احتجت جمعية وكالات الاستشارة للإشهار على وزارة السياحة وكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية حول نتائج طلب العروض الذي فتحته مؤسسة دار الصانع أمام وكالات الإشهار قصد إبرام اتفاقية إطار مع إحداها للترويج لهذه المؤسسة والسهر على تنظيم لقاءاتها التواصلية. صفقة الإشهار هاته أثارت حفيظة وكالتي الإشهار «شمس» لمالكها نور الدين عيوش و «كليم أورو» التي يرأسها عبد الحميد القاديري، حيث وجهتا بدورهما رسائل احتجاج، حصلت «المساء» على نسخ منها، إلى الوزارة الوصاية على مؤسسة دار الصانع، وهي المؤسسة التي أحدثت للترويج للصناعة التقليدية على الصعيدين الوطني والدولي. وفي اتصال معه، طلب نور الدين عيوش، مالك شركة «شمس پيبليسيتي»، من «المساء» عدم التطرق إلى الموضوع في الوقت الراهن، مؤكدا أن هناك قنوات للحوار مفتوحة مع كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية لحل المشكل، هذا في الوقت الذي قدر فيه مصدر مطلع الغلاف المالي لهذه الصفقة العمومية بعشرات ملايين الدراهم، والتي ظفرت بها «أوب فيزيون»، وهي إحدى وكالات الإشهار ويوجد مقرها الاجتماعي بالعاصمة الرباط. من جانبه، أكد أنيس بيرو، كاتب الدولة لدى وزير السياحة مكلف بالصناعة التقليدية، أن تسريب رسائل هذه الوثائق يهدف منه البعض إلى «الصيد في الماء العكر»، مشيرا إلى أن المغرب تغير في اتجاه «ترسيخ ثقافة شفافية الصفقات العمومية والوضوح». وأوضح بيرو، في اتصال مع «المساء»، أن اللجنة التي قامت بفتح الأظرفة تتكون من عدة ممثلين للسلطات العمومية وبعض الوزارات، وبالتالي فإنه يصعب حصول تجاوزات في هذه الصفقة، مذكرا بأن الوزارة راسلت جمعية وكالات الاستشارة للإشهار ووافتها بجواب واضح حول الموضوع. هذا، وأكد رشيد حمداد، رئيس جمعية وكالات الاستشارة للإشهار، أنه تمت «معالجة المشكل بشكل ودي مع الوزارة الوصية»، وصرح قائلا: «كان هناك توافق في ما بين وكالات الإشهار المعنية بالأمر لطي الموضوع». إلى ذلك، شكك مصدر «المساء» في «نزاهة الصفقة» التي أعلنت نتائجها أواخر الصيف الماضي، والتي لا زالت إلى حدود الآن موضع تجاذب بين بعض وكالات الإشهار ومؤسسة دار الصانع، حيث شجب نور الدين عيوش في الرسالة التي وجهها إلى مدير هذه المؤسسة «التجاوزات التي شابت الصفقة رقم 01/MDA/08، وطالب بإعادة فتح طلبات العروض بحضور لجنة مراقبة جديدة لعدم رضاه عن أعضاء اللجنة التي أسفرت عن الصفقة، ولا سيما أن وكالة «شمس» سبق لها أن أشرفت على الترويج لمؤسسة دار الصانع في عهد وزير السياحة السابق، عادل الدويري. ولايزال باب الخلاف مفتوحا على مصراعيه ما بين الوزارة الوصية وبعض وكالات الإشهار الغاضبة جراء الطريقة التي مرت بها الصفقة الأخيرة لمؤسسة دار الصانع، وتوقع مصدر «المساء» أن تتفاعل فصول هذه القضية التي ستعود إليها «المساء» بشكل أكثر تفصيلا.