسسة OCP»، ووزارة الفلاحة والصيد البحري، والموزعين المحليين الذين يعرضون في كل مرحلة منتوجاتهم وخدماتهم في مجال تحسيس الفلاحين الصغار. وسيعزز المجمع الشريف للفوسفاط انخراطه في دعم الفلاحة الوطنية، خلال السنة الجارية، بتمكين الفلاحين من 600 ألف طن من الأسمدة، وهو توجه يندرج في إطار مبادرة «سماد»، التي وقعها خلال السنة الماضية مع وزارة الفلاحة والصيد البحري، والتي يلتزم بموجبها بضمان الإمدادات الكافية من الأسمدة الفوسفاطية للسوق المحلي، بما في ذلك تحفيز نمو أنشطة التوزيع عبر «باقات العقود»، التي يوكل بمقتضاها إلى الموزعين المحليين المساهمة بفعالية في تطوير سوق الأسمدة ومواكبة الفلاحين الصغار، عبر مبادرات تحسيسية والتطوير التقني، مقابل منحة نجاعة الأداء التي تقدمها المجموعة، ومساهمة «مؤسسة OCP» في تشجيع الموزعين عبر مساهمات مالية للتنمية الفلاحية.