بعكس ما كان متوقعا، منذ أن برز موضوع الحوار مع شيوخ تيار السلفية الجهادية في السجون قبل أسابيع، تم استثناء معتقلي السلفية من العفو الملكي بمناسبة عيد الأضحى أول أمس، للعام الثاني على التوالي، بالرغم مما تناقلته بعض المصادر الصحافية في الأسبوع الماضي عن احتمال صدور عفو على بعض مشايخ هذا التيار، بناء على تصريحات مسؤولين من مديرية السجون وإعادة الإدماج في لقائهم مع الشيخ محمد الفيزازي، أحد أبرز هؤلاء الشيوخ، حينما قالوا إنه يمكن أن يقضي العيد مع أسرته. هذا الاستثناء طرح تساؤلات بشأن خطوة الحوار مع تيار السلفية الذي انطلق منذ أسابيع قليلة، إذ رأى البعض أن الأمر ربما كان إشارة إلى عدم جدية هذا الحوار، فيما قالت مصادر أخرى إن الدولة لاتزال غير واثقة من طريقة التعاطي مع هذا التيار عبر مدخل العفو الملكي، بعد سابقة عبد الفتاح الرايضي الذي استفاد من آخر دفعة في إطار العفو الملكي، ثم فجر نفسه في ناد للأنترنت بالدارالبيضاء قبل قرابة عامين، ما جعل الدولة تتراجع عن إعمال هذا الإجراء مخافة تكرار سيناريوهات أسوأ. وفي تصريحات ل«المساء»، أعرب عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين، عن أسفه لاستثناء معتقلي السلفية الجهادية من العفو الملكي، ورفض ربط مسلسل الحوار الذي انطلق أخيرا مع المشايخ بالاستثناء من العفو، وقال: «الحوار فقط في بدايته الآن، وربما ستشارك فيه فعاليات أخرى»، وفي معرض تفسيره لهذا الاستثناء قال مهتاد إن «الملف ربما لم ينضج بعد»، وتساءل بدوره عن مبرر هذا الاستثناء «خصوصا وأن المعتقلين الإسلاميين لا يستفيدون حتى من الحقوق التي يستفيد منها سجناء الحق العام»، وقال إن معتقلي السلفية لم يتمكنوا من ذبح الأضاحي أول أمس، بسبب منع إدارات السجون إدخال الأضاحي إليهم كما جرت العادة في السابق، باستثناء سجن القنيطرة وبعض السجون الصغيرة، أما سجن عكاشة في الدارالبيضاء فقد تم التضييق فيه على المعتقلين ومنعت عائلات السجناء من إدخال أكباش العيد إلى ذويهم، ونفس الأمر بالسجن المدني بسلا. من ناحيته، قال عبد العالي العلام، أحد معتقلي تيار المغاربة الأفغان الذي غادر السجن قبل أشهر، بعد قضاء ست سنوات، إن استثناء معتقلي السلفية الجهادية من العفو الملكي «قد يعني أن الدولة لم تعد تتخوف من هذا التيار في السجون، ولم تعد تنتظر منه القيام بأي خطوة كبرى»، مضيفا في تصريح ل»المساء» أن ما حصل في السنوات الماضية جعل الدولة تشعر «بأن هذا التيار الذي يتم تضخيمه لا يشكل أي خطورة داخل السجون».