استغرب مصدر مقرب من محمد عبد الوهاب رفيقي، الملقب بأبي حفص المعتقل السجن المحلي بوركايز فاس، على خلفية قانون الإرهاب، طريقة تسريب مسودة لمراجعات فكرية كان قد أعدها أبو حفص بمشاركة بعض المعتقلين على خلفية نفس الملف، ومنحها لبعض المقربين منه للنقاش حول مضامينها. وأكد المصدر ذاته، أن معظم الشيوخ المعتقلين على خلفية ملف السلفية الجهادية موافقون على هذه المبادرة التي تنتظر الوقت المناسب لإطلاقها. وأكد محمد حقيقي، المدير التنفيذي لمنتدى الكرامة لحقوق الإنسان، أن الكثير من المعتقلين على خلفية ملف السلفية الجهادية بصدد كتابة رسائل تعزز موقف المصالحة الذي طرحته مؤخرا مجموعة من الجمعيات، معززين بذلك طرح منتدى الكرامة السابق الذي شدد فيه على أن حل هذا الملف لن يحدث إلا بفتح آلية الحوار بين الدولة والمعتقلين من أجل إفراغ السجون من المعتقلين غير المتورطين في سكب الدماء. وأوضح حقيقي في تصريح ل"التجديد" أن مبادرة أبي حفص، ستكون حتما نقطة إيجابية لإعادة فتح هذا الملف، بالرغم من كل الأمور السلبية التي تجعل المغرب يعود إلى الوراء بعد محاولته الرائدة لطرح مبدأ الإنصاف والمصالحة. وكانت جريدة الحياة اللندنية قد نشرت أول أمس مسودة هذه المبادرة، وذكرت أن قول أبي حفص قابلة للتعديل، تبرهن على مضيه في السعي إلى إنقاذ وطنه وأمته، كما يقول، من أخطار الفكر التكفيري. والإسهام مع المهتمين بهذا الملف في معالجته بحكمة وعدل، لئلا يقود تجاهله إلى يأس شديد المخاطر بين الشبان الإسلاميين المساجين وعائلاتهم، إذ لا يستطيع بعضهم تفهم حبسه سنوات عدة، يذهب فيها شبابه، وهو لم يرتكب أي جرم كآخرين تورطوا في سفك دماء الأبرياء من المسلمين والمعاهدين. وبحسب الصحيفة: أسف محمد عبد الوهاب بن أحمد رفيقي، الملقب بأبي حفص، لتقليل الحكومة المغربية من شأن مبادرات سابقة، يعتقد أن نصفها بحسب تقديره لو تم في دول مثل مصر والسعودية لوجد اهتماماً رسمياً وشعبيا بالغا، مضيفة: إلا أن ذلك لم يمنع رفيقي ومريديه في السجون المغاربية، من طرق أبواب المراجعات الفكرية، بتركيز وإصرار، خصوصاً بعد ما لاحظ تسارع دول في المنطقة مثل الجزائر وليبيا وموريتانيا في معالجة ملف الجهاديين داخل سجونها. وهي تجارب وإن أثارت غيرة أبي حفص وهو يتحدث نيابة عن زملائه في مقدمته للمبادرة، تضيف الصحيفة، إلا أنها في الوقت نفسه شكلت حافزاً له على حسن النية وإعلان +مراجعات؛ تمس جوهر الخلاف مع السلطات في بلاده التي بدأت حملات اعتقالها من يسمون السلفيين الجهاديين، منذ أحداث 11 شتنبر، قبل أن تتوسع بعد تفجيرات الدارالبيضاء في 16 ماي 2003 وما تلاها من حملات اختلفت أسبابها، لكنها انعكست كلها، كما يقول، على أوضاع السجناء.