كشفت مصادر أمنية أن الشرطة استمعت إلى زوجة رجل الأمن الذي انتحر بعد زوال أول أمس الاثنين في منزله بطنجة، كما تم الاستماع إلى ابنته الكبرى، بأمر من النيابة العامة، ورجحت هذه المصادر إمكانية أن يكون سبب الانتحار راجعا إلى الضغط النفسي الناتج عن مشاكل الشرطي المنتحر مع زوجته التي هجرت منزلها. وكان الشرطي، وهو برتبة مقدم، قد أقدم على الانتحار شنقا أول أمس الاثنين في منزله بحومة الشوك الشعبية التابعة لمقاطعة مغوغة، حيث عثرت عليه زوجته جثة هامدة. وذكرت مصادر أمنية أن الشرطي، الذي كان يعمل بالهيئة الحضرية التابعة لولاية أمن بني مكادة، كان يعاني من ضغوط نفسية متزايدة، سببها خلافاته الأسرية مع زوجته، مضيفة أنه أسر لبعض زملائه أنه بات يعاني من اضطرابات نفسية وأن تركيزه مشتت، كما كان يردد عبارات ساخطة على وضعيته العائلية». المعطيات المتوفرة حول الضحية تشير إلى أنه في عقده الخامس وأنه متحدر من تطوان، ويعمل في سلك الأمن منذ عقدين من الزمن، تنقل خلالها بين عدة مدن قبل استقراره بطنجة، كما أنه متزوج وأب لثلاثة أبناء. وكانت زوجة الهالك قد تركت منزلها قبل حوالي أسبوعين بعد آخر خلاف لها معه، لتنتقل إلى منزل أسرتها مصطحبة معها أبناءها الثلاثة، وهو ما أثر في نفسية الزوج حسب ما كان يعبر عنه لمحيطين به. وكان مقربون من الشرطي المنتحر على علم بحالته النفسية المتأزمة، وهو ما دفع بعضهم إلى التدخل لإقناع الزوجة بالرجوع إلى منزلها، لكنها عندما عادت أول أمس وجدت زوجها منتحرا وقد علق نفسه بربطة العنق إلى سقف المنزل. وحول ما إذا كانت هناك إمكانية لوجود تمويه عن جريمة قتل بحق الشرطي، صرح مسؤول أمني للجريدة بأن التحقيق لا يقصي أي فرضية، وإن كانت المعطيات الأولية تشير إلى انتحار عادي لأسباب أسرية بحتة، مضيفا أن تقرير الطب الشرعي وحده من سيجزم بطبيعة وفاة الشرطي. مصدر آخر كان قد كشف للجريدة أن المسارعة بتسريب خبر الانتحار إلى وكالة المغرب العربي للأنباء الأنباء الرسمية، والذي نشر ظهر أول أمس، كان يهدف إلى عدم ربط هاته الحالة بحالات انتحار وجرائم أخرى لأمنيين بسبب ضغوط المهنة.