أكد كبار الخبراء في القطاع الزراعي أن المغرب يمكن أن يضاعف إنتاجه من محاصيل الزيتون بنحو 15 ضعفا شرط تغيير طرق السقي والاهتمام أكثر بطرق التسميد المعقلن المتبعة في الضيعات والمناطق الفلاحية التي تحتضن أنشطة زراعات أشجار الزيتون واستغلالها. وأوضح الخبراء في اللقاء الذي عقد أمس بمدينة وليلي بجهة مكناس تافيلالت بمناسبة انطلاق قافلة المجمع الشريف للفوسفاط لأشجار الزيتون، أن المغرب، الذي يساهم فيه قطاع الزيتون بنسبة 5 % في الدخل الوطني الفلاحي الخام الوطني، باستطاعته رفع إنتاجه بسهولة إلى 22 مليون طن عوض 1.5 مليون طن سنويا التي تنتج حاليا في مجموع الأراضي التي تحتضن زراعات الزيتون والبالغة 748000 هكتار. ويخطط المغرب حاليا لرفع إنتاج قطاع أشجار الزيتون إلى 2.5 مليون طن سنويا بحلول سنة 2020 وهو ما سيعزز مكانة القطاع في الدورة الاقتصادية المغربية، إلى جانب تدعيم مكانة صادرات قطاع أشجار الزيتون والرفع من حجمها إلى 270 ألف طن بعد 7 سنوات من الآن. ووفق الحسين الكورنو، مدير المبيعات بالمجمع الشريف للفوسفاط، فإن "قافلة المجمع الشريف للفوسفاط لأشجار الزيتون 2013 "، التي تنظم بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري وقطب الصناعات للزيتون وأهم الموزعين المحليين لأسمدة المجمع الشريف للفوسفاط، هي مبادرة لتحسيس الفلاحين الصغار بالمناطق التي ستعبرها، من أجل تمكينهم من تقاسم خبرات مختلف الشركاء. وأضاف الكرونو أنه سيتم في كل مرحلة من المراحل التي ستقطعها القافلة، تنظيم دورات تحسيسية للفلاحين يتم خلالها تقديم مجموعة من العروض التقنية من طرف خبراء زراعيين. وتهم هذه العروض تعميم أفضل الممارسات الزراعية مع إبراز أهمية الأسمدة والمواد المغذية، والتركيبات الجديدة للأسمدة المطورة خصيصا للسوق المحلي في إطار مشروع "خريطة خصوبة تربة الأراضي الفلاحية المغربية". وتسعى هذه الحملات التحسيسية إلى تمكين الفلاحين الصغار من تحسين مردودية محاصيلهم بشكل ملحوظ والرفع من دخلهم. كما سيقوم كل من المجمع الشريف للفوسفاط والمؤسسة التابعة له إلى جانب كل من وزارة الفلاحة والصيد البحري والمؤسسات الجهوية التابعة لها إضافة إلى الموزعين المحليين لأسمدة المجمع الشريف للفوسفاط ومهنيي القطاع الفلاحي، بتقديم مختلف المعلومات والإرشادات والتوصيات للمزارعين وذلك بالأروقة المخصصة لهم في فضاء « القافلة ». كما يمكن للفلاحين الاستفادة من خدمات مختبر متنقل بعين المكان، الذي سيتيح لهم إمكانية إجراء تحاليل على نوعية تربة أراضيهم والخصائص الرئيسية لأنواع التربة عبر "خريطة خصوبة تربة الأراضي الفلاحية المغربية". يشار إلى أنه هذه القافلة تتواصل طوال شهر ماي وتشمل أهم الجهات الفلاحية المحتضنة لزراعة الزيتون على ستة مراحل. فمباشرة بعد مكناس، ستنطلق القافلة لتحل ب تازة / كرسيف، وصفرو/ بولمان والشاون/ وزان وبني ملال/قصبة تادلة ومراكش/ قلعة السراغنة. وتشكل هذه المبادرة امتدادا ل "قافلة المجمع الشريف للفوسفاط للحبوب 2012" و"قافلة المجمع الشريف للفوسفاط للخضر والفواكه 2013"، وتدخل في إطار شراكة موسعة بين القطاعين العام والخاص عبر "باقات تعاقدية" تربط المجمع الشريف للفوسفاط ومؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط والموزعين المحليين لأسمدة المجمع الشريف للفوسفاط. ويلتزم الموزعون في هذا الإطار، بالمساهمة الفعلية لتنمية الفلاحة الوطنية، والقيام على وجه الخصوص بتكوين الفلاحين الصغار وتطوير حلول جديدة في مجال خصوبة التربة. كما تلتزم المجمع الشريف للفوسفاط من جهتها، بتزويد الموزعين المحليين بالكميات اللازمة من الأسمدة، أما مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط فتلتزم بدورها بتقديم منح خاصة بالمردودية. وبهذا يصبح الموزعون فاعلين ملتزمين كليا بتنمية الفلاحة الوطنية وازدهارها.