استدعت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بالدار البيضاء، المعتقل السابق في ملف الإرهاب وأحد الأفغان المغاربة، عبد العالي العلام، بخصوص المشروع الذي كان قد طرحه في وقت سابق عندما كان في السجن، ويتعلق بما يسمى»السلفية الحركية»، كمشروع جديد للإسهام في حل مشكلة السلفية الجهادية. وقال العلام، في تصريحات ل»المساء»، إن موضوع الاستدعاء يخص رسالة كان قد وجهها وهو في السجن إلى الوكيل العام للملك حول السلفية الجهادية، مضيفا أن استدعاءه سبب الهلع لأفراد أسرته، خصوصا وأنه لم يغادر السجن إلا في الصيف الماضي، بعد اعتقال دام حوالي ست سنوات. وقال العلام أيضا إن عنصرين من المخابرات المدنية زاراه في بيته الأسبوع الماضي، عقب لقائه مع مسؤولي الشرطة القضائية بالدار البيضاء، وتحدثا إليه بخصوص مشروع «السلفية الحركية»، وأبلغاه بأنهما مبعوثان من مسؤولين على أعلى مستوى من أجل استمزاج رأيه حول ملف السلفية الجهادية وسبل التعامل معه، بعد أن أصبحت الدولة واعية بحجمه داخل السجن وبضرورة إيجاد طريقة لمعالجته، بعيدا عن الأسلوب الأمني. وحسب العلام، فإن العنصرين الأمنيين أبلغاه أيضا بأن ملف السلفية سيجد طريقه إلى الحل وبأن هناك استراتيجية للحل، لكنها تحتاج إلى مساهمة مختلف الأطراف، بمن فيها معتقلون سابقون لديهم معرفة بالسجناء ويعرفون الخريطة الفكرية والعقدية لهؤلاء، مضيفا أنهما أكدا له أن وجود»إكراهات»، لم يكشف عنها، تعقد الملف في الوقت الحالي وتؤخر الحل. وقال العلام إنه يعتزم إطلاق مبادرة جديدة بعد مغادرته السجن، وتأسيس جمعية تعنى بموضوع السلفيين الجهاديين المعتقلين»لإخراجهم من مستنقع السجن»، حسب قوله، وأوضح أن الجمعية ستعمل في ظل الشرعية لكي تكون إحدى الآليات «لوقف معاناة السلفيين الجهاديين وتغيير قناعاتهم المتطرفة ومنحهم فرصة للتصحيح». وقال العلام إن العمل في هذا الاتجاه لا بد أن يسير وفق خطة تشاركية ما بين المعتقلين أنفسهم وعائلاتهم والمعتقلين السابقين، بإشراك الدعاة والعلماء، لإيجاد أرضية لحل هذا الملف مع الدولة. وبخصوص الجمعية، أكد العلام أنها ستتكون من مجموعة من الخلايا، مثل»خلية التأصيل الشرعي» التي ستكون مهمتها جمع كتب المراجعات التي صدرت في مصر والسعودية واليمن والأردن، والتي قام بها متطرفون سابقون، ونشرها بين معتقلي السلفية الجهادية في السجون المغربية، قصد الاطلاع عليها وتصحيح قناعاتهم، ثم»خلية التواصل» التي سيكون من مهامها تسريب هذه المراجعات إلى السجناء»في حال ما إذا كانت هناك بعض الصعوبات»، والترويج الإعلامي للمشروع والجمعية لدى مختلف الأطراف، ثم»خلية البحث الفكري» التي ستعنى بجمع كل ما يخص المراجعات في المغرب، رغم قلتها. وأوضح العلام أن الجمعية ستسعى إلى إصدار جريدة للتعريف بكل هذه الأمور ونشر قيم الوسطية والاعتدال ومحاربة الغلو والتطرف.