على بعد بضعة أسابيع فقط من حلول شهر رمضان المبارك، وصلت «حرب النجوم» أوجها من أجل أن تظفر بعض الأعمال التلفزيونية بالعرض على الشاشة الصغيرة في هذا الشهر، الذي يعرف نسبة متابعة قياسية للقنوات المغربية. بغض النظر عن ظاهرة تحول شهر رمضان الفضيل إلى «موسم تلفزيوني»، وبغض النظر عن مدى قيمة الأعمال التلفزيونية التي يتسابق أصحابها لعرضها في هذا الشهر، فإن الغريب هي الطريقة التي اتبعها مخرجو وممثلو ومنتجو برامج تلفزيونية لاستدرار «عطف ورضا» الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، فيصل العرايشي، الذي صار شخصا تشرئب نحوه الأعناق ويشار إليه بالبنان، وكأن المغرب بملايينه الثلاثين، وبأطره التي لا تعد، فشل في إنجاب مدير جديد عوض العرايشي الذي يتربع على عرشه التلفزيوني منذ أزيد من 12 سنة. المتصارعون من أجل عرض أعمالهم التلفزيونية في رمضان، صاروا يتعاملون مع فيصل العرايشي وكأنه شخصية مقدسة، وهناك من يستعطفون ويتوسلون للحصول على موعد من خمس دقائق فلا يجدون إلى ذلك سبيلا، وأغرب ما حدث هو أن العرايشي كان مسافرا مرة إلى مراكش، فتبعه إلى هناك رهط من المنتجين والمخرجين والممثلين، وهناك من حظي بلقائه، وهناك من ينتظر، وما بدلوا تبديلا. لكن الأغرب في هذه الحكاية هو ما رواه شهود عيان عن كون عدد من هؤلاء «السّمايْرية» كانوا يقبّلون كتف العرايشي، وآخرون كانوا ينحنون على يده بشكل زائد عن اللزوم، ومن يدري ماذا كان يقوله هؤلاء لفخامة الرئيس المدير العام للتلفزيون.. غير الله يستر وصافي.. نكررها مرة أخرى، ونقول إننا في هذا البلد المعطاء نتصرف وكأننا في صحراء قاحلة، لأنه عندما يصل شخص إلى منصب المسؤولية، فإنه يبقى فيه وكأنه خلق من أجله، أو كأن المغرب لا ينجب سوى مسؤولين معدودين على رؤوس الأصابع، لذلك من الطبيعي أن تكثر هذه الظواهر المشينة، كأن ينحني مخرج أو منتج لتقبيل كتف مسؤول لكي يبث له عمله في رمضان، الذي هو شهر العبادة والمغفرة والتقرب إلى الله.. وليس التقرب لأحد آخر.