في أول ردود فعل على مراجعات الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة ثمّن العديد من معتقلي ما يعرف بملف "السلفية الجهادية" بالمغرب مراجعات الجماعة، وأكد بعضهم أن فكرة معرفة الخطأ والتراجع عنه، وتدوين المراجعات ونشرها أمر جيد لتسير على نهجه باقي الدول، خاصة تلك التي تعاني من نفس الإشكالية. وقال الشيخ محمد عبد الوهاب رفيقي الملقب بأبي حفص في تصريح خاص لموقع "الإسلاميون.نت" إنه يثمّن مراجعات الجماعة الليبية، داعيا إلى تفعيلها في جميع السجون المغربية، للاستفادة منها في القضاء على فكر العنف. واعتبر أبو حفص -الذي يقبع في سجن "فاس" بالمغرب- أن مبادرة الدولة الليبية بفتح باب المراجعات ورعايتها مبادرة شجاعة، لاسيما أن الجماعة المقاتلة حاولت اغتيال الرئيس معمر القذافي، وبالرغم من ذلك منحتهم الدولة فرصة التراجع عن أفكارهم المتطرفة. وأكد الشيخ أبو حفص أنه متفق مع مضمون المراجعات جملة وتفصيلا، مثمنا جهود الذين عملوا على إنجاحها، وراجيا أن يكون لتجربة المراجعات الفكرية والفقهية للجماعات الإسلامية صدى بالمغرب، خاصة فيما يخص الدولة المغربية والأطراف التي يفترض أن تكون وسيطا لحل هذا الملف عبر التواصل مع المعتقلين الذين طالما بعثوا نداءاتهم إلى أهل العلم بشكل صريح، لكن استجابتهم تأتي ضعيفة. من جهة أخرى، شدد بعض المعتقلين عبر أهاليهم في تصريحات لموقع "الإسلاميون.نت" أن للتجربة المغربية خصوصيتها لأن معظم القابعين بالسجون المغربية هم بريئون من التهم المنسوبة إليهم، على اعتبار أن الجماعة المقاتلة كانت فعلا تؤمن بأفكار متطرفة وتدافع عنها. وكانت صحيفة "التجديد" المغربية قد قامت بنشر مراجعات الجماعة الليبية المقاتلة خلال الأيام الماضية، وذلك بالاتفاق مع موقع "الإسلاميون.نت" الذي كان قد انفرد بنشر المراجعات، والتي حملت عنوان "دراسات تصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس"، وقام بها قادة الجماعة المعتقلون في السجون الليبية. وجدير بالذكر أن أبو حفص رفيقي كان قد تم اعتقاله بعد تفجيرات 16 مايو 2003 الشهيرة بالمغرب، واتهم بزعامة السلفية الجهادية المغربية وحكم عليه بثلاثين سنة سجنا، ومند دخوله سجن فاس وهو ينفي كونه من شيوخ السلفية الجهادية، أو حتى من معتنقي الفكر الجهادي، بل إنه ندد بأحداث 16 مايو، واعتبرها منافية للشرع والعقل والمنطق، ومصادمة لمقاصد الشريعة وكلياتها. ويطلق مسمى "معتقلي السلفية الجهادية" بالمغرب على مجموعة من معتنقي الفكر الجهادي، ويتجاوز عددهم خمسة آلاف معتقل، وتم اعتقالهم على خلفية تفجيرات 11 سبتمبر 2001 بأمريكا و 16 مايو 2003 بالدار البيضاء، حيث تعرض المغرب لعدة تفجيرات انتحارية، قامت أجهزة الأمن المغربية على أثرها بحملات اعتقال وإدانة وفق قانون "مكافحة الإرهاب". صحفية مغربية