سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بنياز: العرايشي عائق أمام إصلاح التلفزيون وهذه قصة لقاءاتي مع «لادجيد» والهمة الفنان الفكاهي قال إن أعماله الفنية مستهدفة واتهم مدير الشركة الوطنية بالزبونية
في حواره مع «المساء» كشف الفنان الكوميدي، الحسين بنياز «باز»، أن فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، يحاربه ويحول دون مرور بعض أعماله على القنوات الوطنية. وفتح «باز» النار على العرايشي مشيرا إلى أن الأخير يقدم امتيازات لأصدقائه من المنتجين ويجعل أعمالهم تمر في ساعة الذروة بغض النظر عن جودتها. وتطرق الفنان المغربي إلى لقاءاته مع لادجيد وشخصيات نافذة كفؤاد عالي الهمة ورشدي الشرايبي وحفيظ بنهاشم، وانتقد المنتوج التلفزي والممثلة لطيفة أحرار وقال إنه ينتظر كل الخير من حكومة عبد الإله بنكيران. الفنان الحسين بنياز، وجهت مؤخرا، انتقادات لاذعة في حق فيصل العرايشي، المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. هل هذه الانتقادات لها علاقة بقرب شهر رمضان لأنك تخشى ألا تبرمج بعض أعمالك التلفزيونية في هذا الشهر؟ ما من فنان إلا ويسعى إلى أن يكون على تواصل دائم مع جمهوره، لكن انتقاداتي للعرايشي لا علاقة لها بقرب رمضان أو شعبان، وهنا دعني أعود بك إلى الوراء، وتحديدا إلى سنة 2002 عندما كان إدريس المريني مديرا للبرامج، إذ سجلت للتلفزة في شهر مارس من تلك السنة عرضا ساخرا أطلقت عليه اسم «وان مان شو» مدته ساعة و5 دقائق بالمركب الثقافي سيدي بليوط بالدار البيضاء، وأذكر أني تقاضيت مقابل هذا العرض مبلغا ماليا بقيمة 10 ملايين سنتيم. لكني لاحظت أن عرض العمل على شاشة التلفزيون تأخر دون تعليل، وعندما وصل شهر ماي، ذهبت لأستفسر حول الأمر، والتقيت ادريس المريني ومسؤولين آخرين بالتلفزيون، وقلت لهم إن هذا التأخر سيجعل عملي الفني باهتا وبلا معنى، خاصة أنه يعالج مواضيع آنية، قد تصبح مستهلكة إذا ما عرضت في وقت لاحق، فطلبوا مني أن أنتظر بعض الوقت إلى حين انتهاء منافسات كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. وما علاقة منافسات كأس العالم بعملك الفني؟ ليس عندي جواب، المهم في نهاية المطاف تمت برمجة عرضي في شهر يوليوز، أي بعد أربعة أشهر من تسجيله. ولاحظ كيف تمت برمجة هذا العرض في فترة عطلة يكون فيها معظم المغاربة في سفر. وفعلا، انطلق العرض، كما كان منتظرا، في حدود الساعة التاسعة و50 دقيقة، على أساس أن ينتهي في العاشرة و55 دقيقة ليلا، لكن الذي وقع هو أنه بعد مرور عشر دقائق فقط على انطلاق العرض، تم إيقاف البث ليتم عرض أغاني لل فنان عبد الهادي بلخياط دون سابق إنذار، بل دون حتى اعتذار للمشاهدين المغاربة كما تفعل كل القنوات التي تحترم مشاهديها. وماذا فعلت أنت؟ في الحقيقة لم أفهم أي شيء، ولأني أريد أن أفهم فقد قررت الاتصال بالمسؤولين عن الإرسال في القناة الأولى، فقيل لي إن البث أوقف بأمر من فيصل العرايشي شخصيا. ولأن الأمر كذلك، فقد اضطررت في اليوم الموالي أن أتصل بمسؤولي التلفزة لآخذ موعدا مع العرايشي، وأتذكر أنهم حددوا لي الرابعة مساء من يوم جمعة، وانتقلت بالفعل إلى العاصمة الرباط في الوقت الذي حددوه لي، وبقيت أنتظر قرابة أربع ساعات، أي من الساعة الرابعة إلى حدود الساعة السابعة، قبل أن أفاجأ بالكاتب الشخصي للعرايشي يقول لي إن فيصل مشغول ولن يستقبلني، وطلب مني الذهاب على أساس أنهم سيتصلون بي لتحديد موعد جديد. وكيف تقبلت الأمر؟ طبعا لم أتقبل أن يتم التعامل معي بهذا التصرف الاستعلائي بعد أربع ساعات من الانتظار، لأن هذا التصرف فيه إهانة ليس لشخص بنياز وإنما لكل الفنانين المغاربة، وأصررت عى ألا أغادر المكان إلا إذا تم تحديد موعد جديد، لأني كنت واثقا أن سي العرايشي كان يريد فقط ربح الوقت وأنه لن يتصل بي. وماذا وقع بعد ذلك؟ رفضت أن أرحل من هناك وقلت لمخاطبي إني أريد أن أعرف سبب وقف بث عرضي دون تعليل وسألته عما إذا كنت قد ارتكبت خطأ في هذا العرض أو صدرت عني كلمة استدعت إلغاءه بتلك الطريقة. وبينما أنا أتحدث بصوت مرتفع وأدافع عن وجهة نظري في هذه القضية، فوجئت بشرطي، بتعليمات من العرايشي، يجذبني بقوة ويدعوني إلى مغادرة المكان فورا، وعندما حاولت التخلص منه وإبعاده عني وجه إلي لكمة قوية على مستوى أذني «حتى بانو لي النجوم». حينها خرج العرايشي من مكتبه ولم يعد مشغولا كما قيل لي من قبل، وأمر الشرطي بتركي وشأني كما لو أن الاعتداء على فنان حدث عادي جدا. وماذا كان ردك على العرايشي؟ قلت له إن تدخله جاء متأخرا وإني أهنت وضربت أمام مكتبه، وإني سوف ألجأ إلى المسطرة القانونية في هذا الاعتداء الذي تعرضت له، فكان جوابه بالحرف: «سير اشرب لبحر». وهذا الجواب من العرايشي يكشف بالملموس أن الرجل يتصرف كما لو أنه فوق القانون. بعد هذه الواقعة غير المتوقعة، توجهت إلى أقرب مستشفى وأنجزت شهادة طبية قبل أن أتوجه إلى المصالح المختصة لأضع شكاية ضد كل من فيصل العرايشي والشرطي الذي اعتدى علي جسديا. وعندما انتشر خبر الاعتداء علي، توصلت في اليوم الموالي بمكالمة هاتفية من حفيظ بنهاشم، وكان وقتها مديرا عاما للأمن الوطني، وطلب مقابلتي، وفعلا، التقيته واستفسرني حول ما وقع وشرحت له بالتفصيل وقائع الحادث وقدمت له الشهادة الطبية التي تثبت تعرضي للاعتداء. لكنه مع ذلك، طلب مني أن أتنازل عن هذه الشكاية ضد العرايشي، كما طلب مني ألا أتحدث في الموضوع إلى الصحافة الوطنية وأن أسحب الشكاية وعدم عرض الموضوع بدعوى أن هناك مناسبة وطنية مهمة وأن لديه تعليمات «من الفوق» لطي هذا الملف. وما هي المناسبة الوطنية التي كان يقصد؟ حفل زفاف الملك محمد السادس بالأميرة للا سلمى. وماذا كان ردك؟ طبعا كان ضروريا أن أتنازل عن الشكاية وأنا أسمع من المسؤول الأول عن الأمن الوطني في المغرب أن لديه تعليمات من الفوق لطي هذا الملف وأن هناك مناسبة وطنية، فأنا فنان ولا أريد أن أتسبب في أي مشكل وأكيد أن المسؤولين سيردون لي الاعتبار عن هذا الاعتداء إذا ما تنازلت عن الشكاية وستنتهي مشاكلي مع التلفزيون. وهل انتهت مشاكلك مع التلفزيون بعد تنازلك عن مقاضاة العرايشي؟ أبدا، بل الذي وقع هو أن مشاكلي مع التلفزيون تضاعفت، وبقيت بدون عمل لست سنوات منذ حادث الاعتداء علي. اختفت أعمالي من تلفزيون العرايشي ولم أظهر على الشاشة إلا مع حلول سنة 2008. لكنك ظهرت على الشاشة سنة 2006؟ هذا الظهور له علاقة بحادث تكريمي في برنامج «نغموتاي»، وهو تكريم فهمت منه رسالة واحدة وهي «سير تكرم». ولأني فنان وليست لي حرفة أخرى غير الفن، فقد قررت سنة 2008 أن أمر عبر وكالة للإنتاج، وقدمت عملا جديدا بعنوان «خفيف ظريف»، على أساس أن يمر في شهر رمضان. بعد ذلك بلغني أن «خفيف ظريف» لم يبرمج في شبكة البرامج الخاصة بشهر رمضان، حينها تأكد لي بالفعل أني أصبحت مستهدفا من قبل العرايشي شخصيا. وماذا فعلت عندما أصبح لديك هذا الاقتناع؟ أذكر أني اتصلت بحفيظ بنهاشم ما دام هو الذي تدخل لتسوية مشكل الاعتداء علي سنة 2002، لكن هذه المرة ليس بصفته مديرا عاما للأمن الوطني، وإنما بصفته أصبح مندوبا عاما لإدارة السجون. وفعلا استقبلني في مكتبه وشرحت له قضيتي وقلت له إني لم أشتغل لمدة 6 سنوات وأن العرايشي يحاربني، فاتصل به بنهاشم هاتفيا من مكتبه أمامي وتحدث إليه حول قضيتي، وأتذكر أني سمعت صراخ العرايشي من سماعة الهاتف، وبعد انتهاء المكالمة قال لي بنهاشم بالحرف: «السيد مازال حاقد عليك من 2002»، قبل أن يخبرني أن عملي الجديد سيمر في النصف الثاني من شهر رمضان لعام 2008. لكن وعلى عكس جميع البرامج التي تعرض في رمضان، لم تظهر وصلة دعائية أو أي شيء يشير إلى أن عملي «خفيف ظريف» سيتم عرضه كما لو أن الأمر يتعلق بسلعة مهربة. لكن القناة الثانية عرضت لك سلسلة «سعدي ببناتي».. هذه السلسلة قدمتها للقناة الثانية في 2009، وكان من المنتظر أن يتم عرضها في رمضان تلك السنة، لكن كان علي الانتظار إلى غاية شهر رمضان لعام 2010. وما سبب تأخر عرض السلسلة على شاشة «الدوزيم»؟ لأن مديرها سليم الشيخ لا يملك أي سلطة داخل القناة ولا رأي له أمام فيصل العرايشي، فالشيخ سليم «يسلمك الشيك»، وقد جاء به العرايشي من شركة لإنتاج «الفورماج» وربما لهذا السبب تحول قسم البرمجة في القناة الثانية إلى قسم ل«الفرمجة». وأنا لا أفهم كيف تمت برمجة عملي «سعدي ببناتي» بالقناة الثانية، في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، أي بعد أن استسلم المغاربة للنوم. في نفس السنة، أي سنة 2010، سجلت حلقات أخرى من سلسلة «خفيف ظريف» لتعرض على القناة الأولى، لكنها لم تبرمج في رمضان من نفس السنة، بل تم عرضها مرة أخرى في توقيت غير بريء، أي في شهر يوليوز 2011، كل يوم سبت وأحد في الواحدة ظهرا و10 دقائق. الأكثر من ذلك أنه، ومن ضمن 30 حلقة، لم يتم عرض سوى النصف تقريبا، وتم إيقاف السلسلة بمناسبة حلول شهر رمضان. آخر الأعمال التي قدمتها في رمضان الماضي، كانت بعنوان «على سبة»، وقد برمجها العرايشي في النصف الثاني من شهر رمضان تزامنا مع صلاة التراويح، في الوقت الذي يكون فيه أصدقاء العرايشي في أوقات الذروة، أي ساعة الإفطار. ألم تحاول أن تعاود الاتصال بالعرايشي بعد ذلك؟ منذ 2002 وأنا أحاول أن ألتقي به، ودائما يقال لي إنه عند سيدنا أو ذهب إلى سيكما، (شركة إنتاج في ملكية العرايشي) وأعترف أني فشلت في هذه المهمة وأني كما يقول المغاربة «عطيت حماري». وهنا أقول إنه من السهل جدا أن تلتقي بالملك محمد السادس على أن تلتقي بالعرايشي. وأتذكر أني حاولت أن أتحدث إلى العرايشي سنة 2007 في مهرجان مراكش السينمائي، لكنه تفادى اللقاء بي، وصدقني إذا قلت لك إني شاهدت بأم عيني كيف أن بعض الفنانين لا يجدون أي حرج في الانحناء لتقبيل كتف العرايشي طمعا في برمجة أعمالهم على شاشة التلفزيون. لكن لماذا تريد أن يتعامل مسؤولو التلفزيون مع أعمالك بطريقة استثنائية؟ هذا غير صحيح. كل ما أريده هو أن تتم معاملتي بنفس الطريقة التي يعامل بها بقية من يمرون كل شهر رمضان في ساعة الذروة. أؤكد لكم أن هناك زبونية وانتقائية في التعامل داخل التلفزيون، لم يكن لدي أي مشكل مع المدراء الذين سبقوا العرايشي على امتداد 42 سنة، ولم يسبق أن أهنت أو ضربت داخل مقر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. وأنا هنا أريد أن أتساءل: لماذا يحرص العرايشي على «التعامل» الدائم مع شركات إنتاج بعينها؟ ما هي هذه الشركات؟ أقصد هنا شركة «عليان» للمخرج نبيل عيوش، التي صورت 120 حلقة في مسلسل «زينة الحياة»، كما قامت هذه الشركة بإنتاج سيتكوم «حنا جيران»، الذي عرض على القناة الثانية في رمضان 2010 في ساعة الذروة، ثم «ديما جيران» في رمضان المنصرم، وسيعود الجيران في رمضان المقبل في الجزء الثالث. وهناك شركة إنتاج أخرى يعشق العرايشي التعامل معها وصاحبها يجني 3 ملايير سنتيم سنويا من المال العام، وهذه الشركة هي التي قدمت «القدم الذهبي» و«للا العروسة» و«كوميديا» ثم «كوميديا شو» ومؤخرا «شاشة شو» في رمضان، وكلها برامج كانت تعرض في ساعات الذروة. أما أنا، فعندما قدمت مشروع برنامج «سعدي ببناتي» قيل لي إن «الميزانية ما كايناش». أين وصلت الأمور حاليا مع العرايشي؟ مؤخرا سمعت أنه سيقدم تقريرا حول ما تقاضيت من التلفزة من 2008 إلى 2011، وهذا تحريف للقضية، لأني لا أتحدث هنا عن البعد المادي، بل أريد أن أعرف لماذا لا تعطى لأعمالي الفنية فرصة العرض. وإذا أراد العرايشي أن يختزل الموضوع في مبالغ مالية اقتسمتها مع فريق عمل يتكون من موسيقيين وكتاب كلمات وفنانين يشتغلون معي، فأنا أقول له بسم الله وأنا مستعد للحساب، لأني لم أرسل ابني إلى كندا ولم أقتن له منزلا هناك وليس لي أي حساب بنكي في الخارج. العرايشي الذي يريد محاسبتي، وأنا أقول له إن رئيس الحكومة ووزراء آخرين صرحوا بممتلكاتهم وكشفوا عن رواتبهم الشهرية الصافية. فهل يملك العرايشي الجرأة للكشف عما يتقاضاه هو شخصيا من المال العام؟ وأؤكد لكم أن الرجل يتقاضى أجرا يفوق أجر رئيس الحكومة! هل صحيح أنك طلبت لقاء مع ياسين المنصوري، المدير العام لمديرية الدراسات والمستندات المعروفة اختصارا ب«لادجيد» لتسوية خلافك مع العرايشي؟ هذا صحيح، وما كنت لأفعل لولا أنه قيل لي إن الرجل ذو أخلاق عالية وفي منتهى الطيبوبة، كما أني في وقت من الأوقات استنفذت جميع الطرق وطرقت كل الأبواب والجميع بات يقول لي: «إني أتعارك مع جبل»، وأن الحل الوحيد المتبقي لي هو أن أشكوه إلى ياسين المنصوري لأنه يزعم أنه صديقه وكثيرا ما يثير اسمه في جلساته، حسب ما قيل. وفعلا، طلبت لقاء مع ياسين المنصوري، وحددوا لي موعدا بمقر «لادجيد»، لكن لم يستقبلني المنصوري وإنما استقبلني مسؤولون آخرون بأمر منه وتحدثت لهم عن قضيتي مع العرايشي من أولها إلى آخرها. هل التقيت مسؤولين آخرين في الدولة لتسوية خلافك مع العرايشي؟ أجل، لأني «وليت كنسعى» وأصبحت أبحث عن أي مسؤول يمكنه أن يحل مشكلي، وهكذا، ذهبت سنة 2005 إلى مدينة تطوان للقاء مسؤولين كبار هناك، لأن العرايشي «قطع رزقي وبغا يقبرني قبل الوقت»، وفعلا تمكنت في نهاية المطاف من لقاء فؤاد عالي الهمة. وما الذي دار بينك وبين الهمة؟ الهمة استقبلني بابتسامته المعهودة عملا بالحديث النبوي الشريف «ابتسامتك في وجه أخيك صدقة»، وبعد أن استمع إلى قضيتي قالي لي «دابا نشوفو». كما التقيت أيضا رشدي الشرايبي مدير الديوان الملكي، لكن هذه اللقاءات لم تعقبها أي نتيجة. كيف تقيم حصيلة هذه ال12 سنة التي قضاها العرايشي على رأس التلفزيون؟ الرجل لا علاقة له بهذا القطاع، الذي يعتبر بوابة حقيقية للنهوض بالبلاد. لقد قاد التلفزيون إلى الإفلاس المبين: أفلام مدبلجة غزت القناتين الأولى والثانية، فيما قناة «المغربية» تكرر فقط ما يعرض على القناتين المذكورتين. «الرياضية» تكتفي بإعادة شبكة برامج سابقة، القناة «الرابعة» خاصة ب «القراية»، «السادسة» تعنى بالدين، «السابعة» لم أفهمها إلى حدود الآن، ويوجد بها شخص مهمته هي تغيير أشرطة الأفلام عند نهايتها، أما القناة الأمازيغية، فتبث برامجها لست ساعات فقط، و»الدوزيم» صارت علبة ليلية تعرض برنامجا ك»ستوديو دوزيم» في وقت الامتحانات الدراسية. في المقابل أحيي قناة «ميدي 1 تي.في» لأنها تتطور بسرعة وتعطي صورة إيجابية عن المغرب. هل نفهم من كلامك أنك مع رحيل العرايشي من منصبه؟ لا أبالغ إذا قلت إن الرجل عائق حقيقي أمام إصلاح التلفزيون، وأنا مع رحيله. وما الذي تنتظره من الحكومة الجديدة في قطاع الإعلام؟ أنا أحيي هنا وزير الاتصال، مصطفى الخلفي، فيما يخص مبادرته الشجاعة المتعلقة بإخراج دفاتر تحملات إلى الوجود، ليصبح المنتوج التلفزيوني ذا قيمة وفيه احترام للشعور العام للمغاربة. وما رأيك في البرامج التي تعرض خاصة في رمضان؟ الناس ملوا من رؤية نفس الوجوه ومن تلك الفكاهة «الرخيصة». نحن في حاجة إلى الرقي بالذوق العام عوض عرض أشياء لا أخلاقية في ساعة الإفطار أمام عائلات مغربية محافظة. وما رأيك في الفنانة لطيفة أحرار التي ظهرت شبه عارية في عمل مسرحي؟ هي حرة ومن حقها أن تفعل ما تشاء، لكن أنا مع تعرية مشاكل المجتمع، ولست مع تعرية الجسد، ومثل أعمال أحرار لا أشاهدها وأمنع أبنائي من مشاهدتها. هل تؤمن بوجود سينما نظيفة وأخرى غير نظيفة؟ أنا ضد الإثارة المجانية وضد تلك الأفلام التي تختزل حياة المغاربة في العري والجنس كما لو أننا شعب يعاني من الكبت. ينبغي أن نرقى بالذوق العام للمغاربة بأعمال فنية حقيقية لا بأعمال نتاجر فيها بالقيم الجماعية للوطن.